أزمة كبيرة تبوح بالأفق ظهرت خلال الشهور الماضية يواجه النادي المصري بسبب تمسك الفريق بخوض لقاءته المحلية على ستاد بورسعيد وكان ذلك هو السبب الرئيسي لرحيل التوأم حسام إبراهيم حسن عن الفريق وادى ذلك لتأجيل لجنة المسابقات باتحاد الكرة العديد من المباريات للنادي المصري بسبب تمسك النادي بخوض مبارياته على ستاد بورسعيد اسوة بباقي الأندية خاصة بعد خوض لقاءاته الإفريقيه على ستاد بورسعيد بشكل مستمر وبعد انتهاء فترة العقوبة الموقعة على ملعب بورسعيد منذ 4 سنوات.
ويسرد "وان ثري" خلال السطور التالية حلقات قضية استاد بورسعيد من بدايتها لنهايتها:
بداية الأحداث:
تبدأ القصة من بداية اليوم المشؤوم الأول من فبراير عام 2012، بعد عام على ثورة يناير، حيث كانت مباراة النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي، داخل استاد بورسعيد ومنذ بداية ذهاب أتوبيس النادي الأهلي بدأت الاشتباكات بالحجارة بين الطرفين وكان الأمر ينذر بشكل خطير إلا أن بدأ أول إنذار للكارثة قبل اللقاء، حيث قام عدد من الجماهير باقتحام أرض الملعب، أثناء عملية الإحماء للاعبي الأهلي، مما أنذر بوقوع شيء ما.
تأزم الأمر أكثر بعد تكرار اقتحام الجماهير لأرض الملعب بين شوطي المباراة، دون ادنى رقابة و بعد تقدم النادي الأهلي في الدقيقة الحادية عشرة بهدف لفابيو جونيور بعد كلا الجماهيرين يتبادلوا إطلاق الشماريخ في المدرجات في مشهد غريب على الكرة المصرية.
تكرر اقتحام جماهير المصري للاستاد بعد تعادل النادي المصري في الدقيقة 72 لمؤمن زكريا، وثانية عند تقدمه في الدقيقة 83 لنفس اللاعب، وبدا الأمر على شفا كارثة حقيقية إلا أن لم أحد يتخيل أن تخلف ورائها ضحايا ودماء، وهو ما حدث بعد هدف «المصري» الثالث في الدقيقة 92 لعبدالله سيسيه.
مجرزة قاسية:
وما أن أطلق الحكم المباراة صافرة المباراة، حتى وأن وقعت الكارثه الأكبر في تاريخ الكرة المصرية وايضا الملاعب العالمية وأقتحم المئات من الجماهير الملعب والمدرجات وبدأ الاشتباك مع جماهير الأحمر المتواجدة في الاستاد، مما أدى إلى التدافع الشديد، وهو ما تسبب في وقوع المزيد من الضحايا من جانب جماهير النادي الأهلي.
أحداث كان دامية وعصيبة على الشارع المصري راح ضحيتها 74 شخصاً من جماهير الأهلي، معظمهم من الشباب، في مشهد مأسوي في تاريخ الكرة المصرية.
لم تكن هذة الحادثة أن تمر بشكل طبيعي فهي تركت علامات في أذهان جميع المصريين واصبحت من العلامات السوداء في تاريخ الكرة المصرية وأثرت بشكل كبير في انحدار مستوى الرياضة في مصر لسنوات عديدة ومازالت حتى الأن لها أثار سلبية خاصة على الجانب البورسعيدي.
- استغاثات لاعبى الأهلى عبر الفضائيات
استغاث لاعبي النادي الأهلي والجهاز الفني معبر القنوات الفضائية، وتبعهم مسئولو النادى فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذة في لحظات عصيبة أمتزجت بها جميع المشاعر الدماء والموت والجرحى والخوف والهلع، وقبل أن يسقط عدد أكبر من الضحايا وسط حالة من الانهيار التام للجميع من هول الصدمة والكارثة التى شاهدها الجميع بأعينهم، ولم يكن يتوقعها أحد
قرارات فورية
جاءت قرارت كمال الجنزورى رئيس الحكومة سريعة بإقالة سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة باعتباره مسئولا عن جزء كبير مما حدث، كما تمت إقالة محافظ بورسعيد ومدير الأمن وإحالتهم للمحاكمة. كما أمر النائب العام بالتحفظ على القيادات الأمنية فى بورسعيد والتحقيق معها.
ورغم قرارات رئيس الوزراء، إلا أنه تمسك بوزير الداخلية محمد إبراهيم رغم ما تعرض له من انتقادات، وهو ما دفع الكثيرين إلى المطالبة بتغيير الحكومة.
ردود فعل قويه:
أثارت تلك الكارثة ردود فعلٍ واسعة، وايضا دولية بدأت بمظاهرات نظمتها جماهير الأهلي التي انتظرت عودة الجماهير والمصابين في محطة مصر، ونظمت جماهير الأهلي العديد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية والفعاليات للمطالبة بتحرك المسئولين عن الدولة واتخاذ قرار صارم ضد مرتكبي الحادث، مطالبين بالقصاص لأصدقائهم وتخلل هذه المسيرات العديد من المواقف، منها اعتصامات وإيقاف مترو الأنفاق لفرض حالة من الضغط على المسئولين.
وبعد القبض على عدد من المتورطين، وإجراء التحقيقات، حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبدالمجيد، المتهمين بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية، وفي 9 مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقاً على 21 من 73 متهماً وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على 10بينهم 5 من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية، و10 سنوات على 6 متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخر، بينما قضت ببراءة 28 متهماً.
الكارثة أصابت الجميع بالرعب والهلع وقرر المسئولون أن يتوقف النشاط الكروي بمصر بعد المذبحة، وأكدوا إلغاء بطولة الدوري وكأس مصر والدخول في حالة حداد فهي المرة الأولى التي تشهد الملاعب المصرية مثل هذة المجزرة والعنف الكبير الذي سقط فيها 72 مشجعا ضحاياه بسبب مباراة كرة قدم، وأعلن وقتها العديد من اللاعبين داخل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلى اعتزالهم لعب كرة القدم، ومنهم محمد بركات الذي تراجع بعدها.
ردود فعل دولية:
أعلنت جميع دول العالم حالة الحداد على ضحايا المذبحة وقرر الفيفا تنكيس أعلامه، وحرصت جميع المنتخبات والأندية التى خاضت مبارياتها بعد وقوع الكارثة على الوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا وارتدوا شارات سوداء، لاسيما فى كأس الأمم الأفريقية والدورى الإسبانى والإنجليزى والألمانى والفرنسى والإيطالى.
عقوبات على النادي المصري:
بعد وقوع هذة الكارثة التي حلت بالكرة المصرية ومازالت حتى الأن بعد 6 سنوات لها توابع ولكن كان أول توابعها على الكرة المصرية إلغاء مسابقة الدوري أكثر من مرة مع عدم حضور الجماهير للمدرجات حتى الأن إلا أنه منذ بداية الموسم الحالي والسابق بدء عودة الجماهير للمدرجات بشكل تدريجي.
أما النادي المصري فقد وقعت عليه عقوبات وهي حظر اللعب على ملعب استاد محافظة بور سعيد مدة 4 سنوات من تاريخ العمل بالقرار، نتيجة للاحداث التي وقعت به، وتقرر استبعاد الفريق الأول للمصري من المشاركة في أنشطة الاتحاد المصري لمدة موسمين 2011/2012 و2012/2013 قبل أن تخفف عليه العقوبة لمدة موسم واحد.
إلا أنه حتى الأن ومنذ وقوع "مجرزة بورسعيد" لم يلعب النادي المصري أي مباراة محلية على ستاد بورسعيد.
تصريحات المسؤولين:
قرر مجلس إدارة الأهلى تجميد النشاط الرياضى تماما لحين القصاص للضحايا، فى الوقت الذى تضامنت فيه أندية الدورى مع الأهلى وقررت تجميد نشاطها وعلى رأسها نادى الزمالك الذى كان أول من بادر بالإعلان عن تجميد نشاطه الكروى تماما وإعلان الحداد، وطالب بالغاء الدورى. ورفض الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة استكمال مباراته أمام الإسماعيلى التى بدأت عقب مباراة «الكارثة» باستاد القاهرة بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل 2/2 وذلك بعد معرفة أخبار ما حدث فى بورسعيد.
وفى بورسعيد تقدم مجلس إدارة المصرى برئاسة كامل أبوعلى باستقالته عقب الأحداث، حيث أكد أن ما حدث من أعمال شغب مدبرة من فئة مندسة وسط الجماهير، وأن جماهير بورسعيد بريئة مما حدث.
كما تقدم التوءم حسام وإبراهيم حسن باستقالتهما من تدريب المصرى احتجاجا على ما حدث.
وتواصلت "وان ثري" مع عدد من المسؤولين من أهالي بورسعيد بعد حدوت الواقعة وما مدى تأثيرها حتى الأن:
حيث قال سيد وائل عامل غرف خلع الملابس وقت الأزمة : أن مدينة بورسعيد بأكملها دفعت ثمن هذا الحادث، وعيشنا أيام صعبة للغاية خلال السنوات السابقة الجمميع كان يعاملنا على أننا قتلة على الرغم من أن هذا الحادث مدبر ووقعت بعده مئات الحوداث التي تدل على أن هناك أيادي خفية وراء تلك الفوضى في البلاد، فأهل بورسعيد كرام وكل من يأتي عندنا يعرف عننا الرجولة والشهامة.
بينما أكد سمير جلبية رئيس المصري الحالي: أن الفريق الكرة وقع عليه ضرر كبير وألتزم النادي بالعقوبات ودفعنا الثمن أكثر مما تتحمل هذة المدينة الباسلة لذلك نحن متمسكون باللعب في بورسعيد هذا الموسم خاصة بعد عودة الجماهير، فليس من العدالة أن يلعب جميع الأنديه على ملعبها وأمام جماهيرها ونحن نحرم من ذلك.
وأضاف حلبية: خوضنا مباريات الأفريقية وبطولة الكونفدرالية على ملعبنا في حضور جمهوري تجاوز 15 الف والجميع أشاد بالتظيم وبحضارة الجماهير البورسعيدية وهذا أكبر تدليل على أنه لا يوجد ما يمنع من إقامة مباريات المحلية هذا الموسم على أرضنا، وأعتقد لعبنا مباراة وادي دجلة في القاهرة في الجولة 12 من الدوري المصري لأول مرة منذ سنوات عديدة، هي بداية جيدة لقرار المشاركة على ستاد بورسعيد.
بداية فتح ستاد بورسعيد:
للمرة الأولى منذ 6 سنوات، وتحديدا في العاشر من فبراير فتح ستاد بورسعيد أبوابه أمام مشجعي النادي المصري، لمؤازرة فريقهم في مشواره الأفريقي أمام فريق "جرين بوفالوز" بطل زامبيا، وذلك بعد أن منع الاستاد من استضافة المباريات منذ الأحداث الدامية في فبراير 2012.
وسمح الأمن لـ 10 آلاف مشجع بمتابعة المباراة من المدرجات، بضوء أخضر من الأجهزة الأمنية، بعدما مر الاستاد بمراحل متعددة من التجهيز واستيفاء الشروط الأمنية، أهمها تركيب كاميرات مراقبة في كافة أرجاء الاستاد.
ومثلت هذة المباراة أهمية كبرى في بورسعيد بأكملها لانها تمثل بداية عودة الحياة من جديد للمدرجات في النادي المصري، وليست مجرد مباراة في بطولة أفريقية.
وبالفعل خرجت المباراة بشكل حضارة وفاز فيها الفريق برباعية نظيفة.
وتتابعت بعدها العديد من المباريات الأفريقية ستاد بورسعيد بحضور جماهيري كبير.
ومازالت تنتظر جماهير النادي المصري ما ستفسر عنه الأيام المقبلة سواء قرار أن يفتح ستاد بورسعيد زراعيه لجماهير الباسلة لاستضافة مباربات الفريق المحلية في الدوري والكاس المصري بعد تمسك مسؤولي النادي المصري بعدم خوض أي مباراة إلا على أرضه وهو القرار المنتظر بعدما تقدم المصري بخطاب لاتحاد الكرة ومرفقة بها عدد من المستندات وخطابات من النيابة ولجنه المسابقة ما لا يمنع من إقامة المصري مبارياته على ملعبه وفي انتظار الموافقة الرسمية من الأمن بعد معاينة استاد النادي المصري.