منح بلوغ كرواتيا نهائي كأس العالم لكرة القدم الجيل الحالي فرصة الوقوف إلى جوار أبطال 1998 الذين اكتسحوا البطولة في فرنسا في حدث شكل ذكرى جماعية للبلد حديثة العهد بالاستقلال في ذلك الوقت.
وبعد 7 سنوات من استقلالها عن يوغسلافيا كانت مسيرة كرواتيا المثيرة وغير المتوقعة نحو الدور قبل النهائي، بالنسبة للجميع باستثناء فوز البلد المستضيف باللقب، هي أبرز ما حدث في نسخة فرنسا 1998.
ورغم كل هذه النشوة، فإن نجاحها لا يجب أن ينظر إليه كمفاجأة فقبل ذلك بعامين بلغت دور الثمانية لبطولة أوروبا قبل أن تخسر 2-1 أمام ألمانيا التي توجت باللقب بعد ذلك.
وبالتأكيد، كانت يوغسلافيا تملك سجلا في تقديم المواهب وفازت على البرازيل في مباراتها الأولى في كأس العالم 1930، وبلغت نهائي بطولة أوروبا مرتين.
لكن بالنسبة للكثيرين حول العالم فمشاهدة أصحاب القمصان ذات اللونين الأحمر والأبيض كانت جديدة في 1998 واستغل اللاعبون الفرصة في خطف الأضواء.
وكانت تشكيلة مليئة بالمواهب بقيادة زفونيمير بوبان ودافور سوكر مهاجم ريال مدريد الذي نال لقب هداف البطولة، وبات رئيس الاتحاد الحالي ولاعب الوسط الساحر روبرت بروزينسكي.
وكانت ذكريات الحرب الأهلية حاضرة وقتها وساعدت تلك المجموعة من اللاعبين على التقارب.
وقال المدافع إيجور شتيماك في ذلك الوقت "أعتقد أننا أكثر قوة الآن على أرض الملعب بعد ما مررنا به. لا يوجد ما يخيفنا على العشب الأخضر".
وكان المدرب ميروسلاف بلازيفيتش أحد الدعاة البارزين للاستقلال هو من يقود تلك المجموعة.
وقال بلازيفيتش وقتها "استفدت من حالة الحماس الوطني الكبير داخل التشكيلة. كنا دولة غير معروفة لذا كانت فرصتنا في وضع الفريق والبلد بأكمله داخل دائرة الضوء. كان من السهل تحفيز اللاعبين".
وساعد الفوز على جاميكا واليابان في بلوغ دور الستة عشر، رغم الهزيمة 1-0 أمام الأرجنتين، ثم بدأت المتعة عندما أحرز سوكر الهدف الوحيد في الفوز على رومانيا والتأهل لمواجهة ألمانيا في دور الثمانية.
وفي مباراة عنيفة، غير طرد المدافع الألماني كريستيان فيرنز في الدقيقة 40 مجرى اللقاء وضمنت أهداف روبرت يارني وجوران فلاوفيتش وسوكر فوزا مفاجئا 3-0 على بطلة اوروبا.
ولو لم يكن أحد في عالم كرة القدم يعرف كرواتيا، فإنها أصبحت معروفة منذ ذلك الوقت ووجدت نفسها وجها لوجه مع فرنسا في الدور قبل النهائي.
وبعد دقيقة واحدة من بداية الشوط الثاني وضع سوكر كرواتيا في المقدمة، لكن سعادتها لم تدم كثيرا إذ أدرك ليليان تورام التعادل. وأحرز الظهير الأيمن تورام وبشكل غريب هدف الفوز قبل 20 دقيقة على النهاية. وهذا الهدفان هما الوحيدان لتورام في 140 مباراة دولية مع فرنسا.
لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فحالة "ادعاء سقوط" صارخة تسببت في طرد لوران بلان وإيقافه عن النهائي لكن فرنسا صمدت حتى النهاية.
ورغم خيبة الأمل اختتمت كرواتيا البطولة بالفوز على هولندا وحصدت المركز الثالث وحظى الفريق باستقبال الأبطال عندما عاد لبلاده.
وقال بلاجفيتش "البلد كله كان سعيدا وفخورا. لكنني كنت حزينا. لو كنت أملك الخبرة التي أملكها الآن لفازت كرواتيا بكأس العالم".