من أولها، وربط كلام : ايماننا بالقومية العربية بلا حدود، ولازلنا نرى في وحدة العرب الملاذ والخلاص من كثير من مشاكل ضعفهم وهوانهم وتبعيتهم وانبطاحهم ، ولكن أى عرب ..وأى وحدة ؟.
أليس من حقى كمصري وكعربي أن اسأل رياضيا : كيف يمكن لبنى العرب وقادتهم الرياضيين أن يقفوا من ترشيح الشاب المصري العربي القدوة والاسطورة محمد صلاح لجائزة أحسن لاعب فى العالم هذا الموقف، وينحازون فى غالبيتهم للكرواتى مودريتش تارة، ولرونالدو البرتغالى او أى لاعب اخر تارات، المهم ألا يختارون المصري العربي صلاح، كيف هذا ايها العرب الكروات ؟!
حقيقة ؛ لم نستغرب لتصويت كثير من الدول العربية لامريكا ضد المغرب العربي لتنظيم كأس العالم ٢٠٢٦، لأنها فى النهاية هى أمريكا الحامية والمحتمى بها الكثيرون..هى ماما أمريكا ، ولكن من يدفعون بأن مباراة فى كرة القدم من شأنها تقوية العلاقات بين دول شقيقة
ليتهم يحددون لنا اهداف الكيانات الرياضية العربية من اتحادات، لامانات عمل بالجامعة العربية واتحاد شمال افريقيا، وغيرها من تجمعات المصالح الهشة ، وان لم يكن لها دور فى دعم شاب عربي يدهش العالم ودولة شقيقة تسعى لنيل شرف تنظيم المونديال .فماذا تكون..؟
هذا ان لم يكن هناك حقيقة تحرك سري مضاد ظهرت مكائده ونتائجه فى التصويت.. للأسف الشديد..
شئ محزن حقا أن لا يحصل صلاح من أصوات العرب الا على أصوات وطنه الغالى مصر وسوريا القابضة على عروبتها قبضة الجمر، وفلسطين الصامدة، وموريتانيا الطيبة، وبقية العرب للأسف كروات !
أسمع من يقول انها مجرد اختيارات وفقا لوجهات نظر فنية ولا دخل للاعراق فيها ، ولكن أليس غريبا عندما يكون لكل اتحاد ثلاث فرص للتصويت من اعلامى وكابتن المنتخب ومدربه ألا يحصل صلاح احسن لاعب فى الدورى الانجليزي وهداف البطولة الاقوى فى العالم وصاحب الدور الأبرز فى تأهيل منتخب بلده لكأس العالم، على صوت واحد من بين كل هؤلاءالعرب..الأشقاء...صوت واحد ؟!
لعنة الله على النفسنة والغيرة القاتلة..والشغل التحتى !
ومن يتابع تفاصيل التصويت التى أعلنها الفيفا، وظنى ان العرب الكروات لم يظنوها ستعلن، يلاحظ أن كل اتحاد عربي كان يبحث عن أى لاعب لالقاء الصوت عليه وخلاص، لدرجة ان احدا منهم لم يضع النجم المصري حتى كاختيار ثالث ليتراجع اجمالى حصاد اصواته لنسبة تصل الى ثلث اصوت مودريتش الكرواتى من بنى وطنه العرب الكروات !!
هل لا زال لقيادات الاتحاد العربي لكرة القدم وكافة التكتلات الرياضية العربية القدرة على الحديث عن دعم النماذج العربية الناجحة، وتقديم القدوة النابغة للشباب ودور مباريات الكرة ونجومها فى دعم العلاقات بين الاشقاء ..هل لا تزال فى قريحتهم قدرة على ضخ وانتاج المزيد من مثل هذه العبارات التى كالوها .. وأكلوها ؟!
صلاح لم ينصفه أهله ومن يتشدقون بحبه ودعمه..فماذا كنتم تنتظرون من الاخرين..؟
رحم الله نزار قبانى حين تأسي متألما :هذى بلاد كانت تسمى قديما بلاد العرب !! .