بعد قدم نيمار، دموعه! كمسلسل أمريكي لاتيني طويل ومعقد، تبحث البرازيل الأربعاء عن تأكيد عبورها للدور ثمن النهائي لمونديال كرة القدم 2018، والحفاظ على سمعتها وجدارتها بإحراز لقبها السادس، عندما تلاقي صربيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هو أن هذا المنتخب البرازيلي هو هش معنوياً، كما كان عام 2014؟، وتصدرت صورة أغلى لاعب في العالم البرازيلي نيمار جاثياً على ركبتيه يذرف الدموع عقب الفوز الصعب على كوستاريكا في الجولة الثانية (2-0)، مختلف وسائل الاعلام، وذكرت بمشهد مماثل في التاريخ الحديث للـ"سيليساو": دموع المدافع تياغو سيلفا.
وأجهش الأخير في البكاء دون الأخذ في الاعتبار أنه حامل شارة القائد، واللاعب الذي يتطلع الجميع إليه، عندما حان موعد ركلات الترجيح ضد تشيلي في الدور ربع النهائي للنسخة الأخيرة.
ولم يشارك تياغو سيلفا في الركلات، وعبرت البرازيل، إلا أنها تلقت هزيمة مذلة على أرضها أمام ألمانيا في نصف النهائي بنتيجة 1-7، بغياب نيمار الذي أصيب في ربع النهائي.
وقبل مواجهة صربيا في موسكو، وجهت الانتقادات إلى نيمار لعدم تمكنه من السيطرة على مشاعره عقب الفوز على كوستاريكا، في مشهد اعتبر "مقلقاً" من قبل أكثر الصحف شعبية في البرزيل "أو غلوبو".
قالت الصحيفة: "من غير الطبيعي البكاء في المباراة الثانية من كأس العالم"، مضيفة: "صادقة كانت أم لا، دموع نيمار مقلقة.. كانت إما دليلاً على عدم استقرار مقلق، أو اعادة ظهور لنرجسية تمكن نيمار من السيطرة عليها خلال كامل المباراة تقريباً".
واعتبر آخرون أن الدموع كانت مقصودة للتأثير على الناس، بينما رأى البعض أن نيمار حاول "سرقة" الأضواء من زميله فيليبي كوتينيو، مسجل الهدف الأول ضد كوستاريكا في الوقت بدل الضائع، ومنقذ البرازيل للمرة الثانية تواليا بعدما كان سجل هدفها الوحيد ضد سويسرا (1-1).
وحاول نيمار، العائد منذ أسابيع بعد غياب مطول بسبب الإصابة، أن يخفف من وقع ما قام به في تغريدة عقب المباراة، قال فيها: "الجميع يعلم ما مررت به لأصل إلى هنا.. كانت هذه دموع فرح.. دموع قوة".
زالت آثار الدموع عن خدي نيمار، واستعاد لاعب باريس سان جرمان الفرنسي ابتسامته في الحصة التدريبية بمعسكر البرازيل في سوتشي، ينتظر منه ملايين البرازيليين أن يتصرف غداً الأربعاء كقائد حقيقي في الميدان لـ"السيليساو"، وهو دور يبدو أن من يشغله حالياً بجدارة كاملة هو كوتينيو.
وتتصدر البرازيل حالياً المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط، وتدخل مواجهة صربيا (3 نقاط) في موقف قوة لإدراكها ان التعادل سيكون كافياً للتأهل.
لكن المهمة لن تكون سهلة أمام صربيا، التي لا تملك سوى الفوز لضمان بطاقتها إلى الدور الثاني، لأن التعادل لن يكفيها على الأرجح، والمنافس الجدي الآخر في المجموعة هو سويسرا شريكة البرازيل في نقاط الصدارة، والتي ستلعب مباراة سهلة نسبيا مع كوستاريكا الأخيرة التي خرجت من السباق.
والموعد الذي بدأ متابعو المونديال يهمسون به حالياً هو مواجهة ثأرية بين البرازيل وألمانيا بطلة العالم في ثمن النهائي، نظراً لأن المانشافت يعاني أيضاً في المجموعة السادسة، بعد خسارة أولى أمام المكسيك 0-1، وفوز بشق النفس على السويد 2-1.
ولم يضمن أي من المنتخبين الكبيرين حتى الآن صدارة مجموعته، وفي حال تصدر أحدهما وإنهاء الثاني مجموعته في مركز الوصافة، فالمواجهة بينهما في ثمن النهائي واقعة.
وسيعرف البرازيليون مركز الألمان قبل مواجهة صربيا، كون أبطال العالم يلعبون قبلهم، وبالتالي سيتضح مدى استعداد نيمار ورفاقه للثأر من "البعبع" الألماني مبكراً أو تفاديه.