لا يزال الكثير يحبط المتابع لكرة القدم الإنجليزية حيث يوجد الكثير من التمييز، في حين أن الفرق أصبحت أكثر تنوعا، ولكن لا يزال هناك نقص واضح في المدربين والتنفيذيين من الأقليات المختلفة خاصة أصحاب البشرة "السوداء" في مناصب السلطة.
وبحسب تقرير أوردته "فرانس برس"، لم يكن الجو في المباريات الآن كما كان قبل 25 عاما، عندما وضع هيرمان أوسيلي أسس منظمة "اللجنة من أجل المساواة العرقية"، لكن إساءة اللاعبين لزملائهم تنتقل بشكل متزايد من المواقف داخل الملعب والمدرجات إلى الإنترنت.
وكعضو في مجلس اللوردات، يشعر أوسلي، البالغ من العمر 73 عاما، بالقلق بشكل خاص من الكيفية التي يمكن أن ينتقل بها غضب ومزاج بعض السياسيين وتأثيره على المزاج العام، للمشجعين ما يتسبب في الإساءة.
وقال أوسلي لوكالة أسوشيتدبرس: "إن الناس يجلبون تحيزاتهم إلى كرة القدم، لأن هذه الأفكار المسبقة موجودة في المجتمع".
ومما يثير القلق بشكل خاص لرئيس شركة "كيك إت أوت" تداعيات وزير الخارجية البريطاني السابق "بوريس جونسون"، مما يجعل من المقارنات المسيطرة حول النساء اللواتي يرتدين النقاب الذي يغطي الوجه.
وكانت طالبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وزير خارجيتها السابق، بوريس جونسون، بالاعتذار عن تصريحاته بشأن المسلمات اللواتي يرتدين النقاب.
وأشار أوسلي إلى تصريحات جونسون "لن يفاجئني أن أرى في الأسابيع القليلة المقبلة على هذه الأراضي أناس يهينون المسلمين ويدعونهم لصوص البنوك وصناديق البريد، هذه هي الطريقة التي يلتقط بها الناس الأشياء، إنها تتشكل نفسها في شكل هتافات ثم فجأة تصبح جزءا من كرة القدم".
وتابع: "أعتقد، أن المجموعات اليمينية المتطرفة قد غادرت اللعبة، ولكنها — الآن — تعاني من الإحياء مرة أخرى".
وأوضح أوسلي، "إنهم يحاولون التسلل والعودة إلى كرة القدم بطريقتهم السرية، لتجنيد الكراهية".
واكتسب تحالف لورشد ليدز اهتماما بتبادل الخطابات المعادية للمسلمين التي ظهرت في جو متقلب بعد تصويت بريطانيا عام 2016 لمغادرة الاتحاد الأوروبي فيما يسمى بالـ "البريكست"، وهي حملة أثارتها المخاوف بشأن الهجرة.
وشدد على، "ما يتعين على كرة القدم القيام به هو التأكد من أن الفوضى الموجودة الآن في السياسة، لا تصيب كرة القدم".
ونوه إلى، "أنه يمكن أيضا تسخير مكانة بعض اللاعبين في كرة القدم في المجتمع البريطاني لتعزيز العلاقات وانسجامها على سبيل المثال هناك ثلاثة لاعبين في صفوف لاعبي كرة القدم المحترفين في الدوري الإنجليزي مسلمين، وهم: رياض محرز، أنجولو كانتي ومحمد صلاح، حيث لهم مكانة خاصة في نفوس المشجعين، كما حصلوا على لقب أفضل لاعب في البريميرليج في المواسم الثلاثة الأخيرة".
وأضاف أوسلي أن كرة القدم يمكنها تغيير الواقع بطريقة مؤثرة، ودفع السياسة إلى الوراء ونبذ الكراهية.
وولد أوسلي في غانا، وانتقل إلى لندن في سن الحادية عشرة، وكرس حياته المهنية لجعل بريطانيا مجتمعا أكثر شمولا، وتحدى المؤسسات العامة المبتلية بالعنصرية.
وكان أوسلي من مشجعي نادي ميلوول في لندن، الذي يشتهر مشجعوه بالعنف، وقد أن ذلك ضرورة مباشرة لتحويل انتباهه لكرة القدم في عام 1993، ومحاولة دحض العنصرية فيها.
واختتم أوسلي: "قبل خمسة وعشرين عاما، كانت كرة القدم بمثابة سلة من العنف خارج الملعب، وكذلك داخله، على أرض الملعب، تعرض لاعبون سود للإساءة وكانوا يبقون على رؤوسهم لأسفل لأنها الطريقة الوحيدة للبقاء في الفريق، وليس لها تأثير سلبي على أدائك وأيضا للحفاظ على كرامتك الخاصة، كان مجرد التعامل مع هذه المشكلات بطريقتهم الخاصة"