من احد المؤتمرات العالمية الهامة الذى حضرتها فى وجود رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "انفاتينو"، تبلورت لدى العديد من الرؤى التى تستطيع ان تستنجها من الطرح المتواصل، والفكرة التى دائما ما يؤكد عليها رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم.
و هذه الفكرة متمثلة فى كيف تعيش الشعوب كرة القدم وكيف تحلم وتتوقع مستقبلها مؤكدا على مصطلح فى غاية الأهمية دائما ما أكدت عليه وهو " رومانسية كرة القدم "، والذى طبق احد معاييره فى كأس العالم السابقة من خلال تقنية الفيديو حتى لا يظلم فريق اجتهد، وان يكون فوز اى فريق بناء فقط على أنه يستحق ذلك .
فالدول تنفق الأموال الطائلة على اقتصاديات كرة القدم فليس من المنطق بعد هذا الانفاق والرغبة فى الفوز ان يخسر فريق بخطأ تحكيمى .. هذا المعيار وان كنت أراه المعيار الأضعف إلا أنه دائما ما يجول فى عقل رئيس الاتحاد الدولى ... ولكن المعيار الأهم يتمثل فى الدول التى تستضيف او ترغب فى استضافة كأس العالم باعتباره الحدث الرياضى الأهم فى منظومة الرياضة العالمية ... فما تستطيع أن تقرأه من فكر انفاتينو فى مختلف كلماته التى سمعتها والذى من المؤكد انه فكر منبثق من التوجهات العالمية نحو استضافة الأحداث الرياضية الكبرى نجد التركيز على فكرة " التحالفات الوطنية فى تنظيم الأحداث الرياضية " وهنا يجب أن نقف كثيرا وطويلا ونتعمق فى الدلالات التى يشير إليها هذا التوجه و التى تتمثل فى الآتى :-
اولا .ليست الركيزة الأساسية فى تطبيق التحالفات الوطنية فى استضافة كأس العالم اعتبارا من عام ٢٠٢٦ يرتبط بفكرة زيادة عدد المنتخبات والفرق الأمر الذى يترتب علية احتياج البطولة إلى ١٦ ستاد تتوافر فيهم معايير الفيفا ومايحيط بتلك الاستادات من مطارات ومستشفيات وفنادق والعديد من الخدمات اللوجسيتيه لان هناك بعض الدول تستطيع أن توفر ذلك .ولكن انفاتينو يريد أن يرسخ فى عقول الشعوب مصطلح " كرة القدم تجمعنا " فعندما تنظم ثلاث دول او اكثر بطولة كأس العالم فأنا هذا يعتبر نوعا من أنواع جمع الشعوب من أكبر رياضة جماهيرية وهى كرة القدم.
ثانيا : ان الاستمرار على منح كأس العالم للدول بصوره منفرده لن يحقق الهدف الأسمى الذى يرغب ان يحققة انفاتينو وهو ان تعيش الشعوب فرحة كأس العالم وكرة القدم .فالنظام القديم سيسمح فقط بتنظيم كأس العالم من خلال ٣ دول فقط فى ١٢ عاما. اما التوجه الجديد فمن الممكن أن يدخل كأس العالم فى ٩ دول فى ١٢ عاما.
ثالثا .العالم فى تفكيره نحو الرياضة يسعى إلى تحقيق توجهات اقتصادية وتدفقات مالية فمن المؤكد أن اقتصاديات كرة القدم ستتغير عند التحالفات الوطنية فى عمليات الاستضافة اذا ما قورنت بالاستضافة المنفرده ولكن فى نفس الوقت يريد أن يؤكد على قيم الميثاق الأولمبى و التى تتمثل فى إزالة كافة الحواجز الوطنية بين الدول فى استضافة كأس العالم.
رابعا .هذا النهج لن يكون مقتصرا فقط على استضافة كأس العالم بل سنجد عن قريب بمشيئة الله التوجه إلى التنظيم الأولمبياد المشترك بين المدن التى ترغب فى ذلك .
خامسا .التحالفات الوطنية نحو استضافة الأحداث الرياضية العالمية هى مستقبل الرياضة فى العالم الأمر الذى يجب أن نفكر فيه ونتدارس أبعاده ومحدداته فى استشرافنا للمستقبل
فى النهاية أود أن أشير إلى العالم يحدد بين لحظة وأخرى العديد من المشرعات التى تعمل على زيادة سرعة عجلة ما يخطط له .هذا الأمر يستوجب علينا ان دراسة تحليلاته المختلفة والتخطيط وفقا لمقتضايتها فالعالم يفكر فى ان تبعد الرياضة عن فكرة الجزر المنعزله وتستهدف فى أحداثها تحالفات دولية تؤكد على قيمها وتؤثر فى قوتها الناعمة وتؤكد على دعائمها الاقتصادية .ومن ثم فإن الذهاب للمستقبل يجب أن يكون متوافقا مع ماينتهجه العالم من توجهات رياضية.