يبدأ الزمالك اليوم مشوار بطولة الكونفيدرالية الإفريقية، عندما يستضيف القطن بطل التشاد فى ذهاب دور الـ32 فى السابعة مساء على ملعب إستاد بتروسبورت ، الذى عادت أليه المباراة مرة أخرى بعد أن سبق وتم نقلها منذ 48 ساعة إلى ملعب إستاد برج العرب بالإسكندرية، قبل أن يعترض الفريق الضيف ويرفض الاتحاد الإفريقى نقل المباراة، بحسب لوائح الكاف التى تنص على ضرورة إعلام المنافس ملعب المباراة وموعدها قبل 10 أيام من اللقاء، لذلك وافق الأمن مرة أخرى على نقل المباراة وإقامتها فى بتروسبورت مع تقليل عدد الجماهير إلى ستة آلاف فقط بعد أن كان مقررا حضور عشرة آلاف.
وبعيدا عن هذه الأحداث الدرامية التى سبقت المباراة، فإن الفارس الابيض يسعى لكسر سوء الحظ الذى يلازمه فى البطولات الافريقية ، وبالأمس كانت ذكرى آخر انتصار قارى للقلعة البيضاء مع دورى الأبطال الإفريقي، وتحديداً منذ 16 عاما عندما توج بآخر ألقابة الإفريقية عندما فاز على الرجاء البيضاوى المغربى بهدف نظيف فى المباراة النهائية وتوج بنسخة 2002، وسبق للزمالك التتويج باللقب الافريقى 5 مرات فى أعوام 1984 و1986 و1993 و1996 و2002.
ومازالت الجماهير منذ هذا التاريخ وهى تنتظر عودة الزمالك لسيادة القارة الافريقية، والعودة للانتصارات بعد أن شهدت السنوات العشر الأخيرة مشاركات خجولة للفريق لم يستطع خلالها أى جهاز فنى أو إدارة تحقيق أحلام وطموحات الجماهير.وتعد هذه المرة الثالثة التى يشارك بها الفريق فى الكونفيدرالية بعد نسخة 2015 التى ودعها من قبل النهائى أمام النجم الساحلى التونسي، ونسخة 2018 الماضية التى ودعها من دور الـ64 امام فريق ولايتا ديشا الاثيوبي، والليلة يبدأ مشوار المشاركة الثالثة، ويمنى النفس بالفوز باللقب لأول مرة فى تاريخه.
واليوم تعيش جماهير الزمالك إحساسا مختلفا مع ضربة البداية الافريقية، ولعلها من المرات القليلة التى تجد غالبية الجماهير تعيش حالة تفاؤل وثقة فى قدرة هذا الجيل فى تحقيق أول لقب افريقى منذ عام 2002، بعد أن صنعت نتائج الفريق فى الدورى حالة ثقة مطلقة لدى الجماهير بفضل الانتصارات والجهاز الفنى القوى ودعم مجلس الإدارة.
وبالذهاب إلى المباراة وبعض تفاصيل الفريق قبل انطلاق المباراة، فقد استقر رأى السويسرى كريستيان جروس مدرب الفريق على اللعب بالتشكيلة الأساسية وعدم المغامرة حتى لو كانت الفوارق مع بطل التشاد كبيرة لمصلحة الزمالك، ولعله يخشى سيناريو النسخة الأخيرة التى ودعها الفريق بغرابة من الدور التمهيدى لعدم منح المنافس وقتها الاحترام الكافي.
وأصبح الجميع على علم ودراية بالتشكيل، جنش فى المرمى وأمامه الرباعى جمعة والنقاز ظهيرا جنب وفى قلب الدفاع علاء وعبد الغني، وفى الوسط ساسى وحامد وأمامهما الثلاثى أوباما وفتحى وكهربا وكاسونجو رأس حربة، وقد يكون هناك تغيير فى لاعب واحد على أقصى تقدير، خاصة ان جروس من أصحاب مدارس الثبات فى التشكيل تحت أى ظرف من الظروف.
ومع توقع الجهاز الفنى للزمالك مواجهة خطة دفاعية للقطن التشادي، منح جروس لاعبيه أكثر من فكرة لكيفية اختراق التكتلات وسحب المنافس لفتح منطقة مرماه، وفى نفس الوقت طالب الجميع بعدم إهدار الفرص وضرورة تسجيل أكبر عدد من الأهداف لتسهيل مهمة العودة لضمان التأهل إلى الدور التالي، وسيكون لأوباما وفتحى أدوار مهمة من الجناحين لتمويل أوباما وكاسونجو بالعرضيات وخلق الفرص التهديفية واستغلال القادمين من الخلف للتسديد، وأحياناً يقوم النقاز وجمعة بدور صانعى اللعب من خلال الكرات العرضية لاستغلال مهارة كاسونجو فى التسديد بالرأس وأيضاً فرجانى ساسى لحظة التقدم،
وهى كلها أفكار هجومية لهز شباك المنافس، ولا يتبقى سوى تركيز اللاعبين وحالة التوفيق التى تصاحبهم أمام المرمي.
وفى معسكر القطن ورغم غلق التدريبات ومنع الحضور وفرض سياج من السرية على الفريق، لا يخفى على أحد أساليب معظم فرق القارة فى هذه الأدوار المبكرة من البطولة والتى يتم الاعتماد فيها على الخطط الدفاعية البحتة وتنظيم الهجمات المرتدة على استحياء، اعتماداً على إقامة لقاء العودة على ملعبهم فى التشاد.
ولابد أن يدرك لاعبو الزمالك صعوبة لقاء العودة على ملعب من النجيل الصناعي، وضرورة حسم النتيجة الليلة فى بتروسبورت لاستكمال مشوار البطولة بنجاح.