لا يمكن العثور على دافع يلهب حماس نجوم العين للاستمرار في مسيرة كتابة التاريخ أكثر من مواجهة الريال في نهائي المونديال، فالجميع يخوضون المواجهة التي قد لا تتكرر في مسيرتهم الكروية سوى مرة واحدة بروح التحدي، والاستمرار في توجيه أنظار العالم للكرة الإماراتية التي حققت الإنجاز الأفضل لها بالوصول إلى نهائي إحدى بطولات الفيفا على مستوى الأندية والمنتخبات للمرة الأولى، صحيح أن سقف الأمنيات، ودائرة الطموحات تدفع الزعيم للبحث عن اللقب المونديالي على حساب العملاق المدريدي، خاصة أن المواجهات النهائية عادة لا تعترف بفوارق التاريخ أو الواقع، إلا أن المطلوب في المقام الأول هو الأداء الرجولي وأن يؤمن الفريق بحظوظه في انتزاع اللقب.
وبعيداً عن الدافع الأساسي الذي لا يحتاج إلى محفزات إضافية، فإن تشكيلة الزعيم العيناوي تضم 3 لاعبين يخوضون مواجهات جانبية، قد يكون لها تأثيرها الذهني والنفسي في رفع درجة الحماس، وهؤلاء النجوم هم كايو الذي يقدم مستويات عالمية تتوافق مع أهمية الحدث المونديالي، والذي يتعين عليه أن يبعث برسالة واضحة لنجوم السامبا الذين يمثلون الريال، وهم مارسيللو، كاسيميرو، وفينيسيوس جونيور، ليقول من خلالها «وأنا أيضاً برازيلي».
كما تشهد المباراة مواجهة بين 3 نجوم جميعهم من صنع الكرة الفرنسية، وهم كريم بنزيمة مهاجم الريال ومواطنه فاران قلب دفاع الملكي، في مواجهة من نوع خاص مع النجم المالي دومبيا الذي يدين لفرنسا بالفضل في تكوينه الكروي، أما ثالث المواجهات المرتقبة فسوف تكون أكثرها إثارة لعشاق الزعيم من الجماهير الإماراتية والعربية، تلك المواجهة التي سوف تحدث على أرض استاد مدينة زايد بين حسين الشحات، ومدافع الريال سيرجيو راموس، حيث يسعى الشحات لتقديم كل ما لديه من أجل المجد العيناوي، وفي الوقت ذاته ليكون أول لاعب مصري يحصل على كأس العالم للأندية، وسوف تكون هذه المواجهة بذكريات «كتف صلاح» الذي أصابه راموس.
أما رابع المواجهات الجانبية، فسوف تحمل بعداً آخر يجعل عشاق الكرة الكرواتية في حيرة من أمرهم، حيث يتمنى البعض التوفيق للمدير الفني للعين زوارن ماميتش للفوز باللقب ودخول التاريخ مع الزعيم من الباب الملكي، فيما يتطلع البعض الآخر إلى الكرواتي لوكا مودريتش مع أمنيات بأن يختتم العام التاريخي بإنجاز جديد يضاف إلى كل ما حققه في 2018.
الشحات يتحدى راموس بـ «كتف صلاح»
إذا كان كايو ومعه شيوتاني يقومان بدور هجومي فعال من الجبهة اليسرى للعين، فإن الجبهة اليمنى تشتعل حماساً بوجود حسين الشحات ومعه بندر الأحبابي، وفي حالات أخرى محمد عبد الرحمن، ويتطلع الشحات مثل غيره من نجوم العين للظهور بصورة جيدة في التحدي الكبير أمام الريال للمشاركة في تأكيد دخول العين تاريخ الساحرة من الباب الملكي، ولدى اللاعب المصري دوافع إضافية من شأنها أن تقوده للمزيد من التألق، على رأسها أنه أصبح فعلياً أول لاعب مصري يصل إلى نهائي مونديال الأندية، فقد تعددت مشاركات الأهلي المصري في البطولة العالمية ممثلاً للقارة السمراء، ولكنه لم يبلغ النهائي من قبل، مكتفياً بالمركز الثالث في أفضل إنجاز له، وبذلك يحلم الشحات أن يكون أول لاعب مصري يحصل على اللقب المونديالي.
وفي كواليس المباراة ومعاركها الجانبية، سوف يكون الشحات أمام فرصة ذهبية للتألق أمام سيرجيو راموس الذي يعد أحد أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم، وربما تتسبب هذه المواجهة في استدعاء ذكريات الإصابة المثيرة للجدل التي ألحقها المدافع الإسباني بكتف المصري محمد صلاح هداف ليفربول في نهائي دوري الأبطال مايو الماضي، وهو النهائي الذي حسمه الملكي لصالحه وتأهل بموجبه للمشاركة في مونديال أبوظبي. أحكام الساحرة التي لا تخلو من الإثارة تلهب حماس الملايين في المنطقة العربية تعاطفاً مع العين في موقعته الكبرى أمام الريال، وارتفع سقف الإثارة والترقب لمعرفة كيف ستكون المواجهة الكروية داخل الملعب بين أحد أفضل المدافعين في العالم، وبين الشحات الذي لم يختبر قدراته من قبل في مباراة عالمية من هذا العيار الثقيل.
من كايو إلى كاسيميرو ومارسيللو: «أنا أيضاً برازيلي» !
لأنه برازيلي فهو يملك الثقة، والشخصية الكروية القوية التي يظهر معدنها الحقيقي في التحديات الثقيلة، وهو ما برهن عليه كايو في موقعة العين أمام ريفر بليت، فقد نجح كايو في «تعذيب» الفريق الأرجنتيني طوال المباراة، بما قدمه من جهد بدني خارق، ومراوغات ناجحة، وتمريرات قاتلة، فضلاً عن ثقته وقوة شخصيته التي كانت ملهمة لبقية نجوم الزعيم العيناوي، ومن المتوقع أن ترتفع الدوافع لدى كايو في النهائي المرتقب، لأن مواجهة الريال فرصته ليقول كلمته على مسرح كروي عالمي، وفي الوقت ذاته سوف تكون المواجهة مع كاسيميرو، ومارسيللو لها طابعها الخاص، ودوافعها الملتهبة. كاسيميرو الذي أصبح جاهزاً لخوض النهائي المرتقب، قد يجد نفسه في بعض المواقف في مواجهة مع مواطنه كايو، فالأول يملك قدرات دفاعية كبيرة في منتصف الملعب، والثاني يتمتع بمهارات كبيرة، كما أن البرازيلي الثالث مارسيللو سوف يكون موجوداً في الطرف الآخر من الملعب ليتابع تفاصيل الحوار الكروي بين كايو وكاسيميرو، مع الاحتفاظ بحق التدخل وفقاً لمجريات المباراة.
ا يوجد لاعب في صفوف العين يملك دافعاً إضافياً قوياً لإثبات الذات مثل كايو، فالرسالة التي سوف يحرص على كتابتها بقدميه تقول «أنا أيضاً برازيلي»، حيث يحظى راموس، وكاسيميرو بمكانة كبيرة في بلادهما السامبا، فيما واجه كايو معاناة كبيرة في بدايات رحلته مع الساحرة، وبعد أن رفضته عدة أندية في بلاده رحل إلى اليابان مبكراً، ثم التحق بفريق كاشيما ومنه للعين. ولم يكن يتوقع أن يتحدى مشاهير الكرة البرازيلية في نهائي مونديالي، أي أن النهائي المرتقب سوف يجعل كايو تحت أنظار الملايين من عشاق الساحرة حول العالم، وخاصة في البرازيل.
زوران يهدد حلم لوكا في ختام عام السحر والخيال
تعيش كرواتيا أجواءً من العاطفة الوطنية التي أنعشها التوهج المونديالي لرفاق لوكا مودريتش في روسيا الصيف الماضي، ونجح الملك لوكا في تأكيد هذه الروح، حينما حقق لبلاده مجداً كبيراً بالتتويج على عرش الأفضل عالمياً سواء بجائزة الفيفا أو الكرة الذهبية ومعهما لقب أفضل لاعب في القارة العجوز، وانطلاقاً من وجود هذه الروح تحرص الصحافة الكرواتية، والآلاف من عشاق كرة القدم في البلاد على متابعة أداء أبناء كرواتيا في الخارج سواء كانوا من المدربين أو اللاعبين.
مودريتش يريد أن يختتم أفضل أعوامه بتحقيق لقب مونديال الأندية، ليضاف إلى دوري الأبطال، وألقاب أفضل لاعب في العالم التي حصل عليها من الفيفا وفرانس فوتبول، ولقب الأفضل أوروبياً، وغيرها من الجوائز التي جعلته ملكاً على عرش الساحرة في 2018، الذي يمكن أن يطلق عليه عام الملك لوكا.
في المقابل يحلم زوارن ماميتش بالتصدي لطموح مواطنه لوكا، ومنح العين لقباً سيكون الأفضل والأهم في تاريخ كرة القدم الإماراتية والخليجية والعربية، وكذلك على مستوى القارة الصفراء بأسرها، وما بين طموح لوكا وحلم زوران سوف يكون هناك تكتيك خاص، يقوم على معرفة المدرب الكرواتي بنجم الريال جيداً، «ومهما كانت النتيجة فسوف تنتهي المواجهة بعناق حار بينهما، فهو عام كرواتي في جميع الحالات، فقد بلغت نهائي مونديال 2018 مع لوكا مودرينتش ورفاقه، ووصلت إلى نهائي مونديال الأندية في نفس العام ببصمة زوران مع الزعيم العيناوي».
دومبيا وبنزيمة وفاران... صنع في فرنسا !
رابع المواجهات الجانبية الواعدة بالإثارة في موقعة العين والريال، سوف تكون بين لاعب العين دومبيا الذي يقدم مستويات جيدة على المستوى التكتيكي، وبين نجمي فرنسا والريال كريم بنزيمة، والمدافع رافاييل فاران، فالثلاثي يحمل شعار «صنع في فرنسا»، كما أن هناك علاقة جيدة بين دومبيا وبنزيمة على وجه التحديد، فالأخير تأسس كروياً في فرنسا التي ولد بها، ويحمل جنسيتها، ولكنه لم يعثر على فرصة لتمثيل منتخب الديوك، فكان قراراه بتمثيل منتخب مالي دولياً.
وحرص دومبيا على مداعبة بنزيمة قبل الموقعة الفاصلة في النهائي، حينما كتب له معلناً التحدي، عن طريق توجيه السؤال لمهاجم الريال عما إذا كان مستعداً للمباراة المرتقبة أم لا، ويظل الثلاثي فاران وبنزيمة ومعهما دومبيا أبناء المدرسة الكروية الفرنسية، والتي سيكون لها بصمتها في موقعة الغد، ولكل طموحه المشروع.
دومبيا يحلم بلقب مونديالي مع العين يستعيد به مكانته وبريقه، فهي تجربته الكروية الأولى مع الزعيم، وقد نجح في صنع الفارق في منتصف ملعب العين خلال المواجهة أمام ريفر بليت، كما ظهر بصورة جيدة في مباراة ربع النهائي التي فاز بها العين على الترجي بطل افريقيا.
أما فاران، فإنه يقف هو الآخر على أعتاب كتابة تاريخ كروي كبير، فقد انتزع في 2018 لقب كأس العالم مع فرنسا الصيف الماضي، وتوج مع الريال بدوري الأبطال، ويطمح للحصول على لقب مونديال الأندية، ليكون صاحب الإنجاز الجماعي الأفضل في العالم لعام 2018، حيث لم يتمكن أي لاعب من تحقيق ثنائية دوري الأبطال ومونديال المنتخبات سوى فاران، وفي هجوم الريال سيكون على بنزيمة أن ينتفض على طريقة جاريث بيل ليبرهن على أنه هو الآخر يطمح إلى تعويض عشاق الملكي عن رحيل رونالدو.