اعترف طارق بوشماوي، عضو مجلس الاتحاد الدولي «الفيفا»، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الأفريقي، أن ما حققه العين بالوصول إلى نهائي كأس العالم، وبلوغ كاشيما الياباني نصف النهائي، مقابل اكتفاء الترجي ممثل أفريقيا بالمركز الخامس، يكشف بوضوح تطور الكرة الآسيوية، والتقدم الذي حققته، مقابل التراجع المخيف للكرة في القارة الأفريقية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، مقارنة بالطفرة التي حصلت في السنوات الماضية. وأضاف أن الكرة في «القارة الصفراء» تجني ثمار العمل الكبير الذي قام به الاتحاد الآسيوي على مر السنوات الماضية، والخطوات الجريئة في تطبيق الاحتراف، والتدرج في الارتقاء بالمعايير المطبقة، ما أسهم بقدر كبير في تحسين وضع اللعبة تنظيميًا وفنيًا، وأظهر الكرة الآسيوية بصورة لائقة في الاستحقاقات العالمية الكبيرة، سواء المونديال أو كأس العالم للأندية.
وصف بوشماوي إنجاز العين بالوصول إلى المباراة النهائية في كأس العالم للأندية بالمفاجأة السارة للكرة العربية، مؤكدًا أنه استحق النتائج الإيجابية التي حققها، بفضل الأداء والمستوى المميزين اللذين قدمهما في مختلف مبارياته، باستثناء الشوط الأول أمام ولينجتون النيوزيلندي.
وأضاف أن نجاح «الزعيم» ثمار عمل كبير يقوم به النادي والكرة الإماراتية بصفة عامة، من أجل اللحاق بالدول المتطورة كرويًا، سواء على مستوى البنية التحتية، أو فيما يخص تطبيق الاحتراف والوصول باللاعبين إلى مصاف الأندية المتطورة.
وشدد على أن العين يملك لاعبين مميزين، سواء المواطنين أو الأجانب، بالإضافة إلى جهاز فني قدير، نجح في التعامل مع مختلف المنافسين بذكاء كبير، ولعب في المباريات الثلاث بخطط فنية مختلفة، الأمر الذي ساعد «الزعيم» على التعامل بنجاح مع الأندية التي واجهها، ويحصد الانتصارات ويصل إلى النهائي، كما أشار إلى أن حفاظ الفريق على جاهزيته البدنية رغم خوضه الأشواط الإضافية في مباراتين، يعكس حسن استعداد العين للبطولة والتركيز الذهني الكبير، إلى جانب العمل الكبير للجهاز الطبي.
وكشف بوشماوي عن الخطوات التصحيحية التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي قريبًا لتغيير وضع اللعبة بـ «القارة السمراء»، واللحاق ببقية القارات، سواء في تطبيق الاحتراف أو الارتقاء بالمستويات الفنية للمسابقات، وأوضح أن أول الخطوات تتمثل في إقامة دوري أبطال أفريقيا في النسخ المقبلة للدوريات التي تطبق الاحتراف فقط، وذلك من خلال دراسة تم تجهيزها تحدد المواصفات المطلوب توافرها لدى الدول الراغبة في المشاركة بالمسابقة الأقوى.
وقال: هذه التجربة سبقنا إليها الاتحاد الآسيوي، ولن نخجل من الاستعانة بالنموذج الآسيوي في تطوير اللعبة، لأن دوري أبطال أفريقيا بحاجة إلى الارتقاء تنظيميًا وفنيًا حتى تلحق بما وصلت إليه الكرة في بقية القارات الأخرى.
وأوضح، أن المواصفات التي سيتم تطبيقها تساعد الدول المشاركة على تطوير ملاعبها والبنية التحتية، وضمان مستويات فنية تساعد الاتحاد الأفريقي على تسويق المسابقة بالشكل المطلوب، وجلب الرعاة ورفع قيمة الجوائز المقدمة. كما أضاف أن أول القرارات التي صدرت بالنسبة لدوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي تمثلت في تغير موعد إقامتهما، ليقاما خلال الفترة من سبتمبر وحتى مايو، أسوة بالمسابقات الأوروبية، وبداية من 2019 يقام الدور النهائي للمسابقات القارية للأندية في مايو.
وأشار رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الأفريقي إلى أن التعاون مع الاتحاد الآسيوي سيكون كبيرًا في المرحلة المقبلة للتعاون، والتشاور وتحقيق الاستفادة المشتركة، لأن وضع اللعبة في القارتين بحاجة إلى عمل كبير وجهود حقيقية من أجل اللحاق ببقية قارات العالم، حيث وصلت اللعبة مراحل عالية من الاحتراف والتنظيم.
عن الأزمة التي يعيشها الاتحاد الأفريقي مؤخرًا، بعد سحب تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 من الكاميرون، وعدم حسم هوية الدولة البديلة، وذلك قبل 6 أشهر فقط من انطلاقة الحدث، قال بوشماوي: من المؤسف سحب التنظيم من الكاميرون، بعد الجهود الكبيرة التي بذلوها لاستضافة البطولة، خاصة أن الاتحاد الأفريقي يهدف من وراء التنظيم إلى الارتقاء بالبنية التحتية وتطوير المنشآت الرياضية، ولكن تأخر الأشغال جعل الكاميرون تفضل نقل البطولة إلى دولة أخرى.
وأضاف، أن «الكاف» فتح من جديد باب الاستضافة أمام الدول الراغبة، ولم يتقدم سوى مصر وجنوب أفريقيا، ويتم خلال الأيام المقبلة مناقشة الملفين لاختيار الأنسب، على أن يتم الإعلان عن المستضيف الجديد 9 يناير المقبل، مؤكدًا أن الموعد مناسب لإتمام اللمسات الأخيرة على الملاعب والتجهيز للحدث، وشدد على أن الاتحاد الأفريقي تعامل بشفافية، وكشف كل التفاصيل الخاصة بالتنظيم منذ البداية.