دخل المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش المونديال اسما مغمورا لغالبية المتابعين في عالم كرة القدم، لكنه مضى ليصنع التاريخ لبلاده بعد قيادة المنتخب الكرواتي لنهائي المونديال.
داليتش قد يكون مغمورا لدى الكثيرين، لكنه بالتأكيد شخصية معروفة في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، فهناك كانت الانطلاقة والتألق.
رسالة "زلاتكو"، وهو الاسم الذي يعرف به في منطقة الخليج، عبر "تويتر" الثلاثاء، والتي شكر فيها الإمارات والسعودية لمؤازرته خلال المونديال، لم تكن سوى علامة على تعلقه الكبير بالدولتين.
البداية في السعودية
بداية داليتش الحقيقية في عالم التدريب كانت مع نادي الفيصلي السعودي، الصاعد حديثا لدوري المحترفين. داليتش حقق أفضل المواسم مع الفيصلي وقاده للمركز السابع ثم الثامن في الدوري عامي 2011 و2012 على التوالي، مما دفع العديد من الصحف السعودية وقتها لاختياره كأفضل مدرب في المملكة.
إنجازه مع الفيصلي جعل منه موهبة تدريبية واضحة في السعودية، الأمر الذي دفع "الزعيم" الهلال للتعاقد معه.
وفشل داليتش في إحراز لقب الدوري مع الهلال، ولكنه نجح بتحقيق كأس ولي العهد موسم 2013، الأمر الذي لم يكن كافيا لبقائه مع الفريق.
نقلة نوعية مع "الزعيم"
من زعيم السعودية إلى زعيم الإمارات، داليتش صنع فريقا متماسكا وموهوبا مع العين، وحقق به لقب الدوري بفارق كبير عن أقرب منافسيه الجزيرة موسم 2015.
الموسم التالي، العين اقترب من الحلم الآسيوي مع داليتش، لكنه خسر المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا بنتيجة مجموعها 2-3 أمام تشونبوك الكوري الجنوبي.
أزمة في كرواتيا
خلال تصفيات مونديال 2018، عانى المنتخب الكرواتي في المجموعة التاسعة، وتعرض لهزائم من أيسلندا وتركيا وتعادل مخيب على أرضه أمام فنلندا، جعله في موقف صعب وهدده من الخروج من التصفيات.
الاتحاد الكرواتي عين داليتش قبل المباراة الحاسمة أمام أوكرانيا في كييف، التي انتصر فيها بنتيجة 2-0 وضمن اللعب في الملحق الأوروبي. وهناك لم يهدر داليتش فرصة التأهل، وسحق اليونان بنتيجة 4-1 على مباراتين، ليصل للمونديال.
تألق داليتش في المونديال أعاد للأذهان الجيل الذهبي لكرواتيا في مونديال 1998، ولكن هذه المرة الحلم أصبح أكبر بكثير، فلقب كأس العالم صار على بعد 90 دقيقة فقط في موسكو.