لم يتأهل الأهلي بسهولة لنهائي دوري الأبطال الأفريقي لكرة القدم، و هذا أمر طبيعي لأنه كلما تقدمت في البطولة واجهت صعوبات أكثر، لكن الأهلي به أخطاء كثيرة جدًا.
هذه الأخطاء تحتاج إلي علاج سريع و ليس مسكنات، علاج يمنح عشاق الأحمر الثقة و الاطمئنان قبيل مواجهة فريق مجروح من الأهلي كثيرًا هو الترجي التونسي.
بالطبع نتمني جميعًا فوز الأهلي باللقب القاري للمرة التاسعة لكن ليس بالأماني تتحقق الأحلام، فهناك أخطاء كثيرة، و ثغرات كبيرة، و شروخ عديدة، في كل خطوط الأهلي تحتاج إلي ترميم مهم قبل مواجهتي الترجي كشفتها مباراتي وفاق سطيف في نصف النهائي رغم تجاوزه إلي النهائي.
الأهلي عاني الأمرين أمام فريق وفاق سطيف في الجزائر، و لولا ستر المولي ثم تألق عدد كبير من اللاعبين في خط الدفاع، و خلفهم محمد الشناوي حارس المرمي، بغض النظر عن الخطأ الذي ارتكبه في هدف سطيف الأول، لكانت الأمور مختلفة فلأول، مرة أري الأهلي فاقدًا لوسط الملعب طوال مباراة كاملة، فريق طوال الوقت يدافع بشكل صريح، صحيح كانت له هجمات مرتدة لم تستغل و تم تسجيل هدف منها لكن كانت هناك مشكلة كبيرة في وسط الأهلي الدفاعي و الهجومي و في المقدمة، الأمور كانت غريبة جدًا كان من الصعب أن نشاهد الأهلي بهذا الشكل.
و هذا الأمر يجعلنا أكثر انزعاجًا قبيل مباراة الترجي التونسي، و هو الفريق الذي سيكون أصعب كثيرًا من وفاق سطيف، لعدة أسباب أولها أن قدرات لاعبيه الفنية و البدنية أعلي كثيرًا من قدرات لاعبي وفاق سطيف، خصوصًا في الجانب الهجومي، و أظهروا ذلك بوضوح في مباراتهم أمس، الثلاثاء، مع أول أغسطس الأنجولي بتسجيلهم أربعة أهداف، و نجاحهم مرتين في العودة للمباراة بعد تقدم أول أغسطس ثم تعادله ثم فوز الترجي 4/2 ، و هذا يدل علي تصميم الفريق التونسي، و روحه العالية، و قوة شخصيته، ثانيا أن الترجي سيخوض مباراة الأهلي هذه المرة بروح مختلفة و طموح أكبر و سيكون تركيزه كبيرًا و دوافعه أكبر، و علينا أن ننسي فكرة أن الأهلي كعبة عالي علي الترجي، و سيفوز حتي في رادس الذي بات ملعبه أكثر مما هو ملعب الترجي، استنادًا إلي كل النتائج التي تحققت في السنوات الأخيرة، و أخرها في النسخة الحالية نفسها عندما كان الفريقان معا في مجموعة واحدة، و تعادلا في القاهرة، ثم فاز الأهلي بهدف في رادس، هذا الكلام مرفوض من الآن، و يجب عدم اللعب عليه، فما حدث عدة مرات ليس بالضرورة أن يتكرر مجددًا بسهولة، و الفريق التونسي سيكون متحفزًا، و جمهوره أكثر تحفزًا، فعلي الأهلي أن يقلق كثيرًا و يستعد بقوة و يحترم منافسة و لا يستهين به، و ينسي المواجهات الماضية.
أخطاء قاتلة و جبهات غائبة
وما حدث أمام وفاق سطيف يجعلنا أشد قلقًا علي الأهلي، لاسيما و أن الفريق به ثغرات عدة ظللنا نشاهدها طوال المباراة، و لم يتم علاجها مثل الناحية اليمني للأهلي و التي جاء منها الهدفان، و طوال الوقت كانت مفتوحه، و هجمات في منتهي الخطورة، و الدفاع بطريقة ابعد الكرة عن المرمي، لذا كنا نشاهد سطيف يفقد الكرة ثم في "فيمتو ثانية" تعود إلي اقدام لاعبيه، و أيضا الوسط الذي فقد الأهلي السيطرة عليه 90 دقيقة، حتي تغييرات كارتيرون لم تقدم جديدًا ، و هذا أمر غريب أن تتاح السيطرة علي هذه المنطقة الخطيرة للفريق المنافس دون محاولة لانتزاعها و لو لعدة دقائق، و هذا أمر صعب و مرفوض بالنسبة لفريق كبير مثل الأهلي، و فقدان هذه المنطقة جعل الكرة طوال الوقت في اتجاه مرمي الشناوي الذي تألق بشكل كبير، و تصدي لأهداف محققة، و لو كان لدي الفريق المنافس مهاجم قناص لتغير الموقف كثير.
و رغم أنه كانت هناك مساحات كبيرة في دفاع سطيف إلا أن الأهلي لم يستغل هذا إلا مرتين، الأولي أهدرها حمودي، و الثانية سجل منها وليد سليمان بمهاراته و خبراته، و هذا الهدف هو ما منح الأهلي تذكرة التأهل.
الأهلي عاني طوال المباراة و علي الكل أن يعترف بذلك، و لا يصمت أمام تحقيق انجاز التأهل و بريق الوصول إلي النهائي، و حجة أن المباراة شوطين في مصر و الجزائر، و علينا أن نتذكر مباراة الذهاب كيف سيطر سيطف علي الشوط الثاني كاملًا، و لم نر الأهلي في المباراتين إلا في الشوط الأول بالقاهرة، و عاني الأهلي في ثلاثة أشواط، لكن الفرق أن الأهلي كان ينفذ المرتدة خلف دفاعات وفاق في القاهرة بشكل أفضل من الجزائر، و أتيحت له عدة فرص أهدرها وليد أزارو، و صلاح محسن.
غياب القائد في الملعب
بصراحة الأهلي يحتاج إلي ترميم كبير، و كذلك الفريق يفتقد للقائد في الملعب، أو صانع اللعب، أو عقل الفريق، صحيح أن وليد سيلمان حاول و لا يزال يلعب دور المنقذ، و يقدم أفضل مواسمه علي الإطلاق مع الأهلي، لكن هذا اللاعب القائد كامل الأوصاف غير موجود، اللاعب الذي يسيطر و يتحكم في سرعة اللعب ، و يوجه شكل اللعب و يخفف الضغط علي الفريق في أوقات معينة، و هذا شيء مرفوض لفريق كبير بحجم الأهلي أن يفتقد للقائد، فهذا اللاعب لابد أن يكون موجودًا بشكل دائم ، و في غيابه لابد أن يكون بديله جاهزًا.
الخلاصة أن الأهلي يقلق قبل مباراة النهائي، فالترجي لن يلدغ من جحر واحد كل مرة بسهولة، لابد من تطوير و تغيير في شكل و أداء وطريقة لعب الفريق، و إلا النتيجة ستكون غير مرضية، من الآن نقولها احذروا الترجي التونسي المجروح بشدة من الأهلي في كرامته الكروية.