الدكتور محمد فضل الله يكتب: المنصة العالمية لمستقبل كرة القدم

احاديث كثيرة فى الآونة الاخيرة حول مقتضيات الاستثمار الرياضى بصفة عامة، والاستثمار فى كرة القدم بصفة خاصة .

وانا فى هذا المقال أود أن أشير إلى مجموعة من النقاط فى غاية الأهمية، و التى تعتمد بصورة كبيره على كيفية قرائتنا لمستقبل الرياضية ومستقبل كرة القدم باعتبارها رياضة ذات جماهيرية كبيره وباعتبارها رياضة تمثل عائدا اقتصاديا كبيرا للدول .

فالتخطيط للمستقبل الرياضى وكرة القدم اصبح لا يعتمد على الطرق التقليدية كمصطلحات طويل الأجل وقصير الأجل. وما كان يعرف فى الماضى منذ عشرين وثلاثين عاما ،بل الأمر اصبح يعتمد على العديد من الفلسفات التى ترسم هوية المستقبل. كرة القدم والرياضة فى العالم أصبحت تدار من خلال المنصات الابتكارية التى تحدد من خلالها المؤشرات الوطنية للدول نحو الرياضة فى ظل الإطار العام التى تستهدفه تلك الدول .

والممكنات التى تعمل على تحقيق ذلك التقدم وتحدد المستقبل وخاصة فيما يتعلق برأس المال البشرى والحوكمة الرياضية .والمشروعات التى تدخل على الرؤية نحو المستقبل لزيادة القدرات التشغيلية. فالامر ليس عشوائيا ولكن العالم اصبح عالما مختلفا اختلافا كبيرا عما يراه البعض .

فالاستثمار فى كرة القدم اصبح حجر الزاوية الكبرى التى تدفع الكبير من المستثمرين للالتحاق به .الأمر الذى دفع الدول المتقدمة فى صناعة كرة القدم او التى تنشد التقدم فى تلك الرياضة إلى تأسيس منصات عالمية تستهدف من خلالها جلب رؤوس الأموال التى تستثمر فى كرة القدم .مما يجعل الأمر أكثر تنظيما .

والسؤال الهام لماذا الاستثمار فى كرة القدم ؟ نظرا لانه قطاع مأمون المخاطر بنسبة كبيرة لما يملكة ذلك القطاع من مصادر كبيره للدخل ومتنوعه .مثل بيع اللاعبين .تذاكر المباريات .حقوق البث والنقل التلفزيونى. عوائد حقوق الرعاية والإعلانات. واخيرا النقل الرقمى الافتراضى لمباريات كرة القدم .

الأمر الآخر ارتباط اسم المستثمر او المعلن بشريحه عريضه من الجماهير الأمر الذى يمثل سرعة بالغة فى اقتران اسم المستثمر بتلك الجماهير مما يحمل معه رواجا كبيرا للمنتجات التى يملكها او التى يريد أن يسوقها. تلك الجوانب تمثل دوافع كبيرة لاى مستثمر ان يضخ أموالا فى قطاع كرة القدم .وهذا ما استقبلته أوروبا بصدر رحب مما جعل دورياتها من اقوى واغنى دوريات كرة القدم فى العالم مما أدى أيضا إلى زيادة المقومات الاقتصادية لتلك الدول .

و هنا أيضا أحب أن أشير ان السعى نحو جلب رؤوس أموال للاستثمار الرياضى والاستثمار فى كرة القدم يعد بالغ الأهمية ولكن يجب أن يكون ذلك التوجه محاطا بضوابط وأحكام تحكم سلوكه وفلسفته وادائه. فى أوروبا القارة العجوز طبقوا قواعد اللاعب المالى النظيف التى تضبط سقوف اسعار اللاعبين وتدفع الأندية إلى تحقيق مكاسب وليس خسائر.

طبقوا نظم الاحتراف وقواعد منح التراخيص للأندية المحترفة .اسسوا روابط الأندية المحترفة فى كرة القدم واصبغوها بالاستقلالية المالية والإدارية محددين من خلال علاقات قانونية قوية طبيعة عملها ودورها مع الاتحاد الوطنى لكرة القدم .

.ادخلوا نظما عديدة لتحديد العلاقة بين المستثمر وقطاع كرة القدم .كل تلك الأمور تدار من خلال المنصات العالمية التى تتضمن ورش عمل ابتكاريه لمن هم بالفعل قادرين على الابتكار .لمن هم بالفعل قادرين على قراءة المستقبل. لمن هم بالفعل يمتلكون مقومات التخطيط المستقبلى وفقا للمواكبة العالمية المستحدثه.