رغم عدم تمكن الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، تبدو الفرصة سانحة أمام الجيل الحالي للمنتخب الإماراتي لترك بصمة حقيقية على الساحة الأسيوية، من خلال بطولة كأس آسيا السابعة عشر التي تستضفها بلاده خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وشارك "الأبيض" الإماراتي في التصفيات المؤهلة لهذه النسخة نظرًا لكونها تصفيات مشتركة مؤهلة لهذه البطولة الأسيوية وكذلك لكأس العالم 2018 بروسيا.
ولم يحالف التوفيق المنتخب الإماراتي في المرحلة النهائية من التصفيات، بعدما وقع في مجموعة صعبة للغاية مع منتخبات اليابان والسعودية وأستراليا والعراق وتايلاند.
ورغم هذا، ظهر الفريق بمستوى رائع في التصفيات وكان ندا قويا لباقي منافسيه في المجموعة.
لكن الفرصة تبدو سانحة الآن لترك بصمة أكبر على الساحة القارية من خلال النسخة الجديدة لكأس آسيا، التي يستطيع خلالها "الأبيض" الاعتماد على مساندة الأرض والجمهور في مواجهة عمالقة القارة الأسيوية.
ومنذ بلوغ الفريق نهائيات كأس العالم 1990، وفوزه بالمركز الرابع في كأس آسيا 1992، والمركز الثاني في النسخة التالية بالبطولة الأسيوية عام 1996، من خلال الجيل الذهبي للأبيض في التسعينيات من القرن الماضي، لم تشهد الكرة الإماراتية جيلًا متميزًا مثل الجيل الحالي، الذي صال وجال على الساحة الخليجية والأسيوية في السنوات الأخيرة ولم يعد أمامه سوى تتويج جهوده بمشاركة متميزة في كأس آسيا 2019.
وخلال السنوات القليلة الماضية، فاز المنتخب الإماراتي بلقب كأس الخليج الحادية والعشرين (خليجي 21) لكرة القدم في البحرين عام 2013 واحتل الفريق المركز الثالث في خليجي 22 عام 2014 بالسعودية، ثم المركز الثاني في خليجي 23 بالكويت في 2017، بخلاف فوزه بالمركز الثالث في كأس آسيا 2015 بأستراليا.
ويتمتع الجيل الحالي لكرة القدم الإماراتية بوجود العديد من المواهب الفذة في صفوفه وفي مختلف خطوط الفريق، وخاصة في الوسط والهجوم، مما يجعل الفريق مرشحًا دائمًا للمنافسة بقوة على اللقب في مختلف البطولات التي يخوضها.
ويخوض المنتخب الإماراتي، فعاليات البطولة الأسيوية بطموحات كبيرة وتوقعات هائلة في ظل الخبرة التي اكتسبها اللاعبون على مدار السنوات القليلة الماضية والتي تجعل فرصهم أفضل في المنافسة عن مشاركتهم في النسخ السابقة من البطولة.
ولم يشارك المنتخب الإماراتي في النسخ الست الأولى من البطولة الأسيوية ولكنه أصبح من الوجوه القليلة المنتظمة في البطولة بداية من النسخة السابعة التي أقيمت عام 1980 باستثناء غيابه عن نسخة عام 2000 بعدما عانده الحظ في التصفيات.
وعلى مدار المشاركات التسع السابقة للفريق كان الإنجاز الأفضل لـ"الأبيض" عندما استضافت بلاده البطولة في 1996، إذ بلغ الفريق المباراة النهائية للبطولة بقيادة مدربه الكرواتي توميسلاف إيفيتش، ووصل الفريق إلى ركلات الترجيح بعد التعادل السلبي على مدار 120 دقيقة مع نظيره السعودي في أول نهائي عربي خالص للبطولة.
ولكن ركلات "الحظ" الترجيحية بددت آمال الأبيض في رفع الكأس الأسيوية للمرة الأولى ومنحت اللقب للأخضر السعودي للمرة الثالثة في تاريخه.
وكانت هذه المباراة النهائية بمثابة خط النهاية للجيل الذهبي للكرة الإماراتية في التسعينيات من القرن الماضي، والذي بلغ نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا كما بلغ المربع الذهبي في كأس آسيا 1992 واحتل المركز الرابع في البطولة.
وبخلاف هاتين البطولتين 1992 و1996، وكذلك النسخة الماضية عام 2015، كانت المشاركة الإماراتية في البطولة الأسيوية متوسطة المستوى، ولم يعبر الفريق الدور الأول للبطولة في النسخ الأخرى التي شارك فيها.
ولكن الفرصة تبدو سانحة هذه المرة للمنافسة بقوة في النسخة الجديدة بالإمارات لاسيما وأن كثيرين يرون في الجيل الحالي عناصر أفضل من الجيل الذهبي الذي تألق في التسعينيات، كما كان لنظام الاحتراف المطبق حاليًا في الإمارات دوره البارز في التطور الكبير لمستوى الدوري الإماراتي من ناحية والأبيض من ناحية أخرى.
وبات الحلم الجديد والتحدي الأهم الذي يخوضه الفريق هو المعترك الأسيوي، إذ يسعى الفريق الحالي إلى استعادة أمجاد بلاده الكروية على الساحة القارية واستعادة ذكريات 1996.
ويضاعف من فرص الفريق الحالي أنه يعتمد في اختياراته على عدد من العناصر التي فازت بالميدالية البرونزية لكرة القدم في دورة الألعاب الأسيوية الأخيرة.
وتتسم معظم عناصر المجموعة الحالية بالقدرة على الابتكار في الملعب إلى جانب أداء الواجبات الخططية سواء في الهجوم أو الدفاع إلى جانب التعطش لتحقيق الانتصارات.
ويرى البعض أن المنتخب الإماراتي يجيد اللعب على ملعبه أكثر من المباريات التي يخوضها خارج أرضه.
وخلال مسيرته في التصفيات المشتركة المؤهلة لمونديال 2018 وكأس آسيا 2019، خاض الفريق 18 مباراة حقق الفوز في تسع منها وتعادل في ثلاث ومني بست هزائم وسجل لاعبو 37 هدفا واهتزت شباك الفريق 17 مرة.
ويفتقد المنتخب الإماراتي في هذه البطولة اللاعب الموهوب عمر عبد الرحمن (عموري) الذي يعتبر القلب النابض لهذا الفريق حيث ستحرمه الإصابة التي تعرض لها خلال اللعب لفريقه الهلال السعودي من المشاركة في البطولة.
ويبرز ضمن صفوف الأبيض مجموعة متميزة من اللاعبين مثل المهاجم أحمد خليل الذي تألق بشدة من قبل في بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 19 عاما) في 2008 عندما كان في السابعة عشر من عمره.
واقتسم خليل مع السعودي محمد السهلاوي والبولندي روبرت ليفاندوفسكي صدارة قائمة هدافي التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 برصيد 16 هدفًا لكل منهم.
وخلال السنوات الماضية، رسخ خليل أقدامه كأحد أفضل المهاجمين في منطقة الخليج وفي آسيا كما يتألق إلى جواره عدد كبير من اللاعبين المتميزين الموهوبين مثل المخضرم إسماعيل مطر وعلي مبخوت وإسماعيل الحمادي وعلي سالمين ومحمد عبد الرحمن وغيرهم.
وتسعى هذه المجموعة بقيادة المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني إلى ترك بصمة حقيقية لها في كأس آسيا 2019 التي يستهلها الفريق بمواجهة عربية خليجية خالصة في المباراة الافتتاحية للبطولة، إذ يلتقي المنتخب البحريني قبل أن يستكمل مسيرته في المجموعة الأولى بمباراتيه أمام منتخبي الهند وتايلاند، علمًا بأن المنتخب التايلاندي كان ضمن مجموعة الفريق في تصفيات كأس العالم آسيا 2018، وخسر أمام "الأبيض" 1-3 ذهابًا، وتعادل معه 1-1 إيابًا.