يبدو أن الكرة المصرية مقبلة علي مرحلة صعبة بعد الشكل الذي شاهدناه في مونديال روسيا و الخروج المهين للمنتخب الوطني الأول محققًا صفرًا جديدًا في كأس العالم .
و فوق هذا الأجواء التي تسبق الموسم الجديد لدوري كرة القدم ، و لعل أول من يوجه هذا التحدي هو النادي الأهلي الذي يستعد بقوة للموسم المقبل في صمت شديد و بآمال و طموحات كبيرة لتحقيق أحلام جماهيره بالحفاظ علي بطولة الدوري المفضلة لديه و التي حصد فيها النجمة الرابعة و هو رقم قياسي لا يصل إلي نصفه أي ناد أخر في مصر و حصد باقي البطولات و خصوصا دوري أبطال أفريقيا.
الأهلي فريق يضرب بجذوره في أعماق التاريخ منذ عام 1907 فريق له أصول و أعمدة ثابته و أرض صلبة يقف عليها،و هو السند للكرة المصرية و شاهدنا عندما تفوق ، تعود الكرة الجميلة لمنتخب مصر، و من الصعب أن تهزه مثل هذه الأحداث الجارية ، فالفرق الكبيرة لديها رصيد قوي يحميها من العواصف و الرياح و المؤمرات و أكبر ضمانه للأهلي هو جمهوره العريق الذي ينتشر بالملايين في طول مصر و عرضها بل و خارج مصر أيضًا "، انطلاقًا من المقولة المعروفة " جمهوره ده حماه".
فالأهلي خلفه جمهور عريق بالملايين و أعضاء بمئات الألوف، و فوق هذا إدارة قوية بقيادة محمود الخطيب، أسطورة الأهلي، هذا الرجل الذي رغم اعتزاله الكرة من سنوات طويلة إلا أنه مازال له حب خاص و عشق من نوع مختلف من جمهور الأهلي و عشاقه في كل مكان، و كانت عملية تتويج الخطيب بالجلوس علي عرش الأهلي أكبر تأكيد علي قيمة هذا النجم في قلوب عشاق الأهلي رغم الحرب الضارية و الحملة الإعلامية البشعة التي تعرض لها خلال العملية الانتخابية، و خلالها لم يتخل الأهلي و عشاقه و أعضائه عن نجمهم الكبير و المحبوب و المفضل، و انتصر علي رأس المال الذي تكتل ضده، و بدأ الخطيب مسيرة العمل كرئيس للأهلي لكنه تعرض و مازال يتعرض لحرب من نوع خاص بعدما هزم تكتل رأس المال ضده، و الآن يواجه حربًا في العلن و الخفاء لتقليل ثقة جمهوره به و نزع ما ناله من حب و تقدير.
لكن دائما أعضاء الأهلي و عشاقه في كل مكان من النوع الفاهم الذي يدرك دائما الحروب المؤامرات التي يمكن أن تحاك و تدبر بليل لنجومهم و رجالهم، لهذا فهم جميعا مطالبون الآن بالوقوف بقوة خلف هذا النجم الكبير نظيف اليد، و حسن السمعة و السيرة، فتاريخه دائما ناصع البياض، فلم يستغل ناديه و لا اسمه و لا شهرته و لا نجوميته لتحقيق مكاسب شخصية، فهو دائما عند حسن ظن عشاقه و طيلة تاريخه لم يقع في خطأ مثل عشرات الرياضيين .
الأهلي مؤسسة لها عراقتها ، و الخطيب رمز و قيمة كبيرة و هناك من يحاول أن يهدم كل ما هو جميل و ناصع البياض في هذا البلد ، لكن هذا الفريق الحاقد علي شخص بحجم و قيمة الخطيب و علي مؤسسة كبيرة بحجم و قيمة الأهلي لن يجني إلا الفشل و المسألة مسألة وقت لا أكثر، و سيظهر كل شيء علي وضعه الحقيقي، و سيحرز بيبو أروع أهدافه في شباك منافسيه أو خصومه الآن، ليبقي الحق تجسيدا لقوله تعالي في الأية 17 من سورة الرعد"
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" ..
المعركة القادمة معركة الأهلي و الأهلوية .