تثير الأندية الإسبانية المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وبلنسية، العديد من الشكوك حول مصيرها في المسابقة قبل ساعات قليلة من انطلاق النسخة الجديدة للبطولة التي لا تعطي فرصة كبيرة للتراخي من الجولة الأولى.
ومن بين هذه الأندية الأربعة، لم ينجح سوى برشلونة في تحقيق الفوز في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري الإسباني "الليجا" رغم أنه قام بهذا بشكل يخلو من أي إثارة أو متعة، فيما سقط الباقون في فخ التعادل بطرق مختلفة ليثيروا العديد من علامات الاستفهام.
وتربع النادي الكتالوني على قمة الليجا بعد أن حقق العلامة الكاملة في أربع مراحل من المسابقة، ولكن الأداء الذي ظهر به في المباراة الأخيرة أمام ريال سوسيداد يبتعد كثيرا عن ذلك الأداء الذي تتطلع إليه جماهيره، ويبتعد أيضا عن ما يرغب فيه الفريق الذي يراهن بكل ما لديه هذا الموسم للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا التي أخفق في الفوز بلقبها طوال السنوات الثلاث الأخيرة.
وفاز برشلونة بصعوبة 2 / 1 على ملعب ريال سوسيداد العنيد، ولكنه في الشوط الأول من اللقاء لم ينفذ أي تسديدة على المرمى من أجل التسجيل، ولكنه اقتنص الفوز بفضل خطأين دفاعيين للفريق المنافس.
وأعربت الصحافة الكتالونية الصادرة أمس الأحد عن قلقها قبل بداية مشوار برشلونة في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام بي إس في اندهوفن الهولندي على ملعب الأخير غدا الثلاثاء ضمن مجموعة صعبة نضم أيضا كل من توتنهام الإنجليزي وانتر ميلان الإيطالي.
وقالت صحيفة "سبورت" الإسبانية: "يوم كان فيه تيرشتيجن أهم من ميسي"، في إشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه حارس برشلونة في المباراة ومقارنته بالأداء الباهت الذي ظهر به النجم الأرجنتيني.
وأشارت الصحيفة المذكورة أيضا إلى أن التشيلي أرتورو فيدال تسبب في خلق حالة من عدم التوازن في لعب برشلونة، كما تساءلت عن الدور الذي لعبته الصفقات الجديدة للنادي الكتالوني حتى الآن.
يذكر أن كل من أرثر ومالكوم و كليمو لينجليه وفيدال، وهم جميعا من الوافدين الجدد على برشلونة هذا الموسم، لعبوا مجتمعين 109 من أصل 1440 دقيقة هذا الموسم.
وعلى الجانب الأخر قدم ريال مدريد مباراة سيئة للغاية على ملعب "سان ماميس"، معقل أتلتيكو بيلباو، وتعثر للمرة الأولى في المسابقة الإسبانية بعدما حقق ثلاثة انتصارات متتالية.
وافتقد النادي الملكي للتركيز في الجانب الهجومي وغياب الدقة، وهو الخطأ الذي لا يجب أن يقع فيه مرة أخرى بعد غد الأربعاء أمام روما الإيطالي، الذي وصل إلى الدور قبل النهائي للبطولة الأوروبية في الموسم الماضي.
وقال سيرخيو راموس، لاعب ريال مدريد، الذي كان أكثر اللاعبين تلقيا للانتقادات بسبب أخطائه الدفاعية: "عندما تتعادل فذلك يدل على إن هناك الكثير من الأشياء التي يجب تحسينها".
وبات ريال مدريد يستقبل أهدافا هذا الموسم بشكل متعاقب من أقل الفرص خطورة.
ولكن ما يثير القلق بشكل أكبر هو ما يحدث داخل أتلتيكو مدريد الذي من المفترض أنه يعكف على تنفيذ المشروع الأكبر في تاريخه.
وتعادل القطب الثاني للعاصمة الإسبانية مدريد 1 / 1 مع المتواضع ايبار بعد أن ارتكب أخطائه المعتادة التي وقع فيها في الأسابيع الماضية، وأبرزها: مواجهة صعوبات كبيرة في تنفيذ المهام الهجومية وخلق فرص للتهديف.
ويبتعد أتلتيكو مدريد عن برشلونة المتصدر بسبع نقاط كاملة، وهو ما يعد فرقا شاسعا إذا أخذنا في الاعتبار أن الليجا انطلقت لتوها ولم يمر على انطلاقها سوى أسابيع قليلة.
ويفتتح أتلتيكو مدريد غدا مشواره في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم أمام موناكو الفرنسي على ملعب الأخير.
وكان أسوأ ما في هذا اللقاء هو تأخر أتلتيكو مدريد عن تسجيل هدف التعادل حتى الوقت بدل الضائع من المباراة بأقدام لاعبه الصاعد بورخا جارسيس، مما دفع مدربه الأرجنتيني، دييجو سيميوني، للاحتفال بشكل هيستيري بعدما وصل إلى مسامعه صافرات استهجان الجماهير اعتراضا على أحد قرارته خلال اللقاء.
وقالت صحيفة "أ س" الإسبانية: "أتلتيكو يواجه صعوبات"، فيما تحدثت "ماركا" عن "أزمة صغيرة" في بداية مشوار الفريق هذا الموسم.
وكما هو الحال مع أتلتيكو مدريد، ستمثل بطولة دوري أبطال أوروبا محاولة لبلنسية من أجل التعافي بعدما ظهر هذا الفريق بأداء مذبذب في الأسابيع الأولى من الموسم الجديد.
ويلتقي بلنسية في بداية مشواره في البطولة الأوروبية الكبيرة بعد غد الأربعاء مع يوفنتوس الإيطالي، وهو منافس من العيار الثقيل ويضم بين صفوفه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ويعد أحد الفرق المرشحة للفوز باللقب.
وافتتح بلنسية، بقيادة مدربه مارسيلينو جارسيا تورال، مشواره في الليجا بالتعادل في ثلاث مواجهات، ليحتل أحد المراكز المتأخرة في جدول الترتيب وذلك بعدما تعادل على ملعبه سلبيا بدون أهداف مع ريال بيتيس في الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري المحلي.
ورغم أن جدول مباريات بلنسية يعد صعبا للغاية، يتلكأ الفريق بلا مبرر في تقديم الأداء الذي ظهر به في الموسم الماضي.
وعن هذا تحدث مدرب بلنسية قائلا: "بلنسية الذي ظهر في العام الماضي أصبح جزءا من التاريخ، علينا أن نبحث عن بلنسية القادر على المنافسة وتحقيق الفوز، ونحن نقوم بهذا".