محمد عواد حارس الإسماعيلي المعار إلي الوحدة السعودي، بات ظهوره في وسائل الإعلام المصرية و الفضائيات خاصة أكثر من ظهوره في مرماه في المباريات الرسمية، و هذا ليس بالأمر الجيد لأي لاعب كرة القدم .
فقد بات من السهل جدًا بل و المتوقع دائمًا أن تفتح أي برنامج رياضي فتجد مداخلة نارية لمحمد عواد، و هو ممسكا بسيفه، و معلنا الحرب علي أحمد ناجي مدرب حراس مرمي المنتخب المصري حتي لو لم يذكر اسمه، و الأسوأ من ظهوره أنه في كل مرة يعيش في دور الضحية، و يرتدي ثوب المظلوم، و يشعرنا أن منتخب مصر تخلي عن جانوليجي بوفون الحارس الإيطالي الأعظم في التاريخ، و يردد نغمة حارس المنتخب فقط من الأهلي و الزمالك، ثم يضيف في الفترة الأخيرة حارس المنتخب لابد أن يكون من الأهلي، و في كلامه هذا لمز و غمز و اتهام واضح و صريح لأحمد ناجي مدرب حراس المنتخب، بأنه يجامل حراس مرمي ناديه الأهلي.
و دعونا نري متي كان ناجي مجاملًا، و متي كان عواد مظلومًا، و كان من حقه حراسة مرمي مصر و حرمه ناجي منها .
علي مدار السنوات الماضية و منذ أن كان عواد طفلا في كرة القدم كان عصام الحضري هو حارس مصر الأول، و لا ينافسه في ذلك اي حارس مرمي في مصر و أفريقيا، حتي الحراس الذين يصغرونه بعشرين عاما مثل أحمد الشناوي حارس الزمالك السابق و حارس بيراميدز حاليا، و غيره من الحراس لم يستطيعوا خلعه من المرمي لتألقه و براعته ، حتي في أمم افريقيا الجابون 2017 كان الحضري الحارس الثالث، و كان الشناوي الحارس الأول و هو يلعب للزمالك، و إكرامي الثاني ، و اصيب الشناوي و من بعده إكرامي و تولي الحضري حراسة مرمي مصر و كان عظيما و ظهر بمستوي لم يكن عواد و لا غيره قادرا علي الاقتراب منه، و تألق ووصل مع الفريق للنهائي و كان له دور كبير في ذلك.
و في تصفيات كأس العالم عاد المنتخب بالحضري حتي ظهر محمدالشناوي و تألق و أجاد و تولي المهمة، و كان لدي مصر ثلاث حراس في المونديال الحضري و إكرامي و الشناوي، و ثلاثتهم كانوا الأفضل لما لديهم من خبرة دولية لا تتوفر لديك، لكن الشناوي في هذا الوقت كان الأجدر من الجميع بدليل أنه نال لقب رجل المباراة الأولي أمام اوروجواي ببراعة، و هذه أول مرة في التاريخ لاعب مصري و يكون حارس مرمي و ينال لقب " Man of the match" في كأس العالم، و هذه شهادة من خارج مصر تؤكد علي صحة اختيار ناجي، و أحقية الشناوي الأهلاوي في مرمي المنتخب، و لعب المباراة الثانية و هذا طبيعي بعد مستواه في المباراة الأولي، و في الثالثة لعب الحضري و كان نجم اللقاء..فمتي كان سيلعب عواد في المونديال.
صحيح أن مستوي الشناوي حاليا متراجع لكن هذا ليس معناه أن يظلل عواد يردد نغمة أنه كي يلعب في المنتخب لابد أن يكون حارس الأهلي، و هو كلام لا يليق كان المفروض عليك أن تلعب فقط، و تؤدي و تنتظر الفرصة، فمن السهل أن تأتيك و لا تظهر بالصورة التي تري فيها نفسك فركز في عملك و اجتهد، و مؤكد أن الله سبحانه و تعالي سيكرمك، و سيمنحك حقك طالما عملت و اجتهدت و اتقنت عملك و ركزت فيه.
أما أحمد ناجي فكان الله في عونه فقد تعرض لحملة شعواء من البعض " عواد و غيره" و تشكيكات و كلمات ليست لائقة و ظل صامتًا كبيرًا لا يرد علي أحد، و مع معرفتي به و قربي منه لم أر منه مجاملة لأحد فهو لن يجامل علي اسم مصر، و لن يغامر ببلاده من أجل مجاملة الأهلي أو الزمالك، كما أن اختيار الحارس ليس ملكية خاصة لناجي، بل هناك مدير فني له رؤية و مشاركة قوية في القرار.
عواد ليتك تركز في عملك و ترفع مستواك و تحافظ عليه، وقتها ستجد مكانك في المنتخب يناديك كما نادي باهر المحمدي و هو لا يلعب في الأهلي و لا الزمالك، و من قبل حسني عبدربه و لم يستطع أن يخلعه أهلي و لا زمالك و غيرهم من النجوم العشرات الذين لعبوا من اندية غير الأحمر و الأبيض، و ننتظرك في حراسة المنتخب بالصبر و الاجتهاد و المثابرة و ليس بالكلمات و الاتهامات و التطاول علي مدرب له فضل عليك أنت تعرفه جيدا، ابعد عن الفضائيات حتي لا تتحول إلي حارس تليفزيوني فقط .. و لعلمك مهما قلت فلن ينزل ناجي إلي مستوي هذه المهاترات معك كما لم ينزل مع غيرك من قبل.