الأمطار الغزيرة.. هل تغرق مونديال 2022؟

الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 08:17 م
كتب: أنس عبد الغني
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
واجهت قطر العديد من المشاكل في السنوات الثماني التي انقضت منذ فوزها باستضافة كأس العالم في كرة القدم 2022، إلا أن مشكلة جديدة كانت على الأرجح أقل ما يشغل بال اللجنة المنظمة: الأمطار.

وواجهت قطر التي اختيرت عام 2010 لاستضافة النهائيات، سلسلة انتقادات منذ ذلك الحين، شملت حقوق العاملين في ورش استضافة المونديال وظروف إقامتهم، وصولًا إلى احتمالات تأثير الأزمة الدبلوماسية على التحضيرات القطرية للاستضافة.

لكن الفيضانات التي تسببت بها الأمطار الغزيرة التي هطلت هذا الأسبوع، وفاضت كميتها في يوم واحد عن الكمية الإجمالية للمتساقطات خلال عام، طرحت السؤال حول قدرة البنى التحتية لقطر على التعامل مع ظروف مناخية مماثلة، علمًا أن غالبيتها تشيد لاستضافة المونديال.

وأدت الظروف المناخية وتساقط الأمطار في 20 أكتوبر (تشرين الأول) إلى عرقلة حركة السير في معظم الطرق، وفاضت المياه في الأنفاق، الجامعات، المدارس، العيادات، السفارات والمكتبة الوطنية الجديدة، وأقفلت بعض المحال لأيام عدة، بعد تساقط كمية كبيرة قدرت بـ84 ملم.

ويعتبر متوسط هطول الأمطار في قطر طوال العالم 77 ملم، ولا يتجاوز في شهر أكتوبر 1،1 ملم.

في المدينة التعليمية الواقعة في ضواحي الدوحة حيث موقع أحد الملاعب المضيفة لمونديال 2022، سجل هطول 98 ملم من الأمطار.

وأفادت لجنة طوارئ الأمطار التابعة لوزارة البلدية والبيئة، أنه تم سحب 287 مليون غالون من المياه في الأيام الأخيرة.

وأظهرت صور وأشرطة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، المياه جارية على سلالم داخل الأبنية، في حين غمرت مواقف السيارات، حتى أن البعض لم يتردد في استعمال الدراجات المائية "جيت سكي" على الطرق العامة بدلًا من السيارات.

ومن أبرز الصور تلك التي نشرت لملعب في الدوحة، وهو أشبه ببحيرة بعدما غمرته المياه.

واضطرت هيئة الأشغال العامة في قطر "أشغال" إلى التعبير في تغريدة على تويتر، عن أسفها للآثار السلبية التي تسببت بها الأمطار.
وتسببت الظروف المناخية بمشاكل كبرى في تصريف كميات المياه.

وقالت خبيرة الأرصاد الجوية ستِف غولتر: "عندما يتساقط المطر بغزارة في الصحراء، غالبًا ما تحصل الفيضانات بسرعة" لاسيما في ظل الحياة النباتية المحدودة.
وأشارت إلى أنه يتعين القيام بأبحاث لمعرفة ما إذا كانت الأجواء المناخية التي تعيشها قطر تعود إلى التغير المناخي أو إنها إحدى أنماط ظاهرة "إل نينيو" (التيار الاستوائي الحار في المحيط الهادئ).

ولا شك بأن الظروف المناخية كانت قاسية على قطر، إلا أنها ليست الأولى من نوعها في الأعوام الأخيرة، في دولة تنفق 500 مليون دولار أسبوعيًا ضمن تحضيرات تنظيم كأس العالم.

ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، فتحت الحكومة القطرية تحقيقًا بعدما كشف الهطول الغزيز للأمطار عيوب بعد أعمال البناء وورش الإنشاءات، ومنها في إستاد خليفة الدولي المضيف لمباريات المونديال.
كما ضربت قطر عاصفة كبرى أخرى في العام التالي.


وكانت فيضانات العام الحالي، الثالثة في آخر أربع سنوات، وضربت في الفترة الزمنية تقريبًا التي ستقام فيها كأس العالم 2022.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد قرر إقامة مونديال 2022 بدلًا من موعده المعتاد في يونيو (حزيران)، إلى الفترة من 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك بسبب الحرارة المرتفعة التي تتخطى 40 درجة مئوية في فصل الصيف بقطر.
وعلى رغم من تشييد قطار أنفاق (مترو) لتسهيل انتقال المشجعين خلال المونديال، إلا أن الظروف المناخية المماثلة في حال تكررت إبان النهائيات، قد تشهد تأخير انطلاقها أو تأجيل موعدها.