رحل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم للانضمام إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي بعد أن سجل 451 هدفا في 438 مباراة ، وهو عدد أكبر من الأهداف التي سجلها أسطورة ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو، الذي سلمه قميصه الجديد في اليوم الذي تم تقديمه فيه رسميا في تموز/يوليو 2009 .
وانضم رونالدو إلى ريال مدريد من مانشستر يونايتد مقابل 69 مليون يورو (96 مليون دولار) حيث كانت وقتها أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم، وكان منتظرا حدوث أشياء عظيمة مقابل هذا المبلغ الضخم.
ولكن عدد قليل من الـ80 ألف متفرج الذين تجمعوا في ملعب سانتياجو برنابيو، في أول يوم اثنين من شهر تموز/يوليو لتقديم اللاعب، كانوا يتخيلون أنه سيتفوق على دي ستيفانو.
وسجل دي ستيفانو الرئيس الفخري لريال مدريد 308 أهداف في 396 مباراة. كما تمكن رونالدو أيضا من التفوق على رقم راؤول، الذي سجل 323 هدفا في 741 مباراة ليترك النادي كأفضل هداف مر على تاريخ النادي.
ويبقى السؤال حول ما إذا كان اللاعب سيرحل كأعظم لاعب في تاريخ النادي من عدمه.
بعض المشجعين لن ينظروا أبدا بعد دي ستيفانو، الذي فاز بالكأس الأوروبية خمس مرات. وعادل رونالدو هذا الرقم ولكن إحدى هذه البطولات كان مع فريق مانشستر يونايتد.
وفاز دي ستيفانو بلقب الدوري الإسباني ثماني مرات، في حين تمكن رونالدو من التتويج باللقب مرتين فقط. ولكن بالنسبة لعدد كبير من مشجعي النادي الصغار، أصبح رونالدو أهم لاعب في تاريخ النادي.
وبالإضافة لفوز رونالدو بلقبي الدوري وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا فاز أيضا بلقبين لكأس إسبانيا، ولقبين لكأس السوبر الإسباني، ولقبين لكأس السوبر الأوروبي، وثلاثة ألقاب لكأس العالم للأندية وثلاثة ألقاب الحذاء الذهبية وأربعة ألقاب للكرة الذهبية في النادي.
وكان سيرخيو راموس، قائد ريال مدريد، أحد الأوائل الذين أشادوا برونالدو، حيث كتب تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت (تويتر) قال فيها :" أهدافك، إحصاءاتك، كل شيء فزنا به سويا، يتحدثون عنك. تستحق موقعك في تاريخ ريال مدريد. كان من دواعي سروري اللعب بجوارك".
وأثنت الصحافة الإسبانية على اللاعب رغم أن "ماركا" وضعت عنوانها الرئيسي :"لا أحد فوق مدريد" وأوضحت :"إنه يرغب في الرحيل ومدريد قرر أنه الوقت المناسب للسماح للاعب سيبلغ 34 عاما في (شباط) فبراير المقبل بالرحيل".
وسجل رونالدو 33 هدفا في أول مواسمه بإسبانيا. ثم لعن مانويل بلليجريني المدير الفني للفريق ، الذي أقيل من منصبه بنهاية ذلك الموسم، حظه لغياب رونالدو لمدة موسمين بسبب إصابة حيث فشل الريال في الفوز بأي بطولة في هذا الموسم.
وفاز جوزيه مورينيو، خليفة بلليجريني، بكأس إسبانيا في أول مواسمه بفضل رأسية رونالدو في الوقت الإضافي من المباراة النهائية أمام برشلونة.
وفي الموسم التالي، فاز ريال مدريد بالدوري، وسجل رونالدو 46 هدفا.
عندما أقيل مورينيو بنهاية الموسم التالي، وتولى كارلو أنشيلوتي تدريب الفريق، ظهرت هيمنة رونالدو في دوري الأبطال بشكل حقيقي. وفاز بها في 2014، مسجلا هدفا في المباراة النهائي، وبعد ذلك فاز بها ثلاث مرات متتالية تحت قيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بداية من 2016 .
وقال أنشيلوتي عن رونالدو :"وجود رونالدو يشبه بداية المباراة وأنت متقدم بهدف".
واستمتع الثنائي بعلاقة جيدة، وعندما أقيل أنشيلوتي بنهاية موسم 2014 / 2015، كان رونالدو غير سعيد بهذا القرار.
عندما كانت الإقالة قريبة وتوقعها اللاعبون، اتجه رونالدو إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقول :"مدرب عظيم وشخص مذهل".
ووفقا لصحيفة "كوريرو ديلو سبورت" الإيطالية فإن أنشيلوتي نصح رونالدو بالذهاب إلى إيطاليا وتحدث معه حول ماسيمليانو أليجري مدرب يوفنتوس قائلا: "إنه المدرب الأمثل لك".
وبعد صفقة هذا الأسبوع، ستكتشف كرة القدم ما إذا كان الطموح الكبير لرونالدو سيتوافق مع الهادئ أليجري أم لا.
وخلال تسع سنوات مليئة بالكؤوس، كان رونالدو وريال مدريد متوافقين للغاية.