الدكتور محمد فضل الله يكتب : مشكلة الأهلي الأزمة و الحل السليم

الخميس 29/نوفمبر/2018 - 04:45 م
الدكتور محمد فضل
الدكتور محمد فضل الله
الثابت أن ديمواغرافية التحول فى عمليات انتقال اللاعبين ومايرتبط بها من معايير فنية ودوافع أصيلة نحو النجاح، تغيرت فى السنوات الأخيرة من مسابقة الدورى المصرى لكرة القدم.


و أصبح التشابه الكبير بين المقومات الفنية والبدنية والمهاريه بين اللاعبين فى كل الفرق المشتركه فى مسابقة الدورى المصرى لكرة القدم فى غاية التشابه، ولا توجد فروق حقيقية بين المستويات بين هولاء اللاعبين، الأمر الذى تستطيع أن تقف على طبيعة المستوى الحقيقي للاعب الذى يستطيع أن يحدث الفارق فى المستوى الفردى وايضا على المستوى الجماعى للفريق .


هذا الأمر اصبح مشابها تماما لفكرة الكراسى الموسيقية بين هولاء اللاعبين فى عمليات الانتقال بين الأندية المختلفة المشاركه فى تلك المسابقة، مما أدى إلى عدم وجود لمنطلقات تحدث الفارق الكبير بين فريق وآخر، هذة الإشكالية من المؤكد أن الفرق التى سوف تتضرر منها هى الفرق الكبرى التى تسعى دائما نحو النجاح وتحقيق البطولات، فى ظل انتقال لاعبين إليها تنحصر مشاركاتهم فى المسابقة المحليه، الأمر الذى يمثل عبأ كبيرًا وحملا تدريبيًا كبيرًا على مايتمتعون به من صفات بدنية ومهارية لا تستطيع أن تحقق المواكبة للحجم الكبير من المباريات التى يخوضها فريق مثل الأهلى بين دورى وبطولة إفريقية وعربية ومشاركة منتخبات لا يستهدف منها فقط المشاركه بل يستهدف بصورة أساسية الفوز فى كل مباراة وتحقيق كل البطولات، فى ظل مسؤولية حتمية سواء كانت إدارية و جماهيرية .

ولذلك تعتبر " مقاربة الاختيار للاعبين " أمر فى بالغ الأهمية بالنسبة للأهلى، بالرغم أنها فى الأصل اصطلاح معرفى، إلا أنه بات استخدامه فى المجال الرياضى والذى يتمثل فى ما يمتلكه اللاعب المحترف من جدارات تؤهلة للانضمام إلى فريق كبير بحجم النادى الاهلى لايسعى إلا للفوز والانتصار فى كافة مبارياته ومسابقاته، لذا فإن الأهلى لكى يستطيع أن يخرج من تلك المعضلة ويخطط بصورة علمية وعالمية لمستقبل فريق كرة القدم فى حال رغبته فى النجاح وبناء منظومة كرة القدم قويه عليه ان يتبع الآتى:

اولا :- التعاقد مع إحدى شركات تحليل أداء اللاعبين العالمية، و التى تعتبر الأساس فى هذا الوقت فى العالم وفى كافة الأندية العالمية التى تحسم عمليات اختيار اللاعبين وانتقالهم من خلال الدرجات المعيارية التى ترفق بتقرير مفصل عن كل لاعب، ومدى ملائمة هذا اللاعب لحجم الإنجاز الذى يستهدفه النادى وشخصيته وطرق اللعب والمقومات الفنية والبدنية والمهاريه التى تتلائم معه.

ثانيا :- تأسيس مشروع مستقبلى يعتمد على التوسع فى تنظيم وإعادة هيكلة الناشئين تضمن وجود برنامج علمى معد للتدريب على منهجيات شخصية الأهلي، وهو أحد المعايير العامة التى يجب أن يطبقها النادى المحترف فى كرة القدم وفقا لمعايير الاتحاد الدولى " معيار الشباب "، والذى يضمن إقرار برنامج تنمية كرة القدم والذى يجب أن يتضمن محاضرات علمية ترسم للاعبين الناشئين ملامح هوية وشخصية الأهلى منذ الصغر تمهيدا لضمهم للفريق الأول.

ثالثا: إعادة تنظيم أكاديميات الأهلى الخارجية بالصورة التى تتوافق مع شخصيته ومستهدافاته بالشكل الذى يسمح ببناء قاعدة كبيرة من ناشئ كرة القدم يتم رعايتهم وفقا للأهداف الإستراتيجية التى ينشدها الأهلي.

رابعا :- الاتجاه إلى تأسيس مدارس الأهلى الرياضية، و التى تشتمل على توجه تعليمى معتمد من وزارة التربية والتعليم من خلال المقررات الدراسية العادية، وايضا تعليم كرة القدم بحيث تجمع بين التعليم وكرة القدم.

خامسا: إرسال كوادر النادى الأهلى فى كرة القدم للمعايشة العالمية فى مجال كرة القدم لتعلم كيف تدار كرة القدم فى العالم .
سادسا: تغيير آلية اختيار المحترفين الأجانب من خلال إرسال المختص بالتعاقد باستهداف دوريات يتم تحديدها من قبل النادى، و التى تتوافق مع مقدراته المالية والفنية ليكون النادى هو الذى يسعى للاختيار وليس أن يختار مما يعرض عليه، فالأندية الكبرى لكى تكون كبواتها فى أضيق الحدود يجب أن تنتهج الأسلوب العلمى فى عمليات اختيار اللاعبين، وبناء قاعدة صلبه من لاعبى كرة القدم التى تحقق مستهدفات النادى.