وضعت «السوشيال ميديا» مجلس إدارة الأهلى برئاسة محمود الخطيب فى موقف لا يحسد عليه بعد خسارة دورى أبطال إفريقيا أمام الترجى بثلاثية، ليعود الفريق خالى الوفاض من ملعب رادس لأول مرة منذ سنوات ويضرب رقما سيئا بخسارته للقب الإفريقى للمرة الثانية على التوالي.
راحت منصات الرعب الالكترونى منقسمة على نفسها سعيا لتحقيق أهداف مختلفة ضاربين بمصلحة الكيان الكبير عرض الحائط، متناسين قيمته وهيبته التى صنعها مشجعوه.
أطلت «السوشيال ميديا» بوجهها القبيح على القلعة الحمراء صاحبة التاريخ فى محاولة منهم التلاعب بمستقبلها لتبييض وجوه وتسويد اخرى، يقودها مجموعة من المراهقين ربما لا يعرفون قيمة الكيان منصبين أنفسهم أنهم أصحاب الحل والعقد ويملكون الرؤى التى لا يراها احد سواهم، فى تجاوز غير محمود من جانبهم يدعون حبهم للأهلي.
ومما زاد الأمور سوءا وتعقيدا، أن وجدت هذه المنصات استجابة لها داخل المجلس وبات الأهلى بين شقى الرحى وفريقين متصارعين متناحرين استخدمت فيها كل وسائل التشويه، بين محبى هيثم عرابى الذى تولى ملف التعاقدات قبل ذلك فى الأهلى وعاد من جديد وبين محمد فضل مدير لجنة التعاقدات وحسام غالى منسق لجنة الكرة.
فمنذ صدور قرار مجلس الإدارة لإعادة عرابى واعتراض الثنائى فضل وغالي- على عودته، اشتعلت منصات «السوشيال ميديا» محاولين تشويه الآخر وتم تبادل الاتهامات، فكل فريق قدم براهينه مستخدما أساليب لا تتفق مع سياسة الأهلى الذى دام على علاج الأزمات فى الغرف المغلقة وكانت سر نجاحه، ولكن لم يعد فى الأهلى شىء خاف على أحد!.
وحاول كل فريق الانتصار على الآخر، فأنصار هيثم عرابى حاولوا بقدر المستطاع تشويه صورة محمد فضل وحسام غالى حتى وصل الأمر بوصفهما بأنهما من خارج الأهلي.
بينما زعم أنصار الثنائى غالى وفضل بأنهم يملكون مستندات تدين هيثم عرابى وان عودته ليست فى صالح الأهلى.. وما بين هذا وذاك انحصر صراع كل فريق فى تشويه للآخر متناسين كل شيء وأهمها ان الأهلى فى أشد الحاجة لتكاتف الجميع فى هذه المرحلة، وان الأمور لا تقاس بهذا الشكل.
ان السبب الحقيقى لخسارة الأهلى لدورى الإبطال الإفريقى، لم يكن لجنة الكرة التى تم حلها ولا فى لجنة التعاقدات التى لم يطلب منها التعاقد مع لاعبين ولكن السبب هو ان الفريق لم يملك لاعبين على مستوى قيمته، وكذلك جهاز فنى متواضع استطاع رغم ذلك الوصول الى اللقاء النهائى لأكبر بطولة افريقية.
إن بداية النجاح فى الأهلى تكمن فى قطع رقبة غول السوشيال ميديا وهذا وفقا لسياسة ثابتة تربى عليها أجيال كتبت بأحرف من ذهب تاريخ القلعة الحمراء.
ولعل التاريخ والعبارات الرنانة التى تحفظها الأجيال وباتت نبراسا يرتوى منه عشاق القلعة الحمراء وليست مقولة المرحوم صالح سليم فى موسم 1996، ببعيدة عنا بان الأهلى لا تحكمه المدرجات، وجاءت ردا على مطالبة الجماهير آنذاك باقالة الألمانى هولمان بعد خسارة البطولة العربية فى تونس وتراجعه فى مسابقة الدورى بفارق 13عن الزمالك المتصدر فى الدور الأول، وعلى غير رغبة أعضاء مجلس الإدارة فى اجتماعه الشهير رفض المايسترو إقالة الالمانى بل وجدد عقده لمدة سنتين وكانت النتيجة حسم الأهلى اللقب فى مباراة أمام منافسه التقليدى الزمالك بهدفى حسام حسن واحمد فيلكس.
بات أعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى على المحك ومطالبين بصم آذانهم وهم يجلسون على مقعد اعرق أندية القارة السمراء وان يمتلكوا الشجاعة الكافية بعدم تسليم آذانهم لهذه المنصات، لانها ليست المرة الأولى التى يخسر فيها الأهلى بطولة.
ولعل ما حدث فى 2007 خير دليل على التأثير السلبى للجماهير عندما رفض حسن حمدى وقتها اقاله البرتغالى مانويل جوزيه عندما خسر من النجم الساحلى 1/3 ولم «ينصاع» رئيس النادى الى مطالبات الجماهير بإقالة البرتغالى، وتمسك حمدى بالمدير الفنى انتصارا لقيم الاستقرار داخل النادى وعدم تأثر القرارات بسلبيات العواطف الجماهيرية، حتى عاد البرتغالى جوزيه للفوز بكأس الأميرة الإفريقية فى الكاميرون ليعود إلى بطولة الأندية فى اليابان.
ويبقى ان الأهلى صنع تاريخه من قوة إدارته وعدم تأثرها بالعوامل الخارجية وتقييم الأمور بمنطقية بعيدا عن الأهواء والحسابات.. فهل تكون مجابهة السوشيال ميديا الخطوة الأولى على طريق النجاح ام يقع مجلس الإدارة رهينة لتوجهاتها وآرائها؟.