ربما يخوض كيفن دي بروين، صانع لعب بلجيكا، كأس العالم الحالية بشكل هادئ، مثلما يقول النقاد والمحللون، لكن السبب في ذلك يرجع إلى التوقعات العالية بشأنه.
وأبرز لقطات دي بروين في البطولة حتى الآن تمريرة بخارج قدمه وضعت روميلو لوكاكو أمام المرمى ليسجل الهدف الثاني لبلجيكا في مرمى بنما، في أولى مباريات الفريقين بالدور الأول.
ثم تمريرة من لاعب الوسط البالغ عمره 27 عاما في وسط الملعب إلى إيدين هازارد منحت القائد فرصة تسجيل الهدف الرابع في المباراة الثانية أمام تونس.
وفي دور الستة عشر أمام اليابان ركض دي بروين نحو 60 مترا من منطقة جزاء بلجيكا ليمرر لمونييه الذي صنع هدف الفوز القاتل لناصر الشاذلي، ليقود انتفاضة مميزة للشياطين الحمر ضربت موعدا مع البرازيل في دور الثمانية غدا الجمعة.
أضف إلى ذلك رباطة جأشه تحت الضغط وكذلك تأثيره على العديد من المواهب المميزة التي تضمها تشكيلة بلاده التي تخوض بطولة سيفخر بها العديد من اللاعبين.
وحتى تكون منصفا في النقد فان ما ينقص مايسترو خط الوسط في نسخة روسيا هو الدور الهجومي في الثلث الأخير من الملعب مثلما فعل بنجاح مع ناديه مانشستر سيتي.
وصنع دي بروين، القلب النابض في تشكيلة المدرب بيب جوارديولا، تقريبا ربع أهداف سيتي وعددها 106 خلال مشوار الفوز بلقب الدوري الممتاز الموسم المنصرم.
وفي روسيا دفع به المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز في وسط الملعب إلى جوار أكسل فيتسل مع القيام بدور أكثر عمقا سلبه حرية الحركة والمشاركة في الهجوم.
ومع كل الاحترام لكل من بنما وتونس واليابان، تدرك بلجيكا أنها بحاجة لمزيد من الابداع الهجومي إذا ما أرادت اختراق أحد أقوى الدفاعات في البطولة غدا الجمعة.
ومع تأخر بلجيكا بهدفين أمام اليابان دفع مارتينيز بالشاذلي ومروان فيلايني وانضم الأخير إلى جوار فيتسل ما منح دي بروين حرية الحركة دون القيام بأي أدوار دفاعية.
وبعد ذلك بنحو 25 دقيقة نجحت بلجيكا في تحقيق أفضل عودة للمباراة في أدوار خروج المغلوب في تاريخ كأس العالم منذ ما يقرب من نصف قرن.
وكانت آخر انتفاضة وعودة للمباراة ما فعلته ألمانيا الغربية عندما حولت تأخرها إلى انتصار 3-2 على إنجلترا في دور الثمانية عام 1970.
لكن مارتينيز يدرك جيدا أن فريقه لا يمكنه أن يكرر ذلك ويمنح أفضلية التقديم لبطل العالم خمس مرات عندما يلتقي الفريقان غدا.
ويجب على المدرب الإسباني أن يبدأ المباراة بالتشكيلة الصحيحة وهذا ربما يعني تحرير دي بروين ومنحه حرية الحركة في الهجوم.