يبدو أن بطولة كأس العالم الأخيرة أثارت شهية الشعب الروسي تجاه كرة القدم، فبعد ثلاثة أشهر من مباراة نهائي المونديال في 15 يوليو بالعاصمة الروسية موسكو سجلت بطولة الدوري الروسي زيادة كبيرة في عدد الجماهير التي تحضر المباريات في الملاعب المختلفة.
وقال الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لمونديال روسيا 2018، اليكسي سوروكين في وقت سابق في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "نسبة الحضور تضاعفت إذا ما قورنت بما كان يحدث قبل ثلاثة أعوام، ورغم أن الموسم لا يزال في بدايته لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الحاضرين بالملاعب".
وطبقا للبيانات التي نشرها موقع "ترانسفيرماركت دوت كوم"، حضر مليون ونصف المليون مشجع المباريات الـ 79 الأولى في القسم الأول من الدوري الروسي لكرة القدم هذا الموسم.
ويعني هذا الرقم أن متوسط عدد الحاضرين في كل مباراة بلغ 19 ألف و40 شخصا وذلك خلال الأشهر التالية على نهائي المونديال الذي فازت فيه فرنسا على كرواتيا على ملعب لوجنيكي.
وعلى النقيض، كشف الموقع المذكور أن متوسط عدد الحاضرين في كل مباراة طوال البطولة الروسية في الموسم الماضي بلغ 13956 شخصا، فيما بلغ هذا المتوسط في موسم 2016 2017 11414 شخصا.
وأضاف سوروكين قائلا: "الكرة الروسية تنمو، إنها تستفيد من الملاعب الجديدة".
وتابع: "الاهتمام بالكرة في روسيا تزايد بشكل واضح، هناك الكثير من الآباء يرغبون في أن يرسلوا أبنائهم إلى مدارس كرة القدم وهناك الكثير من الأطفال أيضا الذين يودون ممارسة اللعبة".
وأثار المنتخب الروسي حالة هائلة من الشغف والإثارة في نفوس الشعب الروسي بعدما وصل، على عكس كل التوقعات، إلى دور الثمانية للمونديال الماضي عقب تغلبه على إسبانيا في دور الستة عشر.
ولكن ورغم انتهاء صخب المونديال وأجواؤه المفعمة بالإثارة، لم يتراجع شغف الجماهير الروسية بكرة القدم على الإطلاق.
وساعد على هذا البداية الجيدة للمنتخب الروسي بقيادة مدربه الوطني ستانيسلاف تشيرتشيسوف في بطولة دوري أمم أوروبا الجديدة، بالإضافة إلى المستوى الرائع الذي ظهر به نادي سيسكا موسكو في بطولة دوري أبطال أوروبا وفوزه في مفاجأة كبيرة على العملاق الإسباني ريال مدريد.
يضاف إلى ما سبق مشاركة بعض من نجوم المنتخب الروسي، مثل ارتيوم دزيوبا وايجو اكينفيف، خلال المونديال في بطولة الدوري الروسي.
ويمكن أيضا إرجاع الزيادة التي طرأت بشكل كبير على عدد الحاضرين للمباريات في روسيا إلى أن الملاعب التي استضافت المونديال باتت تتمتع الآن بإمكانيات هائلة ووسائل ترفيه عالية.
ويستقبل ملعب سان بطرسبرج، الذي افتتح العام الماضي، في المتوسط 51357 مشجعا في المباريات التي يخوضها نادي زينيت الروسي الذي يتربع على صدارة الدوري الروسي بعد مرور 10 مراحل.
ويشارك ملعب سان بطرسبرج في هذه الاحصائية ملاعب أخرى استضافت منافسات المونديال أيضا، مثل روستوف ارينا وكوزموس ارينا.
واستطرد سوروكين في حديثه مع (د.ب.أ) قائلا: "في كل مدينة من المدن التي استضافت المونديال هناك نادي من الدرجة الأولى أو الثانية، من الطبيعي ألا تملأ جماهير أندية الدرجة الثانية جميع أرجاء الملعب ولكن عليهم أن يحاولوا، هناك أيضا مواصفات خاصة طلبها منا الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم)، لم يكن بإمكاننا أن ننشئ ملاعب أصغر".
ويعتبر ملعب لوجنيكي هو الوحيد من بين جميع ملاعب المونديال الذي لم يتم استخدامه، حيث يفضل سيسكا موسكو أن يلعب مبارياته داخل الديار على ملعب اوتكريتي ارينا، ولهذا فإن الملعب الذي استضاف مباراتي الافتتاح والختام للمونديال أصبح مخصصا فقط لمباريات النادي المذكور في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا.
ويفسر البعض أيضا ظاهرة النمو المضطرد لعدد الجماهير التي تحضر المباريات في الملاعب الروسية إلى توزيع السلطات لتذاكر مجانية على الأطفال وطلاب المدارس.