تعرف علي مسيرة الراحل عادل هيكل

الأحد 23/سبتمبر/2018 - 01:10 م
عادل هيكل
عادل هيكل
فقدت الكرة المصرية والنادي الأهلي واحدا من جيل الرواد الذين أفنوا حياتهم في خدمة النادي الأهلي والكرة المصرية في شتى الميادين بكل تفانٍ وإخلاص.

إنه عادل هيكل نجم الأهلي الكبير الذي وافته المنية مساء السبت عن عمر يناهز 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، ليرحل عن عالمنا أحد أنجب من شغل مركز حراسة المرمى في مصر والنادي الأهلي على مر التاريخ.

عادل هيكل أحد أفراد جيل الخمسينيات والستينيات في الكرة المصرية والذي نجح في أن يفرض موهبته ويتحدى الصعوبات ليصبح حارس مرمى النادي الأهلي، وأحد أعظم حراس الكرة المصرية؛ لينال خلال رحلته في الملاعب عدة ألقاب أبرزها الحارس الطائر والإخطبوط.
ولد عادل هيكل في 23 من مارس عام 1934، وأنضم لصفوف الناشئين بالنادي الأهلي وهو في الثالثة عشرة من عمره بعدما أكتشفه حسين كامل مدرب الناشئين بالنادي.

البداية غير الموفقة للناشئ الصغير كانت كفيلة أن يتخذ قرار الابتعاد عن كرة القدم، بعدما تعرض هيكل لإصابة بكسر مضاعف في ذراعه، ولأنه يدافع عن ألوان الأهلي فقد تكفل النادي الأهلي بعلاجه في أكبر المستشفيات في ذلك الوقت، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بعدما قرر رمز الأهلي الخالد مختار التتش زيارة الناشئ الصغير في المستشفى ومعه محمد بك مدكور للشد من أزره ودعمه معنويا.

تتواصل المفاجآت غير السارة للحارس الصاعد بعدما شهد أول ظهور رسمي له بقميص النادي الأهلي أمام نادي الترسانة في الدوري بتلقي الأهلي خسارة كبيرة، وعقب المباراة كان مختار التتش حاضرا لتقديم الدعم للحارس الشاب، مؤكدا أنه سيصبح أفضل حارس مرمى في مصر بلا منازع.

ليبدأ عادل هيكل رحلة التألق الكروي بقميص النادي الأهلي بعدما فرض نفسه على حارسين بقيمة عبد الجليل وبراسكوس.

شارك عادل هيكل في فوز الأهلي التاريخي على حساب بنفيكا البرتغالي بطل أوروبا في عام 1963 بنتيجة 3-2 في مباراة شهدت تألق حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر أمام بطل أوروبا في مباراة وصفها الراحل بأنها الأفضل في مسيرته الكروية، استحق بعدها إشادة إيزيبيو نجم الكرة البرتغالية والذي قال حينها : «التسجيل في شباك هيكل أحد أمنياته ».

لعب عادل هيكل في صفوف الفريق الأول في الفترة من 1952- 1953 حتى1964- 1965 حقق خلالهم العديد من البطولات بواقع 8 ألقاب لبطولة الدوري، وثلاثة ألقاب لبطولة كأس مصر، بالإضافة إلى كأس الجمهورية العربية المتحدة وبطولة منطقة القاهرة.

على مدار 10 سنوات خلال مسيرته مع النادي الأهلي لم يتلق أي خسارة من نادي الزمالك الغريم التقليدي للنادي الأهلي، وعلل الراحل هذه الظاهرة بأنه يأتي بسبب خوفه الشديد من حزن الجماهير مما كان يدفعه للتدريب بشكل منفرد قبل مواجهات الزمالك.

مسيرة عادل هيكل لم تتوقف عند الدفاع عن ألوان قميص النادي الأهلي، فقد كان أحد أفراد المنتخب المصري الذي توج ببطولة كأس الأمم الإفريقية في عام 1959، كما دافع عن شعار المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية وبطولة البحر الأبيض المتوسط.

بعد التألق اللافت للكابتن عادل هيكل مع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي ومنتخب مصر انهالت عليه عروض الاحتراف أبرزها كان من بنفيكا بطل أوروبا عام 1963، والذي قدم عرضا بقيمة 50 ألف دولار للاستفادة بخدمات الحارس المتميز، بالإضافة إلى عرض من جالطة سراي التركي متضمنا الحصول على الجنسية التركية، إلا إنه رفض كافة العروض، مفضلا البقاء في صفوف النادي الأهلي حبا في الكيان، وعرفانا بما قدمه له النادي الأهلي في مستهل مشواره في عالم الساحرة المستديرة.

رحل عادل هيكل عن عالمنا، ولكن تبقى ذكراه في عقل وقلب كل أبناء النادي الأهلي، وتظل علاقته بالكيان حلقة من حلقات الوفاء العظيم التي تتوارثها الأجيال، وتجلت عظمة هذه العلاقة المتفردة بين النادي وأبنائه المخلصين، عندما حرص الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي الحالي على تكريم الكابتن عادل هيكل مع رواد النادي الأهلي قبل بضعة أشهر والتوجه لزيارته في المستشفى تجسيدا عمليا لمقولة «من شيوخك اكتسبنا مجدنا ».