بوجبا المهرج وصاحب النفوذ القوي في المنتخب الفرنسي

ولا يعاني لاعب الوسط الفرنسي صاحب الشخصية المميزة من أي مشكلات بدنية وسيخوض مع منتخب بلاده مباراته في دور الثمانية للمونديال أمام أوروجواي غدا الجمعة، ولكن ورغم ذلك ورغم عدم وجود ما يثير الانتباه فهو بسبب غرابة أطواره يجتذب أنظار المتابعين ووسائل الإعلام بشكل كبير، كما هو الحال مع ايدنسون كافاني نجم أوروجواي المصاب والمحتمل غيابه عن موقعة الغد.

وعندما تلقى ديدييه ديشان، المدير الفني الوطني للمنتخب الفرنسي، قميصا يحمل رقم 80، وهو يمثل عدد المباريات التي قاد خلالها بلاده، خلال عشاء المنتخب الفرنسي في معسكره بروسيا، كان جميع لاعبي الفريق ينظرون إلى هذا الحدث في صمت وبابتسامة تعلو وجوههم، عدا بوجبا الذي أطلق صافرة بفمه من مكانه بأحد أركان القاعة كما لو كان طفلا صغيرا في المدرسة.

ودأب اللاعب الفرنسي25/ عاما/ على مداعبة متابعيه بما يسمى "يوميات بوجبا"، والتي يسرد من خلالها مواقف مجنونة في حياته.

وانتقل بوجبا قبل عامين من صفوف يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 105 مليون يورو (122 مليون دولار).

ولكن ورغم كل هذه الأمور الغريبة التي يقوم بها، يحظى بوجبا في فرنسا بقيمة أكبر مما هو ظاهر للعيان.

وقال اللاعب الفرنسي بليز ماتويدي، الذي سيغيب عن دور الثمانية للمونديال بسبب الإيقاف، متحدثا عن بوجبا: "لقد أثبت أنه يمكنه أيضا أن يكون القائد الأكبر لفريقنا".

وبالفعل يتمتع بوجبا، الذي يلعب غدا مباراته الدولية رقم 58، بنفوذ خاص داخل المنتخب الفرنسي.

وهذا يتضمن أيضا سلطته المطلقة في ممارسة هوايته في إطلاق النوادر والمواقف المازحة، حتى إن ديشان المولع بالانضباط والنظام، يترك له مساحة ليست بالقليلة للقيام بما يروق له في هذا الصدد، ولكن ضمن حدود معروفة بالطبع، ففي فرنسا لا يوجد مكان للفضائح والتفكك.

وقال ديشان، مدرب المنتخب الفرنسي منذ العام 2012، أن جميع لاعبي فريقه لا يزالون في طور التعلم، وذلك رغم وجود لاعبين من طراز النجوم الكبار في الكرة العالمية مثل أنطوان جريزمان وكيليان مبابي وبوجبا، ولكن قصد المدرب الفرنسي توجيه رسالة لكل من هم بغرفة خلع الملابس مفادها أنه هو من يحكم ويقرر.

وبعث ديشان برسالة أخرى مباشرة لبوجبا قبل المونديال، وهي: "إنه قادر على كل شيء ولكنه غير قادر على فعل كل شيء".

وواجه ديشان الفعل الفاضح الذي قام به بوجبا في بطولة أمم اوروبا 2016 والذي ظهر بشكل طاغي في جميع وسائل الإعلام، بحزم شديد ولم يسمح له بعدها بالظهور في المؤتمرات الصحفية.