ستظل دموع لاعبي منتخب كوريا الشمالية، قبل مباراتهم الأولى في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، حاضرة في أذهان الجميع، رغم خسارتهم المباراة 1 2 أمام المنتخب البرازيلي العريق.
ولم تكن دموع اللاعبين خوفا من مواجهة منتخب راقصي السامبا الذي عانى الأمرين لتحقيق الفوز في هذه المباراة، وإنما كانت نابعة من إحساس اللاعبين بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، ومن فرط إخلاصهم لمنتخب بلادهم مع بدء مشاركتهم في هذه البطولة العالمية، التي خاضها الفريق للمرة الثانية في تاريخه.
ولكن هذا الإخلاص والحماس للفريق لم ينقذ المنتخب الكوري الشمالي من هزيمتين أخريين في المونديال عام 2010، حيث نال خسارة قاسية صفر 7 أمام البرتغال، ثم اختتم مسيرته في الدور الأول والبطولة بالهزيمة صفر 3 أمام المنتخب الإيفواري.
ولم يختلف الحال كثيرا في مشاركة الفريق في النسختين الماضيتين من بطولة كأس آسيا، حيث خرج صفر اليدين من الدور الأول في كليهما، وحصد نقطة واحدة فقط من تعادل واحد في نسخة 2011، فيما مني بثلاث هزائم متتالية في 2015.
ولهذا، سيكون الفريق بحاجة إلى تحويل هذه المشاعر لطاقة إيجابية وأداء قوي في الملعب، عندما يخوض فعاليات النسخة المرتقبة من بطولة كأس آسيا والتي تستضيفها الإمارات من الخامس من كانون ثانيناير إلى أول شباطفبراير المقبلين.
وقد تكون الفرصة سانحة هذه المرة ليجتاز الفريق دور المجموعات على الأقل، كأحد أفضل الفرق التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الست بالدور الأول للبطولة.
وبخلاف المفاجأة التي حققها الفريق في مشاركته الأولى بكأس العالم في مونديال 1966، ببلوغ دور الثمانية للبطولة عندما خسر صفر 3 أمام منتخب الاتحاد السوفييتي السابق وتعادل 1 1 مع تشيلي وفاز على إيطاليا صفر 1 قبل الخسارة من البرتغال 3 5 في دور الثمانية، لم يترك المنتخب الكوري الشمالي أي بصمة على الساحة العالمية.
كما اقتصرت مشاركاته السابقة في بطولات كأس آسيا على 4 نسخ فقط وكانت أفضلها من حيث النتائج التي حققها في المشاركة الأولى عام 1980، عندما حصل على المركز الرابع، فيما خرج من الدور الأول في مشاركاته التالية في 1992 و2011 و2015.
ورغم مرور عقود طويلة على البطولتين، تمثل مشاركة الفريق في مونديال 1966 وكأس آسيا 1980 حافزا كبيرا للفريق ومصدر إلهام يدفع اللاعبين إلى محاولة تكرار الإنجاز، لاسيما وأن الفريق كان على وشك الوصول للمباراة النهائية في البطولة القارية عام 1980، لكن شباكه استقبلت هدفين في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة ليخسر 1 2 بصعوبة أمام جاره الكوري الجنوبي، في المربع الذهبي للبطولة.
ورغم طموحات المنتخب الكوري الشمالي، يواجه الفريق اختبارا صعبا للغاية في البطولة الآسيوية، حيث يستهل مسيرته بمباراتين في غاية الصعوبة، عندما يلتقي السعودية وقطر، قبل أن يختتم مسيرته في المجموعة الخامسة بالدور الأول، بمواجهة لبنان.
وإذا أراد منتخب كوريا الشمالية العبور لدور الثمانية في البطولة، فإنه يحتاج إلى الخروج بنقطة التعادل على الأقل في كل من مباراتي السعودية وقطر، على أن يحقق الفوز في لقاء لبنان.
لكن مشكلة الفريق لا تنحصر في قوة المواجهات التي تنتظره في البطولة، وإنما تمتد إلى اعتماده بشكل تام على مجموعة من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي، والذين يفتقدون للخبرة المطلوبة في مواجهة عمالقة الكرة الآسيوية.