أقر الإسبانى روبرتو مارتينيز، مدرب منتخب بلجيكا ، بأنه لا يملك أسرارا لإيقاف سعى البرازيل لتعزيز رقمها القياسى باحراز لقب كأس العالم لكرة القدم للمرة السادسة فى تاريخها، وذلك عندما يلتقى المنتخبان غدا الجمعة فى الدور ربع النهائى لمنافسات كأس العالم.
"مباراة واحدة بمواهب كثيرة" هو عنوان لقاء الجمعة على ملعب كازان أرينا، أبرز مواعيد الدور ربع النهائى للمونديال الروسى يجمع بين "جيل ذهبى" بلجيكي يضم مفاتيح لعب، مثل كيفن دى بروين وادين هازارد وروميليو لوكاكو، فى مواجهة نجوم برازيليين يتقدمهم نيمار وفيليب كوتينيو وويليان.
وكانت آخر مباراة بين البرازيل ضد بلجيكا فى كأس العالم انتهت بفوز السليساو بهدفين دون رد حملا توقيع رونالدو وريفالدو فى مونديال 2002، وهو آخر كأس عالم توج به الفريق الأصفر ليعزز رقمه القياسى فى التتويج باللقب لـ5 مرات.
وقال مارتينيز لصحف بلجيكية بعد التأهل الى ربع النهائى بفوز فى الوقت القاتل على اليابان 3-2، إن لقاء البرازيل "مباراة حلم بالنسبة للاعبينا".
وأضاف "لن يكون ثمة العديد من الأسرار فى المباراة، علينا أن ندافع كما يجب ومن ثم معاقبتهم عندما تكون الكرة بحوزتنا الأمر بهذه البساطة، وهذا الفريق جاهز لذلك".
هذا الفريق الذى يبلغ الدور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه والثانية تواليا، يسعى لتعويض خروجه في النسخة الأخيرة من ربع النهائى على يد الأرجنتين (صفر-1)، والذهاب نحو التفوق على أفضل نتيجة له في المونديال، وهي الحلول رابعا في مونديال 1986.
على الورق، تكفل المواهب الموجودة في المنتخب البلجيكي له القدرة على التغلب على أي منتخب في كأس العالم. تصدر مجموعته السابعة بالعلامة الكاملة بعد ثلاث انتصارات على بنما (3-صفر) وتونس (5-2) وانكلترا (1-صفر) في مباراة خاضها المنتخبان بتشكيلة رديفة الى حد كبير.
الا ان مرحلة ما بعد ثمن النهائي ستكون أصعب من الفوز الشاق على اليابان، والذي تحقق بعد تقدم المنتخب الآسيوي بهدفين نظيفين. احتاجت بلجيكا الى ثلاثية متتالية من الأهداف، سجل اثنين منها البديلان مروان فلايني وناصر الشاذلي (الأخير في الثواني الأخيرة للوقت بدل الضائع).
فى حال عبر البلجيكيون المحطة البرازيلية سيكونوا فى نصف النهائى أمام مواجهة أخرى صعبة، بين أحد منتخبين هما فرنسا وأوروجواى.
أصبحت بلجيكا أول منتخب منذ 1970 يقلب تخلفه بفارق هدفين في الأدوار الاقصائية إلى فوز، بلغت صاحبة المركز الثالث فى تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ربع النهائي في البرازيل 2014، إلا ان المرة الأخيرة التي تخطت فيها هذا الدور تعود إلى المكسيك 1986 عندما قادها "الأمير الصغير" فرانك فيركوتيرن إلى نصف النهائى قبل أن ينهى الأسطورة الأرجنتينية مشوارها بهدفين فى طريقه إلى اللقب.
وقال فيركوتيرن قبل البطولة، إن مونديال روسيا "يمثل ربما واحدة من الفرص الاخيرة لهذا الجيل من اللاعبين للارتقاء إلى مستوى التوقعات، لان العديد منهم لن يكونوا مع المنتخب في مونديال 2022".
الأهم بالنسبة الى مارتينيز في مباراة اليابان، كان ان المنتخب البلجيكي اظهر قوة "شخصيته" وقدرته على العودة ذهنيا قبل العودة بالنتيجة، وهو سلاح يعول عليه بشكل كبير في المواجهة ضد نيمار وزملائه.
إلا أن العديد من المراقبين لا يزالون يعتقدون أن المنتخب البلجيكي لم يقدم بعد المستوى الذى يمكن لتشكيلته أن توفره. مساره في الدور الأول كان سهلا نسبيا نظرا لوجود منتخبين لم يرشحهما أحد لخلق مفاجأة (بنما وتونس)، ومنتخب انجليزي خاض المباراة الأخيرة - مثله مثل بلجيكا - بتشكيلة رديفة بعدما كان الاثنان قد ضمنا التأهل الى الدور ثمن النهائي.
شكل المنتخب الياباني تحديا صعبا لبلجيكا التي خاضت مسار شاقا للعبور. أمام المنتخب البرازيلي ذي الأداء المتصاعد منذ مباراته الأولى، لا مجال للخطأ.
تصدر البرازيليون المجموعة الخامسة بتعادل مع سويسرا (1-1) وفوز على كوستاريكا وعلى صربيا بالنتيجة نفسها (2-صفر). تكررت النتيجة على حساب المكسيك أيضا في ثمن النهائي (2-صفر).
البرازيل تتحسن. حتى نيمار الذي يلاقي انتقادات متواصلة على خلفية سقوطه المتكرر على أرض الملعب وتصنع الاصابة، يحسن مستواه مباراة بعد أخرى، ويبدو انه وضع خلفه بشكل كامل آثار الاصابة التي أبعدته لثلاثة أشهر قبل المونديال. في ثمن النهائي، سجل هدفه الثاني في روسيا، وصنع الهدف الثاني لروبرتو فيرمينو.
في المباراة المقبلة، يتوقع ان تكون البرازيل أفضل. قال مدافعها تياجو سيلفا بعد ثمن النهائي "نحن نتحسن، وهذا واضح. كانت مباراة معقدة ضد فريق خطير، لكننا كنا صلبين في الدفاع".
لم يغب السيليساو، بطل العالم خمس مرات، عن ربع النهائي منذ عام 1994. في 2002، أحرز لقبه الأخير بعد مسار شمل التخلص من المنتخب البلجيكي في الدور ثمن النهائي بهدفين لريفالدو ورونالدو.
تشكيلة المدرب تيتي توفر مزيجا نادرا بالنسبة الى البرازيل في مختلف الخطوط: حارس مرمى جيد هو أليسون، خط دفاع صلب يقوده تياجو سيلفا وميراندا، خط وسط متحكم بقيادة كاسيميرو (الغائب غدا بسبب الايقاف) وباولينيو، وخط مقدمة يضم نيمار وكوتينيو وويليان.
مباراة الغد ستكون مرتقبة ليس فقط بسبب المواهب التي تزخر بها كل تشكيلة، بل أيضا لان المنتخبين قدما أسلوب لعب مختلفا في المباريات الخمس التي خاضاها حتى الآن: بلجيكا تتمتع بأفضل هجوم في المونديال حتى الآن مع 12 هدفا (أربعة منها لرومليو لوكاكو) ومرماها تلقى أربعة أهداف. البرازيل، وباستثناء الهدف في المباراة الأولى ضد سويسرا (في الدقيقة 50)، حافظت على نظافة شباكها طوال 310 دقائق.
الصلابة الدفاعية هي أمر لم تعتد عليه البرازيل بشكل كبير في كأس العالم. الأكيد ان بلجيكا ستكون في حاجة لاجتراح حل لكسرها، في حال أرادت تحقيق فوزها الخامس تواليا في كأس العالم، وهو رقم قياسي للبلاد.