سيدخل مونديال روسيا التاريخ، على أنه كان فقيرا للغاية لقارتي آسيا وأفريقيا اللتين كانتا تراهنان كثيرا على منتخباتهما المشاركة في كأس العالم 2018، مع وجود لاعبين كبار فيها بالدوريات الكبرى، باستثناء اليابان التي استطاعت وحدها أن تصل لدور الستة عشر.
حتى أن محاربي الساموراي كانوا على وشك أن يحققوا المفاجأة حين تقدموا في ثمن النهائي 2-0 أمام بلجيكا، التي قلبت النتيجة لتستمر في البطولة وتفوز بالمركز الثالث.
وباستثناء المشاركة اليابانية المبهرة والأداء الممتع للكرة المغربية، والذي لم يجد مردودا في النتائج، وانتصار كوريا الجنوبية على ألمانيا، تراجعت المنتخبات الآسيوية والأفريقية خطوة للخلف في هذه البطولة.
ولم يكن الرهان كبيرا على اليابان قبل البطولة خاصة بعد إقالة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، ولكن الفريق تجاوز التوقعات تحت قيادة أكيرا نيشينو.
وفعل محاربو الساموراي ذلك منذ اللحظة الأولى حين فاجأوا كولومبيا في البداية رغم أنهم استفادوا حينها من الطرد المبكر لكارلوس سانشيز، وبعدها تعادلوا مع السنغال، ورغم الخسارة أمام بولندا، عبروا للدور ثمن النهائي بفضل اللعب النظيف.
ولكن التوهج الأكبر حدث أمام بلجيكا التي كانت على وشك توديع المونديال بعد تفوق الروبوت الياباني لعبا ونتيجة 2-0 حتى الشوط الثاني الذي عاد فيه الشياطين الحمر في النتيجة وفازوا بالمباراة، لتكتفي اليابان بتكرار ما حققته في 2002 و2010.
وربما كانت خيبة الأمل الكبرى من نصيب المنتخب المصري، فقد كان يتوقع الكثير من فريق المدرب هيكتور كوبر، ولكن الحالة البدنية لنجم المنتخب محمد صلاح، بعد إصابته في نهائي دوري أبطال أوروبا، كانت حاسمة.
ودع "الفراعنة" المونديال بعد 3 هزائم، آخرها أمام السعودية، التي رغم خسارتها الكاسحة بخماسية في المباراة الافتتاحية أمام روسيا، أثبتت تحت قيادة المدرب خوان أنطونيو بيتزي أنها تسعى لتقديم كرة قدم جميلة.
وقدم المنتخب المغربي لعبا ممتعا ولكنه لم يأت بنتائج، وشكل أسود الأطلس كابوسا حقيقيا للبرتغال وإسبانيا والتي كان يستحق أمامها الخروج بالكثير، ولكن سوء الحظ منعهم من تحقيق المفاجأة ليودعوا البطولة من الدور الأول مع إيران التي كانت قريبة من التأهل في مجموعة كانت متكافئة ومتوازنة.
وأصابت أستراليا جماهيرها بخيبة أمل، خاصة أنه من المعروف أن الفريق يقاتل دائما بأعلى مستوى في المواعيد الكبرى، ولكنه خرج بنقطة واحدة أمام الدنمارك، وظهر مجددا بلا فاعلية هجومية مثل المرات السابقة.
وكانت نيجيريا تتطلع لتكرار إنجازات الماضي، ولكنها فشلت في محاولتها، وحاولت السنغال أن تحقق شيئا كبيرا بلاعبيها الكبار وقوتها البدنية، ولكن الحظ لم يحالفها في العبور للدور التالي.
وخيب منتخبا تونس وكوريا الجنوبية، اللذين أكملا المشاركة الأفريقية والآسيوية في البطولة، التوقعات أيضا على مستوى النتائج.
وصعب نسور قرطاج الأمور على إنجلترا في أول مباراة قبل أن يخسروها في الرمق الأخير، وانهاروا في اللقاء الثاني أمام بلجيكا، ولكنهم أنقذوا صورتهم بفوز أمام بنما.
ولكن منتخب كوريا الجنوبية، استعرض الكثير وقدم مستوى مميز أمام ألمانيا وفاز عليها 2-0 لينهي مشوار حامل اللقب مبكرا.