للمرة الثانية في غضون 3 أيام، شهدت المدرجات في بطولة كأس العالم، صافرات استهجان الجماهير، بسبب اللعب السلبي في الجولة الأخيرة من مباريات دور المجموعات.
وأطلت المباراة بين المنتخبين الألماني والنمساوي، في مونديال 1982 برأسها، رغم الفارق بين ما حدث في هذه البطولة قبل 36 عاما، وما يحدث في البطولة الحالية.
واتسمت مباراة مونديال 1982 في إسبانيا، بالسمعة السيئة، حيث تسود القناعة بأن النتيجة بين الفريقين (1-0)، لصالح المنتخب الألماني جرى الاتفاق عليها بين الفريقين، قبل بداية المباراة، نظرا لأنها النتيجة التي تصعد بهما سويا إلى الدور الثاني على حساب المنتخب الجزائري المكافح.
ولكن الوضع يختلف في البطولة الحالية، حيث شهدت مباراتا فرنسا أمام الدنمارك في المجموعة الثالثة، تعادلا سلبيا، خدم مصلحة الفريقين، ولكن ربما كان هذا لعدم رغبة أي منهما في المجازفة، التي قد تكلفه الكثير.
وكانت المرة الثانية أمس الخميس، خلال المباراة بين منتخبي اليابان وبولندا، حيث لجأ المنتخب الياباني للعب السلبي مع اقتراب المباراة من نهايتها، وذلك خوفا من اهتزاز شباكه بمزيد من الأهداف أو حصول لاعبيه على مزيد من الإنذارات قد تطيح به خارج البطولة.
وقد يقع اللوم في مباراة الأمس، على قاعدة الاحتكام لقائمة اللعب النظيف، مع تساوي منتخبين أو أكثر في رصيد النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة، وكذلك التعادل في نتيجة المواجهة المباشرة.
ولم يتردد المدرب أكيرا نيشينو، المدير الفني للمنتخب الياباني، في إعطاء تعليمات إلى لاعبيه بعدم التقدم أو الاندفاع في الهجوم، رغم تأخر الفريق في المباراة أمام بولندا.
وجاءت تعليمات نيشينو للاعبيه، بعدما علم بتقدم المنتخب الكولومبي على نظيره السنغالي، في المباراة الأخرى بالمجموعة، على استاد مدينة سامارا.
واعترف نيشينو بأنه طالب فريقه بالبقاء في أماكنهم، وعدم الحصول على بطاقات صفراء، لعلمه بالتساوي مع المنتخب السنغالي في رصيد النقاط والتطابق بينهما في الأهداف وفارق الأهداف، مما يعني الاحتكام لقائمة اللعب النظيف من أجل فض الاشتباك بينهما على المركز الثاني في المجموعة خلف المنتخب الكولومبي.
ونظرا لإدراكه بقلة عدد البطاقات الصفراء التي نالها لاعبوه في البطولة مقابل نظيرتها لدى لاعبي المنتخب السنغالي، كان مهمًا لنيشينو، ألا يغامر وأن يحافظ على النتيجة كما هي، طالما أنها تعبر بفريقه إلى الدور الثاني برفقة المنتخب الكولومبي.
ولهذا، لم يسع المنتخب الياباني إلى شن أي هجوم باتجاه المرمى البولندي في نهاية المباراة، كما رفض الدخول في أي التحامات قوية أو حماسية مع لاعبي بولندا، قد تكلف الفريق كثيرا في حال الحصول على بطاقات صفراء.
وفي المقابل، لم يكن المنتخب البولندي بحاجة إلى الهجوم بحثا عن مزيد من الأهداف، لاسيما وأن الفريق ودع البطولة رسميا قبل هذه المباراة ولم يكن بحاجة إلى المجازفة بهذا الفوز المعنوي.
ورغم هذا ، كان قرار نيشينو باللعب السلبي، ينطوي على مجازفة كبيرة، لأن فرص المنتخب السنغالي كانت لا تزال قائمة وفي يد أسود التيرانجا، لأن الفريق كان قادرا على هز شباك المنتخب الكولومبي والعبور إلى الدور الثاني على حساب اليابان، وهو ما يجعل هذه المباراة مختلفة عن مباراة 1982 التي وصفت بلقب "فضيحة خيخون".
وقال نيشينو، بعد المباراة "كان الأمر صعبا للغاية. موقف خطير للغاية"، مشيرا إلى أن الحسم في هذه المجموعة، كان مرتبطا بنتيجة المباراتين سويا وليس مباراة واحدة فقط.
وأشار "قررت الاعتماد على نتيجة المباراة الأخرى. لم نكن سعداء بهذا الموقف. لم يكن قصدنا أو هدفنا بالفعل أن نظل متأخرين في المباراة".