لا أدرى لماذا يصر كثير من المسئولين الرباضيين على مجافاة أبسط قواعد الادارة السليمة، وهى تقول بضرورة دراسة اى قرار دراسة جيدة ومتأنية قبل اصداره .
كثير من القرارات الرياضية عندنا فجائية حتى لتبدو وكأنها نتاج حلم لمن نام وحلم، واستيقظ ليحول أضغاث احلامه لقرار حتى دون أن يفكر برهة، او يتذكر أن شباك الغرفة كان مفتوحا !
أحدث قرارات النائم ما خرج عن اتحاد كرة القدم المصري باعتبار لاعبي دول شمال أفريقيا فى الأندية المصرية لاعبين محليين، أى يستثنوا من عدد الأربعة لاعبين الأجانب المسموح لكل ناد بقيدهم، هكذا مرة واحدة دون تفكير جيد أو دراسة الموقف.
ولأن السوشيال ميديا ليست كلها شياطين فقد حرصت لاستطلاع الرأى عبر تويتر بين أكثر من سبعين ألف متابع للتعرف على اتجاهات الرأى العام الرياضى نحو قرار النائم هذا، فجاءت الأراء فى معظمها جادة وتدعو لضرورة دراسة الموقف ولاحظنا الاتى :
ترحيب فئوي بالقرار بما يفيد الأندية بدعم صفوفها بلاعبين جيدين، ولكن بالتخوف على مصلحة المنتخب الوطنى الذى سيجد نفسه يختار من نصف قاعدة اللاعبين المحليين المتاحة اذ ان كل ناد سيشمل اربعة اجانب واثنين من سوريا واخربن فلسطينيين، ثم هاهم لاعبو تونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا، وموريتانيا، يحتلون مقاعدهم التى لم يحدد النائم عددهم بعد، برغم تأكيد عضو اتحاد الكرة عصام عبد الفتاح لدى عودته الهانئة من تونس تطبيق القرار من ديسمبر المقبل.
ومن مظاهر العبث الحقيقي ان قرارا مؤثرا مثل هذا لم يتحدث فيه المدير الفنى للاتحاد، ولم تناقشه الجمعية العمومية، ولم يطرح على الاندية التى هى من سيتضرر او يستفيد منه ولم يتحدث عن مسؤولو شئون اللاعبين وخبراء التسويق لنعرف رأيهم فى مستوى السوق بهذه الدول المستثناة، وهل يمكن ان تستقبل مزيدا من لاعبي مصر الذين ستضيق بهم قوائم بلادهم، وكيف لم يصدر بعد بأى من هذه الاتحادات الشقيقة ما يحدد فرص وعدد اللاعبين المصريين المستقبلين لديهم، وما هو رأى اجيري وجهاز المنتخب وتفاصيل مثل هذا البروتوكول ، كل هؤلاء المعنيين لم نسمع منهم كلمة واحدة عن هذا القرار فقط من تكلم رئيس لجنة الحكام !.
وفى ظل هذا المشهد العبثى الذى لا يليق باتحاد يرأسه عضو الفيفا الكبير هانى أبوربدة، كان من الطبيعي أن يتحدث البعض عن أصابع السماسرة ووكلاء اللاعبين التى تتحسس طريقها نحو مزيد من مناطق المنفعة والفوضى فى جسد الكرة المصرية المستباح !
الفكرة قد تكون مفيدة لكن هل من المفيد تطبيقها فحأة دون دراسة او ترتيب او استعداد، ودون ان نحدد عدد اللاعبين المسموح بهم من ابناء هذه الدول لكل ناد، وماذا عن تفعيل انتقال لاعبين مصريين للاندية الشقيقة بهذه الدول، وهل هذا أجدى فنيا من الانتقال لاندية خليجية، وما مدى تأثير هذا التوجه على مشروع الألف محترف بأوروبا الذى تنادى به الدولة ؟
متى نفيق ونفكر وندرس قبل أن نعلن قرارات النائم حتى دون ان نغلق نافذة الغرفة او ننتبه قليلا؟!