حالة شديدة من الجدل صاحبت مباراة الأهلي و الترجي التونسي، في ذهاب نهائي دوري ابطال أفريقيا لكرة القدم، و التي حسمها الأهلي لمصلحته بثلاثة أهداف مقابل هدف في برج العرب .
و هذه الحالة سببها قرارات الحكم الجزائري مهدي عبيد، الذي احتسب ركلتي جزاء للأهلي اثارتا الكثير من الجدل و النقاش، و الأكثر اثارة أن الحكم لم يتخذ قراره فيهما في " فيمتو ثانية"، بل بهدوء شديد و بمشاهدة الفيديو و مراجعته مرة و اثنين و ثلاثة في تطبيق لتقنية حكم الفيديو أو الفار كما شاهدنا جميعا، إذا الحكم لم يستعجل و لم يتسرع و أتيحت له الفرصة لمراجعة قراره، بمشاهدة اللعبة مرة أخري و لم يخدع بل شاهد و تأكد و هو في النهاية صاحب القرار .
و أنا هنا لا أناقش صحة الركلتين من عدمهما بل أناقش قرار اتخذه حكم بهدوء و بعد مشاهدة الفيديو و هو صاحب القرار و اللعبة تقديرية قد نراها جميعا غير مستحقه للعقوبة، أو ليس بها ركلة جزاء من أساسه، لكن صاحب الأمر و النهي في المباراة رأي أنها تستحق ركلة جزاء لأنه صاحب القرار و يتحمل المسئولية كاملة، و هذا أمر لا علاقة للأهلي به من قريب أو بعيد، فلو لم يحتسبها كانت الأمور ستمر بهدوء، و كان الأهلي سيكمل المباراة و لن ينسحب منها بحثا عن هدف جديد، و بما أنه احتسبها فلابد من احترام تقديره حتي لو كان هناك خلافا علي ما قرره.
الترجي و التأهل الحرام
هذه هي كرة القدم و تلك أخطاؤها، و شاهدنا أخطاء جمة في مونديال روسيا رغم تواجد الفار و كان هذا الأمر عيني عينك، و الكل يقيم التجربة و يراجعها، لكني مازالت أري أن الفار هو قمة تطبيق العدالة حتي لو وقعت أخطاء لأنه يتيح للحكم مراجعة نفسه كثيرًا قبل اتخاذ القرار النهائي، و يتأكد من صحة قراره من عدمه، و بالتالي لا يجب أن يزايد أحد علي هذا الأمر أو يطالب بإلغائه، فاذا كان فريق تضرر من القرار و أخر استفاد فهذه مسئولية الحكم، و دعونا لا نذهب بعيدا في نصف النهائي بين الترجي و أول أغسطس الأنجولي في هذه النسخة ذاتها كان يدير مباراة العودة في تونس حكم زامبي اسمه سيكاوزين و كانت النتيجة 3/2 للتر جي، و سجل الفريق الأنجولي هدفًا صحيحًا مائة بالمائة في مرمي الترجي، و لكن الحكم لم يحتسبه و لو احتسبه لكان أول أغسطس في مواجهة الأهلي مساء أمس، الجمعة، بدلا من الترجي .. و فاز الترجي 4/2 ليكون مجموع المباراتين 5/4 لمصلحة الترجي و لو جاء الهدف حتي مع رباعية الترجي لكان الأنجولي تأهل اذا الترجي نفسه قبل ايام استفاد من خطأ الحكم ووصل إلي النهائي بأخطاء تحكيمية و المباراة لم يكن فيها فار و هذا أمر وارد في كرة القدم، و دعونا لا ننسي هدف الترجي في مرمي الأهلي في نصف نهائي دوري الأبطال في رادس، فاز الترجي بهدف في 2010 بيد النيجيري انيرامو هدف لا ينسي ، ووقتها تأهل الترجي للنهائي و فاز بالبطولة و هي بطولة من ثلاث بطولات حصل عليها.. و دعونا ايضًا نذكر بمباراة الأهلي و الترجي في دور المجموعات بالنسخة الحالية مباراة القاهرة التي انتهت بالتعادل السلبي يومها سجل الأهلي هدفا صحيحًا مائة بالمائة و لم يحتسبه الحكم، و كاد الأهلي يودع البطولة مبكرا بسبب هذا التعادل لولا فوزه في كل مبارياته المتبقية من البطولة ، حتي في البطولة العربية للأندية في دور ال 16 لقاء الاتحاد السكندري مع الزمالك فاز الزمالك بهدف من تسلل واضح جدا، و انتهت المباراة بفوزه و مرت الأمور عادية ، و في الدوري المصري هل تذكرون مباراة الأهلي نفسه مع الإنتاج الحربي مع الحكم إبراهيم نور الدين عندما تغاضي و مساعديه عن احتساب ركلة جزاء لم يشكك فيها أحد و ألغي هدفا سليما مائة بالمائة وقتها لم يذهب الإنتاج إلي الحكم و يقول له أن الهدف سليم أو ركلة الجزاء سليمة ، هذا قرار حكم و الكل احترمه و انتهت المباراة بالتعادل، اذا الأخطاء التحكيمية علي الكل و هذا ليس دفاعا عن الأهلي بقدر ما هو توضيح لكل من استفاد من الأخطاء بما فيهم الترجي نفسه الذي وصل للنهائي بأخطاء تحكيمية واضحة و بإلغاء هدف شرعي للمنافس الأنجولي، و ليس ركلة جزاء تقديريه و الحكم هو صاحب القرار فيها..
الحاقدون علي الأهلي
الأسوأ من ذلك هو أن المسألة انقلبت انتماءات ووجدنا مصريين يدافعون عن الترجي أكثر مما يدافع التوانسه عنه، ليس حبا في العدالة و لكن حقدا علي الأهلي اللمثل الوحيد لمصر في البطولات القارية و رغبة منهم في ألا يفوز بالبطولة و أدهشني كلام لكابتن زملكاوي سبق له أن نال شرف اللعب بالأهلي و هو من حقه أن يقول رأيه و يشكك كيفما يشاء في ركلة جزاء ، لكن أن يشكك في بطولات الأهلي و يطالب عشاق الأحمر بالصمت فهذا امر غريب حتي لو كنت تقول الحق يا كابتن كما قلت فالأهلي فريق كبير يجب أن نفخر به جميعا كمصريين فقد حصل علي 8 ألقاب دوري ابطال من قبل كلها بعرق جبين لاعبيه و منها بطولات من الترجي 2012 و قبله الصفاقسي التونسي 2006 علي مراي و مسمع من الكل، و كل البطولات القارية التي نالها كانت بجهد و عرق لاعبيه كما نال الزمالك بطولاته القارية، و قبله الإسماعيلي أول فائز بها بعرق لاعبيه، عيب كمصريين تتحول المسألة إلي كراهية بهذا الشكل بغض النظر عن صحة ركلة جزاء من عدمه لكن واضح أن فيه مواقف معينة تظهر فيها المعادن و يخرج كل منا ما بداخلة، حتي لو كان هذا علي حساب ابن البلد ، لكن يبدو أن الغل و القلوب المريضة تفعل أكثر من هذا.
الفار كشف العار
لكن يبقي أن الأهلي دائما يملك الرد فهو لن يكتفي بهذه النتيجة بل رده سيأتي من تونس، و لو كان الترجي ظلم في مباراة فلن يظلم في أخري، و لو كان بإمكانه الفوز بالبطولة فليفعل، لكن يبقي أن نقول أن قرارات الفار التي شهدتها مباراة الأهلي و الترجي كشفت العار و هو الحقد بين المصريين علي بعضهم البعض لمصلحة منافس من دولة أخري بصراحة مفيش كلام يمكن أن يصف هؤلاء غير دعوة " ربنا يعجل لكم الشفاء".