رغم الانتقادات التي لاحقت المدافع الكولومبي ياري مينا، الذي اتهمه الكثيرون بعدم قدرته على الانسجام مع فريقه برشلونة الإسباني، المنضم لصفوفه منذ ستة أشهر، إلا أنه لعب دوراً مهماً في تأهل منتخب بلاده لدور الستة عشر ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في روسيا.
وارتدى مينا ثوب الإجادة في مباراة كولومبيا مع السنغال في الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الثامنة في مرحلة المجموعات بالمونديال، بعدما أحرز هدف المنتخب اللاتيني الوحيد، ليقوده للفوز 1-0 ويمنحه صدارة المجموعة برصيد ست نقاط.
وبهذا الهدف، رفع مينا رصيده التهديفي في النسخة الحالية للبطولة إلى هدفين، ليتصدر ترتيب هدافي المنتخب الكولومبي في المسابقة حتى الآن، ويتفوق بفارق هدف على الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، زميله في الفريق الكاتالوني، الذي تأهل أيضاً لدور الستة عشر في المونديال.
وصرح مينا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة كولومبيا والسنغال الخميس: "نفذنا خطة المدرب بشكل جيد للغاية.. كنا نعلم أن السنغاليين سيهاجمون ويحاولون الفوز بالمباراة، لكننا شعرنا بالأسف لإصابة خاميس رودريغيز مما تسبب في عدم إكماله اللقاء مبكراً، لكننا سعداء بالمضي قدماً والتأهل للأدوار الإقصائية".
وكان مينا انضم لبرشلونة منذ ستة أشهر قادماً من بالميراس البرازيلي مقابل 8ر11 مليون يورو (14 مليون دولار).
واتخذ اللاعب الكولومبي (23 عاماً) أولى خطواته على أرض ملعب (كامب نو) معقل برشلونة، وهو حافي القدمين، أثناء تقديمه بشكل غير تقليدي لوسائل الإعلام، مكرراً ما قام به عندما انضم لبالميراس، مستشهداً بمعتقداته الدينية وبالكتاب المقدس الذي يشير إلى أن الأرض التي تتقدم أولاً بأقدام عارية بإمكانها أن تترسخ كما ينبغي.
ومازال هناك متسعاً من الوقت لكي يستفيد من هذه القناعة، لكن انطلاقته مع الفريق الإسباني لم تكن على النحو المأمول.
وأحرز مينا باكورة أهدافه مع برشلونة ببطولة كأس السوبر الكاتالوني، لكنه عانى كثيراً من أجل الانسجام مع أداء الفريق، الأمر الذي تسبب في مطالبة البعض بإعارته لأحد الأندية الأخرى.
وأطلق بعض النقاد اسم "توم وييري" على اللاعب الكولومبي وزميله البلجيكي في برشلونة توماس فيرمايلين، في إشارة إلى سلسلة أفلام "توم وجيري"، بسبب ظهورهما بشكل متواضع مع الفريق.
في المقابل، يرى الآخرون أن من حق مينا الحصول على فرصة اللعب لموسم كامل لإثبات ذاته مع برشلونة.
ومازال مستقبل اللاعب غامضاً مع برشلونة، لكن المستويات التي قدمها مع منتخب كولومبيا في المونديال سوف تعزز بالتأكيد حظوظه في البقاء مع الفريق.