الدكتور محمد فضل الله يكتب " انفاتينو وتعديلات لائحة الاخلاق والانضباط "

السبت 29/سبتمبر/2018 - 11:56 ص
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
الشاهد أيضا ان انفاتينو، رئيس الفيفا، يقود كل يوم تحولا وتحديا جديدا فى مجال النظم والقوانين واللوائح التى تحكم الساحرة المستديرة كرة القدم.


فبعد انتهاء كأس العالم الأخيرة اقر فى ١٢ اغسطس التعديلات الجديدة على لائحة الاخلاق، وذلك بعد الاجتماعات الموسعه التى أقيمت على هامش البطولة فى روسيا من خلال المجلس التشريعي، تلك التعديلات التى أصبحت ملزمة والأخذ بها من قبل الاتحادات الوطنية والقارية اعتبارا من هذا التاريخ.


وهنا وفى هذا السياق نستخلص مجموعة من النقاط فى غاية الأهمية والتى تتمثل فى الآتى.

١- ان انفاتينو من خلال تلك التعديلات ذهب بصورة مباشرة إلى ضرورة الفصل بين الاخلاق والانضباط، وإلزام الاتحادات الفنية بأن تفصل بينهما فهناك العديد من الاتحادات كانت تجمع بين قواعد الانضباط والأخلاق فى لائحة واحده هذا الأمر الذى لم يرتضى به انفاتينو واكد مرارا عليه ونحن من قبل أكدنا ان فلسفة لائحة الاخلاق تختلف تماما عن لائحة الانضباط.


٢- التأكيد على الإطار العام للوائح الاخلاق يذهب إلى تنظيم وأحكام السلوك خارج ملعب كرة القدم سواء كان هذا السلوك من مسؤولين او حكام او لاعبين او مدربين او اى عنصر من عناصر رياضة كرة القدم.اما الإطار العام للوائح الانضباط فيذهب إلى أحكام سلوك نفس عناصر كرة القدم ولكن السلوك الذى يقترف فى إطار المحيط الزمانى والمكانى لملعب مباراة كرة القدم.


٣- توسع انفاتينو فى فلسفته الجديد نحو أحكام السلوك الانضباطى والأخلاقى بحيث انتقل من محدودية العقاب مثلا فى الهتافات الجماهيريه التى تتعلق بالحض على العنصرية او التمييز وفقا للعرق او الدين او اى من هذا إلى عقاب اى هتاف جماهيرى يتعلق بالمهانه او المساس بكرامة الانسان.


٤- توجه انفاتينو مرة أخرى فى فلسفة رؤيته القانونيه فى هذا الشأن ليشمل السب والقذف الذى يصدر من مسؤولى كرة القدم تجاه البعض.


٥- ان السلوك الانضباطى لا يعتمد فقط على ما يكتب من تقرير الحكم الذى يتولى إدارة مباراه انما من الممكن أن يتم إثباته من خلال أشرطة الفيديو وما إلى ذلك.

٦- ان أحكام السلوك الانضباطى وخاصة الجماهيرى لا يقتصر فقط على داخل الملعب بل يتخطى أحكامه اى سلوك يقع فى المحيط الزمانى والمكانى للمباراة.


٧- انفاتينو ذهب أيضا إلى تعديلات جوهرية فيما يتعلق بقضايا الفساد والنزاهه والشفافية والإفصاح والتلاعب فى مباريات كرة القدم وتلك التعديلات أثبتت عقلية انفاتينو فى إطار اللوائح والقوانين المرتبطه بكرة القدم والتى طالما أكدت عليها بأنها عقلية تستحق دراسة تحليله.فالتوسع فى تلك الأمور ليصل إلى عقاب حتى التشهير بالاشخاص فى تلك الأمور يعتبر من الجوانب التى يجب أن يتم إزالتها من مجال كرة القدم العالمية وخاصة فيما يتعلق بقضايا تلقى الرشاوى فى مجال كرة القدم.الأمر الذى يثبت كل يوم رغبة انفاتينو الجارفه فى التحكم فى ممارسة كرة القدم وضبط سلوكها.


تلك التوجهات مرة أخرى تدعونا إلى أنه يجب أن يمتلك اتحاد كرة القدم المصرى منظومة قوية ولوائح رصينة من الأخلاق والانضباط وان نعيد الهيكلة القانونية التى تحكم تلك السلوكيات وان نعمل جميعا على توعية الجماهير والمسؤولين على ماهو جديد فى هذا الإطار.


فلاتحاد الدولى لكرة القدم فى ظل قيادة انفاتينو يتجه إلى تشريعات وقوانين تحكم كرة القدم دون ترك اى مجال او ثغرة لخرق قيم وأخلاق الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.