في غضون ست سنوات مضت كانت الأزمة نفسها ضمن الملفات البارزة على طاولة الاتحاد الإفريقي "الكاف"، والممثلة في الاستقرار على البلد المضيف لبطولة كأس الأمم الإفريقية، بعدما أعلن الكاف بشكل رسمي منذ أيام عن سحب البطولة من يد الكاميرون بينما لم تُحدد بديل لاستضافة البطولة بعد.
وكانت الشكوك تحوم حول استضافة الكاميرون بطولة أمم إفريقيا منذ منتصف العام الماضي بالأصل، خاصة بعدما قرر الكاف زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة القارية إلى 24 منتخب، بعدما كانت تضم البطولة 16 منتخب فقط في نسخها السابقة.
وخرج الكاف ليعلن رسميًا الجمعة الماضية عن سحب البطولة القارية من الكاميرون على أن يتم الاستقرار الرسمي على الدولة المضيفة للبطولة خلال الفترة المقبلة، والتي ستكون إحدى الدول ما بين مصر والمغرب بأقصى تقدير.
وعلى الجانب المصري، فعقد وزير الرياضة المصري أشرف صبحي، صباح اليوم الأحدن اجتماع مطول مع رئيس اتحاد الكرة المهندس هاني أبو ريدة، لمناقشة ملف استضافة البطولة الإفريقية في يناير 2019.
وخلال هذا التقرير نستعرض أبرز الأزمات الخاصة بإقامة بطولة أمم إفريقيا في الثلاث نسخ الماضية، وماذا إذا حصلت مصر على استضافة البطولة؟
أولًا: أزمة البلد المضيفة "كلاكيت ثالث مرة":
بدأت أزمة البلد المضيف لبطولة أمم إفريقيا تثير جدل واسع أمام الاتحاد الإفريقي "الكاف" بداية من العام 2011، بعدما فازت دولة ليبيا بحق استضافة البطولة القارية لعام 2013 بعد منافسة كبيرة مع كلًامن: نيجيريا والملف المشترك للجابون مع غينيا، لكن الكاف كان له رأي آخر، ففي سبتمبر 2011 تم سحب التنظيم من ليبيا بسبب الحرب والأزمة السياسية التي شهدتها البلاد في ذلك الوقت، وتم منح ملف البطولة لجنوب إفريقيا.
الأزمة الثانية اشتعلت عام 2014، تحديدًا بعد حصول المغرب على حق تنظيم البطولة، لكن بعد أشهر قليلة من حصولها على البطولة أعلنت الحكومة هناك عن رغبتها في تأجيل المنافسات حتى صيف 2015 بسبب انتشار فيروس إيبولا القاتل، والذي انتشر في ذلك الوقت في دول غرب إفريقيا.
تطورت الأزمة حتى قرر الكاف سحب ملف تنظيم البطولة من المغرب، وقام بمنحها إلى غينيا الاستوائية لكن قبل شهرين فقط من انطلاق البطولة، وهي نفس الظروف التي شهدتها البطولة الراهنة المقرر إقامتها في يناير.
الجبلاية على صفيح ساخن.. أبو ريدة يرفض وعامر حسين يُرحب بالبطولة
بينما الوضع داخل اتحاد الكرة المصري بعد قرار الكاف بسحب تنظيم البطولة من الكاميرون غير مبشر، حيث تسيطر حالة من الجدل الشديد بين أعضاء الجبلاية بسبب تقدم مصر بطلب لاستضافة البطولة القارية لاستعادة ذكريات بطولة أمم إفريقيا 2006 والتي حصل عليها منتخب الفراعنة.
فيما أعرب مصدر مسؤول داخل الجبلاية عن وجود رفض كبير بين عدد من الأعضاء، بسبب تقديم طلب للكاف من أجل تنظيم البطولة الإفريقية 2019 بدلًا من الكاميرون، مؤكدًا أن الاتحاد غير مؤهل الآن لاستضافة بطولة جماهيرية كبيرة في مصر.
وأشار المصدر، أنه لا يوجد استعداد لتحمل مسؤولية تنظيم مثل هذا الحدث في مصر بعد أشهر قليلة من الآن، خاصة وأن الاتحاد المصري لكرة القدم بدأ إعادة الجماهير للملاعب المصرية في مباريات الدوري المصري بشكل تدريجي وبسيط، وتساءل، كيف نستضيف بطولة بحضور جماهيري كامل بعد أشهر من الآن.
ومن جهته، صرح عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم، صباح الأحد، بأن إدارة الجبلاية جاهزة لاستضافة الحدث بشكل طبيعي، وأن الملاعب المصرية جاهزة في أي وقت، لكن الأمر في يد رئيس الاتحاد المهندس هاني أبو ريدة.
رئيس هيئة ستاد القاهرة يؤكد: جاهزين لاستضافة أمم إفريقيا
وعلى الجانب الآخر، أعلن رئيس هيئة ستاد القاهرة الدولي، علي درويش، عن جاهزية الاستاد لاستضافة بطولة أمم إفريقيا 2019 حال حصلت عليها مصر، مؤكدًا أن هذه البطولة شرف كبير وأن ستاد القاهرة على أتم الاستعداد لاستضافة مباريات البطولة.
في حال تقدمت مصر للحصول على حق تنظيم البطولة.. ماذا يحدث؟
وفي حال استقرار رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة على التقدم بطلب لاستضافة البطولة القارية المقبلة 2019 في مصر، سيكون الجبلاية أمام قرار إلغاء بطولة الدوري المصري لتعارضه مع موعد إقامة البطولة القارية 2019، وكافة البطولات المحلية بالطبع.
وماذا عن جاهزية الملاعب المصري؟.. فبعد إعلان رئيس هيئة ستاد القاهرة جاهزية الملعب لاستضافة البطولة، سنجد أن مصر حين استضافة البطولة عام 2006، أقيمت مبارياتها الـ 32 على 6 ملاعب فقط، وهم: "ستاد القاهرة، الكلية الحربية، ستاد الاسكندرية، ستاد الماكس "حرس الحدود"، ستاد بورسعيد، وستاد الاسماعيلية".
بينما الآن توجد وفرة في الملاعب المصرية بشكل ملحوظ، حتى وأن قطبي الكرة المصرية تقام مبارياتهم الآن على ملاعب: "الدفاع الجوي، بتروسبورت، وستاد السلام" بجانب وجود ملعب ستاد الجيش "برج العرب" والذي يستضيف كافة مباريات بطولة كأس أبطال إفريقيا.
بجانب إعادة الروح لملعب ستاد بورسعيد بعد الموافقة على فتحه لإقامة مباريات فريق المصري الخاصة ببطولة الكونفدرالية عليه مرة أخرى بعد إغلاقه منذ مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي القلعة الحمراء عام 2012.
كما أن بعد زيادة عدد المنتخبات الآن في بطولة أمم إفريقيا إلى 24، ستساعد وفرة الملاعب في مصر لاستضافة البطولة القارية بشكل جيد، خاصة مع وجود ملاعب في مدينة السحر والجمال "أسوان" ومدينة السلام "شرم الشيخ"، بالإضافة لملعب الجونة في الغردقة.
أما العائق الوحيد أمام استضافة مصر لبطولة أمم إفريقيا سيكون موافقة الجهات الأمنية، والتي يعود لها اتحاد الكرة بشكل مستمر للحصول على موافقة بأعداد الجماهير الخاصة بمواجهات الدوري الممتاز أو مباريات الأهلي والمصري في بطولتي أبطال أفريقيا والكونفدرالية الإفريقية.
جدير بالذكر، أن الاتحاد الإفريقي "الكاف" سيقوم بالإعلان الرسمي عن البلد المستضيف للبطولة بشكل رسمي ونهائي بنهاية ديسمبر الجاري.