عاد نجم المنتخب المصري ولاعب ليفربول الإنجليزي محمد صلاح مرة أخرى لإثارة خيال متابعيه، بعدما نشر صورة لغلاف كتاب "الملك الذهبي"، من تأليف عالم المصريات الأشهر ووزير الآثار السابق زاهى حواس، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية.
وهذه المرة الثانية التي يتناول جمهور الفرعون المصري ما يقرأه باهتمام بالغ، بعدما تناولوا كتاب "فن اللامبالاة"، الذي أثارت قراءته له ضجة كبيرة في أنحاء العالم، دفعت مؤلفه لشكر صلاح في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
يحكي الكتاب الصادر عام 2007 قصة الفرعون الذهبي، حين كانت الإمبراطورية المصرية قابضة على العالم القديم، والذهب يملأ الخزائن، والملوك يتزوجون من بنات أعدائهم بدلًا من استهلاك الموارد في معارك حربية. في تلك الفترة ظهر الملك تحتمس الرابع، الذي انشق عن عبادة آمون وصنع دينه الجديد فصار "إخناتون"؛ وبعيدًا عن السيرة الحافلة للملك الذي اعتبره البعض قديسًا بينما اعتبره آخرون مارقًا، فإن من ذريته الملكة الجميلة نفرتيتي جاء الفرعون الأشهر في تاريخ مصر "توت عنخ آمون".
الفرعون الذهبي الذي انشقت عن كنوزه الأرض على يد البريطاني هيوارد كارتر عام 1922، ظهر مُحاطًا بما يزيد عن خمسة آلاف قطعة فنية أغلبها من الذهب، استغرق تنظيفها حوالي عشر سنوات، كانت بداخل مقبرة تتكون من أربع حجرات فقط.
جاء الكتاب الذي وضعه عالم المصريات الأشهر مُزينًا بأكثر من مائة وخمس وعشرين صورة ملونة تصور مراحل حياة الملك الصغير الذي حكم مصر عشر سنوات؛ ليصير أقرب إلى متحف يضم لوحات وتماثيل الملوك والملكات؛ وبدأ حواس الحكاية منذ نجاة المقبرة من اللصوص الذين سرقوا مقابر ملكية سابقة أو تالية بأن توت مسح من صفحات التاريخ على يد خلفائه حيث تولى الحكم صبيًا في مرحلة اضطراب سياسي وديني بعد فشل ثورة أبيه، وانتقال البلاط الملكي من تل العمارنة وزواجه ابنة اخناتون ونفرتيتي عنخ أس أن با اتون وتغير المقطع الأخير من اسم الزوجة بدورها إلى آمون.
أكد حواس أن توت خطط لتشييد مقبرة ضخمة في وادي الملوك لكنه لم يملك الفرصة لإتمامها ودفن في مقبرة صغيرة محفورة في الصخر لم تكن مصممة ليرقد بها ملك؛ وانتهى العمل في تلك المقبرة وزخرفتها خلال سبعين يومًا هي فترة إعداد المومياء وتزيينها بنحو 143 قطعة من تمائم ومجوهرات أغلبها ذهبية، لكن العديد من الأغراض الموجودة في المقبرة قد أعدت لدفنات ملكية أخرى ثم ذهبت لاستخدامه هو.
رحل توت عنخ أمون في يناير من عام 1327 قبل الميلاد عن عمر لم يتجاوز الثامنة عشرة. قيل أنه تم اغتياله، ولم ينجب من زوجته أي أطفال، وإن كانت زوجته قد حملت مرتين على الأقل، ولكن جنينيها قد أجهضا، أحدهما كانت طفلة وماتت في الشهر السابع من الحمل، بينما كان الجنين الآخر والذي لا يعرف نوعه قد توفي عند مولده، وتعرضت مصر لحالة من الفوضى بعد وفاة الملك الذي ترك العرش بلا وريث.