انتهى الاهتمام المباشر لإفريقيا ببطولة كأس العالم لكرة القدم بعد أن ودعت جميع منتخبات القارة البطولة من الدور الأول بشكل مخيب للآمال، لكن مع وجود 14 لاعبا في منتخب فرنسا ينحدرون من أصول إفريقية لا توجد الكثير من الشكوك إزاء اسم المنتخب الذي سيسانده الأفارقة في نهائي البطولة غدا الأحد.
وأبقى تأهل فرنسا للمباراة النهائية أمام كرواتيا في استاد لوجنيكي في موسكو على اهتمام إفريقيا بالبطولة في ظل تميز تشكيلة المنتخب الفرنسي بالتعدد والتنوع الثقافي، وهو ما يميز البلاد بأسرها، كما تعد التشكيلة الفرنسية تجمعا إفريقيا مصغرا يمثل حاضنة للمواهب الكروية.
وقال بليز ماتويدي لاعب وسط فرنسا المولود في تولوز لأب من إنجولا وأم من الكونجو أمس الجمعة "التنوع في هذه التشكيلة يمثل انعكاسا لبلدنا الجميلة فرنسا".
وأضاف "نعتبر هذا أمرا رائعا. نفتخر بتمثيل بلدنا وأعتقد أن الناس يفتخرون أيضا بوجود فريق وطني على هذا النحو".
وغالبا ما يوجد صراع عاطفي في ظل تسابق المؤسسات الكروية في إفريقيا مع نظيراتها في أوروبا بشأن ولاء لاعب ولد في أوروبا، لكن يملك جذورا في إفريقيا. وسيظهر الكثير من هؤلاء في المباراة النهائية غدا الأحد.
ويلعب الشقيقان التوأم لبول بوجبا مع غينيا لكن بول الشقيق الثالث الأصغر والذي ولد في ضواحي باريس لعب مباراته الدولية الأولى مع منتخب فرنسا وكان عمره 20 عاما.
ويسمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتغيير الولاء الدولي فقط قبل أن يشارك اللاعب في أي مباراة دولية رسمية مع المنتخب الأول.
وأرسلت الكاميرون مهاجمها الشهير روجيه ميلا لمحاولة إقناع صامويل أومتيتي للعب في صفوف المنتخب، لكن اللاعب الذي ولد في ياوندي وانتقل إلى فرنسا في سن مبكرة انضم للمنتخبات الفرنسية على مستوى الناشئين.
أما ستيف مانداندا حارس المرمى البديل في منتخب فرنسا فقد ولد هو الآخر في إفريقيا ولديه شقيق يلعب بين صفوف الكونجو الديمقراطية.
أما بقية أفراد تشكيلة منتخب فرنسا الذين لهم أصول إفريقية، فقد ولدوا في فرنسا لأبوين من الجزائر وأنجولا والكونجو ومالي وموريتانيا والمغرب ونيجيريا والسنغال وتوجو.
وترجع الروابط الوثيقة بين فرنسا وإفريقيا في عالم كرة القدم إلى ما يقرب من 80 عاما حين لعب السنغالي راؤول دياجني في صفوف فرنسا في نسخة 1938 من كأس العالم قبل أن يصبح لاحقا نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية، كما أصبح أول مدرب لمنتخب السنغال بعد الاستقلال.
أما المهاجم جوست فونتين، صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة لنهائيات البطولة برصيد 13 هدفا، فهو من أصول مغربية كما أن زين الدين زيدان الذي يوصف بأنه أعظم لاعب كرة قدم فرنسي، فقد ولد في مرسيليا لأبوين جزائريين.
وكان زين الدين زيدان هو بطل منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم قبل 20 عاما. وامتدح نجاحه رفضا قويا وملهما للعنصرية في المجتمع الفرنسي.