يدخل نادي ليفربول غمار منافسات الموسم الجديد بآمال عريضة مع انطلاق منافسات الدورى الإنجليزى نهاية الأسبوع، وجاء فوز الريدز العريض بخماسية يوم السبت على نابولى ثم بثلاثة أهداف لهدف على تورينو مساء أمس بعد إشراك عديد من البدلاء والصاعدين لتقدم دليلا آخر على أن الفريق بقيادة مديره الفنى يورجن كلوب سيدخل الموسم بقوة وسينافس على كل البطولات الممكنة.
والواقع أن ليفربول قدم موسما رائعا الموسم الماضي ونجح في الوصول لنهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد حيث خسر 1/3 بعد إصابة هدافه وهداف الدورى الإنجليزى وأحسن لاعب فى البريميرليج وأفريقيا محمد صلاح وبأخطاء من حارسه كاريوس، كما نجح فى احتلال المركز الرابع فى الدورى المؤهل لدورى الأبطال فى مركز قد لا يعكس المستوى الحقيقى للفريق الذى خسر نقاط ما كان ينبغى أن يخسرها.
وإذا نظرنا للفريق الحالى للريدز فإنه بدون جدال يضم أفضل تشكيل منذ أيام المجد فى ثمانيات القرن الماضى حيث يضم الآن العديد من المواهب ولاعبين على مستوى عالمى مع تدعيم مقاعد البدلاء التى كانت المشكلة الحقيقية للفريق فى المواسم السابقة حين لم يكن يملك بدائل كافية لمواصلة التالق طوال الموسم.
ورغم نجاح الفرق المنافسة في البريميرليج في تدعيم الصفوف، وفي مقدمتها أرسنال وتشيلسى واحتفاظ مانشستر سيتى حامل اللقب بكتيبته المدمرة فإن المزاج العام فى انفيلد يشير إلى تفاؤل كبير مع انطلاق الموسم رغم أن الأنصار لا يعتبرون النجاح أمرا مفروغا منه.
وإذا نظرنا إلى الصفقات التى أبرمها ليفربول فهى تقدم الدليل العملى الذى يدعم هذه النظرة المتفائلة وتؤكد أن الفريق قادر على التحسن مع مضى المباريات.
ففى مركز حراسة المرمى الذى عانى منه الفريق الموسم الماضى نجح الريدز فى ضم الحارس البرازيلى اليسون أحد أبرز الحراس فى الساحة حاليا والذى تألق مع منتخب بلاده فى كأس العالم فى روسيا، من روما الإيطالي، كما حافظ الفريق على كتيبة المدافعين وقد يضم صفقة لهذا الخط قبل غلق موسم الانتقالات.
وإذا نظرنا لخط الوسط نجح الفريق فى ضم كل من فابينيو ونابى كايتا وبذلك أصبح الفريق يملك بدائل عديدة مع وجود ميلنر وباقى اللاعبين القدامى.
ونجح الفريق أيضا في ضم الجوكر شكوردان شاكيرى الذى يمكنه أن يلعب فى خط الوسط او فى الطرف الأيمن ليكون خيارا تكتيكيا آخر، وإذا كان النادى ضم الجناح السويسرى لدعم خط الهجوم فإن اللاعب يملك من المرونة التكتيكية ما يسمح له بالتحرك كلاعب حر يصنع الالعاب ويتحرك خلف المهاجم الصريح.
والحقيقة أن قدوم شاكيرى قدم حلا لمشكلة كبيرة كانت تواجه ليفربول، فثلاثي هجوم ليفربول المكون من محمد صلاح وساديو مانى وفيرمنيو يعد من أقوى خطوط هجوم أوروبا فى الموسم الماضي، لكن فى حالة غياب أي منهم يعانى الفريق بشدة لعدم وجود البدائل ومع قدوم النجم السويسرى تغير هذا الأمر وهذا ما ظهر فى فترة الاعداد حيث فازالريدز بسبع مباريات من تسع خاضوها قبل انطلاق الموسم.
وفى الوقت ذاته، فإن قدوم شاكيرى جعل الخيارات متوافرة لكلوب الذى لم يكن يملك بديلا للثلاثي سوى دانيال ستوريدج، ولكن بسبب تاريخه الطويل مع الإصابات فإن لم يكن بمقدوره أن يعول عليه كثيرا ولكن ربما يتغير الأمر مع قدوم النجم السويسرى الذى قد يدفع ستوريدج على مزيد من القتال على الأقل للاحتفاظ بمكان على مقاعد البدلاء بدلا من الخروج من التشكيلة تماما رغم الاعتراف بموهبة اللاعب الإنجليزى التى عطلتها الإصابة كثيرا.
وأخيرا فإنه مع وجود البدائل فى كل الخطوط فإن كلوب أصبح بوسعه أن يتبع سياسة التدوير مما يتيح لكل نجومه من حين لآخر فرصة لالتقاط الأنفاس ويسمح له بالحفاظ على حيوبة الفريق ككل فى الفترة الأخيرة من الموسم حيث مرحلة الحصاد وجنى البطولات.
ومع كل هذا فإن ليفربول أصبح يملك الفريق القادر على استعادة لقب الدورى الإنجليزى الغائب عن خزائنه منذ عام 1990 وأن يؤكد أن أيام المجد القديم ستعود من جديد فى قلعة انفيلد.