محمد لطفي خضر يكتب : خسرنا قبل الذهاب إلي روسيا

الجمعة 29/يونيو/2018 - 08:47 م
كتب: محمد لطفي خضر
محمد لطفي خضر
محمد لطفي خضر

تابعت الجماهير المصرية بمنتهى الغضب والضيق الشديدين، المستوى الهزيل والنتائج المخيبة للآمال لمنتخب مصر  الأول لكرة القدم فى بطولة كأس العالم والمقامة حالياً بروسيا .

 

وخرج  منتخب الفراعنة من المونديال خالى الوفاض بثلاثة هزائم من اوروجواي بهدف ومن روسيا بثلاثة اهداف مقابل هدف ومن السعودية بهدفين مقابل هدف

 

ومن وجهة نظري أن منتخب مصر خسر قبل أن يذهب إلى كأس العالم وذلك للأسباب الآتية :-

 

1-  خسر المنتخب عندما تعاقد مع مدير فنى أجنبي براتب يقترب من 30 مليون جنيه مصري فى العام رغم أن المنتخب المصري حقق أعظم إنجازاته على المستوى الإفريقي والعالمى على أيدى مدربين وطنيين مثل العظيم الراحل محمود الجوهرى بالوصول لكأس العالم 1990 وتحقيق نتائج جيده جداً بالتعادل مع المنتخب الهولندى الرهيب إيجابياً بهدف لكلا منهما بعد أداء قوى وإضاعة أربعة فرص محققه للتهديف رغم أن التوقعات قبل المباراه كانت تصب لصالح هولندا بنتيجة تفوق عشرة أهداف . ثم تعادل مع منتخب أيرلندا العنيد سلبياً ثم أخيراً خسر بهدف نظيف أمام منتخب إنجلترا وخرج من البطولة بنقطتان وكسب إحترام الجميع . ثم فاز ببطولة الأمم الإفريقية 1998 ببوركينافاسو . ثم الإنجاز الكبير الآخر على يد الكابتن حسن شحاته بالفوز ب3 بطولات إفريقية متتالية أعوام 2006-2008-2010 فى إنجاز غير مسبوق لأي منتخب إفريقي ثم الأداء الراقي والعالمي في بطولة القارات 2009 بجوهانسبرج والفوز على منتخب إيطاليا بهدف نظيف لنجم الدراويش محمد حمص . والأداء الراقي الهجومي أمام منتخب البرازيل والهزيمة فى الدقيقة الأخيرة 4-3 بعد أن كان منتخب مصر متأخر بنتيجة 1-3 واستطاع التعادل فى 52 ثانية فقط 3-3 فى رقم قياسي لم يتحقق فى منتخب البرازيل فى أي بطولة رسمية وكان قريب من الفوز وتألق النجوم أبوتريكه وزيدان ومحمد شوقي وأحمد عيد عبد الملك وطوال مشوار المنتخب قدم كره هجوميه رائعة ولم يخشى أحداً وهزم الكاميرون وكوت ديفوار والجزائر بالأربعة فى قمة مستوى هذه المنتخبات . عكس فترة كوبر التى كانت مليئة بالأداء الدفاعي العقيم وندرة الأهداف فهل من المعقول أن يذهب منتخب لكأس العالم بمهاجم وحيد وعائد من إصابة الرباط الصليبي . كوبر الذي قام بتمثيل إعلان " الفته " الشهير فكان أدائه ماسخ طوال فترة تدريبه للمنتخب لا طعم ولا رائحة . ولولا النجم محمد صلاح بأهدافه الخمسه ماصعدت مصر لكأس العالم . وأحب أن أوضح نقطه هامه جداً وهى أن جميع المنتخبات التى صعدت للدور ال16 فى بطولة كأس العالم الحالية تعتمد على المدرب المحلي الوطني بإستثناء منتخبي كولومبيا وبلجيكا فقط .

 

2- خسر المنتخب عندما اهتم اتحاد المصالح " الكرة سابقاً " بالبيزنس وجنى الأموال بكل شكل واهتم اعضاؤه بالشو الإعلامي واستغلال مناصبهم أسوأ استغلال . فهذا مجدى عبد الغنى يقدم بالاشتراك مع ممثل سينمائي برنامج مقالب سخيف ويستضيف لاعبين من المنتخب للاشتراك فى هذه التمثيلية السمجه ويسافر إلى روسيا مقابل ملايين الجنيهات لعضو اتحاد الكرة واللاعبين . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى إشتراك اللاعبين فى الكثير من الإعلانات حتى قبل السفر إلى روسيا للاشتراك فى البطولة مباشرة . وفشل اتحاد الكرة فى تحقيق أي بطولة من بطولات منتخبات الناشئين وعدم التأهل لكأس العالم فى هذه المراحل العمرية .

 

3- خسر المنتخب عندما اعتمد على أشباه محترفين اتسموا بالدلع والإستهتارلا يُشاركون مع أنديتهم ويتسم أدائهم بالتواضع الشديد ولا يملكون الروح القتالية ولا الأداء الرجولي فقط يهتمون بالدولارات ولا شئ غير ذلك . شاهدنا مستوى عبد الله السعيد ورمضان صبحي والننى وسام مرسي وعلى جبر المتواضع جداً. لا يوجد فى مصر محترف حقيقي بكل ماتحمله كلمة الإحتراف من معنى سوى النجم العالمي محمد صلاح بأدائه الرجولي وإخلاصه وتفانيه داخل الملعب وإلتزامه الشديد داخل وخارج الملعب . أما داخل مصر فقد ترك كوبر للأسف الشديد احمد جمعه مهاجم المصري وصلاح محسن مهاجم الأهلى ومحمد حمدى الظهير الأيسر وعمرو السولية وحارس المرمي محمد عواد والنجم الكبير حسام غالى وترك النجم حسين الشحات أفضل لاعب فى الدورى الإماراتى وعمرو مرعي مهاجم النجم الساحلي التونسي.

 

4- خسر المنتخب عندما ظن أن هناك أمور أخرى سيتحقق معها المكسب غير الإنضباط والإلتزام والجدية والقتال داخل الملعب .  فى الماضي القريب كانت هناك " كتيبة الجوهري " في إشارة إلى مجموعه من المقاتلين فى الملعب. وكان هناك " منتخب الساجدين " بقيادة حسن شحاته فى إشارة إلى الإلتزام داخل وخارج الملعب .

 

خسر المنتخب الآن وسيخسر فى المستقبل بالتأكيد إذا استمر على هذا المنهج فى إدارة كرة القدم المصرية ولا عزاء للمواطن المصري البسيط الذي يجد متعته  فى مشاهدة كرة القدم وتشجيع منتخب بلاده ويخسر أمواله وصحته فى سبيل ذلك ويستمتع فقط بالفوز مهما انفق من أموال ويحزن من كل قلبه لخسارته عكس المسئولين عن كرة القدم فى مصر الذين يضحكون بمنتهى التبلد عقب انتهاء المباريات .

 

خالص العزاء لأسرة الكابتن عبد الرحيم محمد مدرب ولاعب نادى الزمالك السابق والذي توفى نتيجة أزمة قلبية عقب الهدف الثانى لمنتخب السعوديه فى مرمى مصر.