الشاهد ان الالتزام التعاقدى من أهم الأسس القانونية التى تبنى عليها معايير الاحتراف الرياضى بصفة عامة والاحتراف فى كرة القدم بصفة خاصة .
والاستدلال على ذلك يكمن عندما نتعمق فى المفهوم الذى أورده الاتحاد الدولى لكرة القدم نحو سعيه للتفرقه بين اللاعب المحترف واللاعب الهاوى.
فعندما ذهب الاتحاد الدولى لكرة القدم لهذا المفهوم اعتمد على معيارين .المعيار الأول ان اللاعب المحترف يجب أن يرتبط مع الجهة الرياضية بعقد او بمعنى أدق من يمتلك عقد يحدد حقوقه وواجباته.
الأمر الآخر ان تكون قيمة العقد الماليه تتخطى إجمالى الأموال التى تنفق على هذا اللاعب طوال فترة تعاقده .هذا الأمر يقودنا إلى فكرة ان العامل الأساسى للتفرقه بين الهاوى والمحترف هو الالتزام التعاقدى .
والنظم الرياضية الدوليه وما يرتبط بها من قواعد تنظم كرة القدم توسعت فى هذا المفهوم فى ظل الزياده الكبيره فى الجوانب والآثار الاقتصادية والحقوق التسويقية المرتبطة بنظم احتراف كرة القدم. مما أدى إلى أن طبيعة التعاقدات لم تعد فقط ترتبط بين اللاعب والنادى بل تخطت ذلك لتصل بين اللاعبين والمنتخبات القومية .وخاصة اللاعبين الذين يعدون نجوما للصف الأول مثل رنالدو وميسى ونجمنا الكبير محمد صلاح .
واذا كنت أرى بخطأ محمد صلاح فى التعامل مع تحديد طبيعة حقوقه التعاقدية من خلال المطالبه بها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى فى ظل انه لاعب محترف يمتلك الأسس والقواعد والإجراءات القانونيه و التى نظمتها بالفعل القواعد الدوليه و التى يجب عليه او من يدير أعماله ان ينتهج ذلك الأسلوب. إلا انى اؤكد على أنه يمتلك الحقوق التى يجب أن يفطن إليها الاتحاد المصرى لكرة القدم ويسعى إلى تنظيمها بينه وبين اللاعب من خلال نظام تعاقدى خاص يعتمد فى صياغته على ما حددته النظم الدوليه.
وهنا يجب أن نشير إلى مجموعه من النقاط فى غاية الأهمية:-
اولا .ان كل لاعب محترف وفقا للمستويات الدولية ويمتلك مجموعة من الرعاة المرتبط معهم بعقود تكون الأولويه للحقوق لتلك الرعاه وخاصة إذا كان ذلك محددا من خلال ناديه المحترف به .
ثانيا. يجب أن لا يكون هناك تعارض بين رعاة اللاعب المحترف ورعاة النادى الاصلى له أو رعاة اتحاده الوطنى بمعنى ان لا يكون الرعاه متشابهين فى أعمالهم واذا حدث ذلك فإن رعاة اللاعب الاصليين هم أصحاب الحق فى امتلاك الحقوق ولهم الحق فى منع اللاعب من الاعلان لاى شركات منافسه .
ثالثا .اللاعب المحترف وفقا لما ذكر فى النقطتين السابقتين يكون التزامه بحقوق الرعاه سواء لناديه أو اتحاده الوطنى يكون فى حدود التعامل الجماعى مع أعضاء فريق ناديه او منتخبه وما تحدده حدود المباراه لناديه أو منتخبه وغير ذلك يجب أن يكون من خلال عقد خاص
رابعا .الاتحادات الوطنيه التى تملك لاعبين وفقا لتلك الطبيعة الوطنيه يجب أن يتم إبرام التزام تعاقدى محترف يحدد طبيعة وحقوق وواجبات هذا اللاعب بما لا يضر مصالح الرعاة المشتركه
خامسا .يجب أن ندرك أن اللاعبين المحترفين وفقا لتلك المستويات كافة تحركاتهم تعادل قيم اقتصادية تحدد من خلال التزامات تعاقديه وان هؤلاء اللاعبين يمتلكون عقودا تتخطى مئات الصفحات ينظم من خلالها كل كبيره وصغيره فى طبيعة احتراف هذا اللاعب .
تلك اللغة الاحترافية التعاقدية هى التى يجب أن نمتلكها لكى نستطيع أن تعامل معها فى المستقبل وخاصة إذا امتلكنا فى يوم الايام الالاف من اللاعبين المحترفين مثل محمد صلاح.
الأمر الآخر ان كافة الجوانب الإداريه ذات الارتباط بعمليات التنظيم و التى ذكرها محمد صلاح .هى أمور احترافيه تستحق التطبيق وخاصة التعامل مع معسكرات المنتخب الوطنى وتلك النظم هى التى يتم تطبيقها فرق الدول المتقدمة فى كرة القدم وهى التى تحدد أيضا التى تحدد الفارق الكبير بين الهواية والاحتراف مع ضرورة التأكيد مرة أخرى ان التعبير عن تلك الجوانب يجب أن يكون من خلال الأسس والمخاطبات المحترفه وليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى.