بعد مباراة واحدة قاد فيها الفريق ، ترك سام ألارديس تدريب المنتخب الإنجليزي (الأسود الثلاثة).
ولم يجد الاتحاد الإنجليزي للعبة حلا سوى إسناد المهمة إلى نجم المنتخب الإنجليزي السابق جاريث ساوثجيت في سبتمبر 2016 .
وكان ساوثجيت مديرا فنيا للمنتخب الإنجليزي للشباب (تحت 21 عاما) وتولى المسؤولية في المنتخب الأول بشكل مؤقت في البداية قبل الاستقرار على تعيينه بشكل نهائي في تشرين ثان/نوفمبر 2016 بعقد يمتد لأربع سنوات.
وكانت الخبرة الوحيدة السابقة لساوثجيت في عالم التدريب مع فريق ميدلسبروه مما أثار الشكوك لدى توليه مسؤولية المنتخب الإنجليزي.
ومع ذلك، أثبت ساوثجيت أنه حازم وغير خائف من إجراء تغييرات، والتي تضمنت التحول إلى الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع.
لقد جلب له أسلوبه المدروس والمحنك العديد من المعجبين به. وأصبح الآن أول مدرب يقود المنتخب الإنجليزي للدور قبل النهائي بكأس العالم منذ نجح بوبي روبسون في ذلك عام 1990 بإيطاليا.
وقال ساوثجيت : "نحاول كتابة تاريخنا. وتحدثت إلى اللاعبين بهذا الشأن. كتبوا قصصهم الخاصة. لا يجب أن نعاني من ضغوط الماضي".
ويطمح المدرب الإنجليزي فى قيادة منتخب بلاده للفوز على نظيره الكرواتي غدا الأربعاء في العاصمة الروسية موسكو بالدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا ليتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة والمقررة يوم الأحد المقبل.
"من زيرو إلى هيرو" أو "من صفر إلى بطل".. هكذا كان العنوان الذي استخدمه كثيرون لوصف رحلة ساوثجيت من الصفر إلى أن أصبح كنزا وطنيا حيث يستعد الفريق لخوض مباراة صعبة غدا الأربعاء قد تضع فريقه في نهائي المونديال الروسي.
وأثار النجاح غير المتوقع للمنتخب الإنجليزي على أرض الملعب والطريقة الرائعة التي قاد بها ساوثجيت الفريق في البطولة مقارنة مع الانقسامات التي تسبب بها البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).
وذكرت صحيفة "ذا صن" ، أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي قارنت نفسها بساوثجيت في محاولة لتوحيد حكومتها المتصدعة بشأن خطط البريكست.
ونقلت الصحيفة عن تيريزا ماي قولها ، عن المنتخب الإنجليزي ، : "في بيئة أخرى ، لدينا مجموعة من الأشخاص الذين قال الجميع إنهم أفراد لا يرغبون في اللعب معا كفريق واحد - ولكنهم اجتمعوا معا كفريق ويعملون أيضا بشكل جيد".
وقبل عامين فقط ، تلقى المنتخب الإنجليزي لطمة قوية وسقط أمام المنتخب الأيسلندي في الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا وذلك بعد أيام قليلة من صدمة الاستفتاء الذي اختار فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأثار هذا بعض الدعابات والمزح عن قدرة إنجلترا على الخروج الأوروبي مرتين في غضون أسبوع واحد.
وبعدها ، تولى ساوثجيت مسؤولية تدريب الفريق وسط كم هائل من الشكوك بشأن مستقبل الفريق نظرا لعدم خبرته علما بأنه تولى تدريب الفريق خلفا للمدرب سام ألارديس الذي قضى مع الفريق فترة قصيرة للغاية.
وأحدث ساوثجيت ثورة هادئة في صفوف الفريق. وبزغ نموذج جديد لتخفيف الضغوط.
وذكرت صحيفة "ذي نيو ستيتسمان" السياسية الأسبوعية : " بعد مرارة وانقسامات استفتاء البريكست ، أظهر ساوثجيت ، من خلال وقاره وتواضعه ، وجها مختلفا إلى العالم : وجه قد نطلق عليه بدايات إنجليزية جديدة تقدمية".
كما أصبح ساوثجيت حاضرا بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي حيث نال الكثير من الإشادة لدى مستخدمي هذه الوسائل.
وعلى أرض الملعب ، قطع المنتخب الإنجليزي بقيادة ساوثجيت شوطا كبيرا وطريقا طويلا للتخلص من الأشباح التي طاردت الفريق في الماضي وذلك من خلال الفوز بركلات الترجيح في كأس العالم للمرة الأولى بعد العديد من الهزائم المؤلمة.
وتخلص ساوثجيت نفسه من صدمة ركلات الترجيح التي حاصرته منذ سنوات حيث سبق لحارس المرمى الألماني أندرياس كوبكه التصدي لركلة الترجيح التي سددها ساوثجيت في مباراة المنتخبين بالمربع الذهبي ليورو 1996 .
وساعدت الدروس التي تعلمها ساوثجيت من هذه المواجهة السابقة مع المنتخب الألماني المنتخب الإنجليزي على اجتياز العقبة الكولومبية في دور الستة عشر بالمونديال الحالي.
مع كل خطوة، من اختيار الفريق ، إلى اختيار الخطط والطريقة التي يتعامل بها مع وسائل الإعلام ، أظهر ساوثجيت هدوءا وقرارات عقلانية. وبدا أن اللاعبين الجيدين من الممكن أن يصبحوا مدربين ناجحين.
وأظهر ساوثجيت أن هناك العديد من أساليب القيادة.
وينتظر أن يواصل ساوثجيت العمل بنفس أسلوبه والذي قد يقود الفريق إلى المباراة النهائية على استاد "لوجنيكي" والمقررة يوم الأحد المقبل إذا تغلب على نظيره الكرواتي غدا الأربعاء.