بعد عام حافل بالكبوات، التي توجت بالخروج المبكر للفريق من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا، يتطلع المنتخب الألماني لكرة القدم (مانشافت) إلى التخلص من آثار هذا السقوط بفريق أعيدت هيكلته وبحماس جديد في صفوف الفريق.
ويستطيع المانشافت اختبار نتائج هذا التغيير من خلال المباريات التي يخوضها في عام 2019 وفي مقدمتها مباراتا الفريق أمام المنتخب الهولندي في تصفيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2020).
وكان المانشافت عانى من عدة كبوات على مدار 2018 وتوجها بالخروج صفر اليدين من الدور الأول (دور المجموعات) في المونديال الروسي رغم أنه خاض البطولة للدفاع عن لقبه العالمي.
وعلى مدار 13 مباراة خاضها في 2018، حقق المانشافت أربعة انتصارات فقط. ولم يكن سقوطه المدوي في المونديال هو الإخفاق الوحيد له في 2018 بل خرج الفريق صفر اليدين أيضا من الدور الأول (دور المجموعات) بالنسخة الأولى لبطولة دوري أمم أوروبا بل وهبط إلى دوري القسم الثاني في هذه البطولة.
وخلال مشاركته في دوري أمم أوروبا، سقط المانشافت أمام مضيفه الهولندي صفر 3 في أكتوبر الماضي ليبدأ يواخيم لوف المدير الفني للمانشافت بعدها مباشرة في عملية إعادة بناء الفريق حيث تأكد الجميع أن الخروج المبكر للفريق من المونديال لم يكن كبوة عابرة وإنما كان مؤشرا على واقع الفريق في الفترة الأخيرة.
وبرز من بين الوجوه الجديدة بالفريق كل من المهاجمين ليروا ساني وسيرج نابري إضافة للاعب الوسط الناشئ كاي هافيرتز.
وعاند الحظ المانشافت خلال مباراة الإياب أمام هولندا في نوفمبر الماضي حيث تقدم الفريق بهدفين نظيفين في الشوط الأول لكن الضيوف تعادلوا في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وحاليا، يستعد المانشافت لمباراتين أخريين مع المنتخب الهولندي ولكن في تصفيات يورو 2020 وذلك ضمن مجموعة يتوقع أن يعبر منها الفريقان سويا إلى النهائيات علما بأنها تضم معهما منتخبات أيرلندا الشمالية واستونيا وبيلاروس.
وقال لوف: "منتخبنا ونظيره الهولندي هما الأقوى ترشيحا للعبور من هذه المجموعة".
وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني للعبة: "المنتخب الهولندي سيكون اختبارا قاسيا. ولكن، بالنظر إلى هذه المجموعة، يجب علينا ببساطة أن نتأهل ليورو 2020 ".
وأوضح لوف أنه على الرغم من كون التأهل هو الهدف الأساسي للفريق، فإن أولويات المانشافت أيضا تضم إعادة بناء الفريق.
وقال لوف: "نرغب في منح المنتخب الوطني هيئة مختلفة بشكل تدريجي. إنها عملية تتطلب الصبر حيث يتعين علينا أن نمنح اللاعبين الشبان الوقت للنضوج. ورغم هذا، نعلم أننا بحاجة لتحقيق النتائج لنضمن التأهل المباشر إلى يورو 2020 ".
وأكد لوف أنه يريد اتزانا بين الوجوه الجديدة وأصحاب الخبرة ولكن لاعبين مثل توماس مولر لم يعد تواجدهم في التشكيلة الأساسية أمرا مضمونا.
ولم يستدع لوف اللاعب سامي خضيرة منذ السقوط المبكر في المونديال كما غاب جيروم بواتينج عن صفوف الفريق في آخر مباراتين علما بأن اللاعبين الثلاثة كانوا ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في المونديال فيما استبعد لوف اللاعب ليروا ساني نجم مانشستر سيتي من قائمة الفريق لهذه البطولة.
وافتقد المانشافت للخطط والأفكار في المونديال وخسر أمام المنتخبين المكسيكي والكوري الجنوبي وحالفه التوفيق في مباراة السويد حيث حقق الفوز في الوقت الضائع للمباراة.
وأثارت هذه المشاركة، التي أصبحت الأسوأ للفريق على مدار 80 عاما من المشاركات في المونديال، ضجة هائلة في ألمانيا كما أضافت أزمة الصورة التي التقطها مسعود أوزيل نجم الفريق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مزيدا من الاضطراب حول المانشافت.
ولم يكن أي من لوف وجريندل وأوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني مقنعا في تعامله مع القضية فيما أعلن أوزيل نجم أرسنال الإنجليزي عبر وسائل التواصل الاجتماعي اعتزاله اللعب دوليا وسط ادعاءات بتعامل مسؤولي الكرة الألمانية مع القضية بنوع من العنصرية.
ومنذ ذلك الحين، حاول لوف عبثا التواصل مع أوزيل. وقال لوف إن هذه المسألة "كلفتنا بعض طاقتنا حيث كانت حاضرة دائما" في روسيا ولكنها لم تكن السبب وراء الأداء المتواضع للفريق في المونديال.