هل يشهد مونديال روسيا نهاية عصر «ميسى ورونالدو»؟!

الثلاثاء 05/يونيو/2018 - 10:15 ص
كتب: سيد محمد
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية

فى الوقت الذى يتصدر فيه الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرتغالى كريستيانو رونالدو والبرازيلى نيمار دا سيلفا قائمة النجوم المشاركين فى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا يوجد خلف هؤلاء النجوم الثلاثة زمرة من اللاعبين البارزين الذين ينتظرون الفرصة لفرض وجودهم بين النخبة حتى ولو كان هذا على مدى شهر واحد خلال بطولة كأس العالم، وبعدما تقاسم ميسى ورونالدو جائزة أفضل لاعب فى العالم على مدار عقد كامل، ستكون هذه النسخة من المونديال فرصة هائلة أمام كل منهما لإثبات أنه أفضل من الآخر بشرط التتويج مع منتخب بلاده بلقب البطولة العالمية.

 

فى هذه المرحلة من مسيرتهم ، سيكون من المستحيل عمليا لأى منهما المشاركة فى نسخة أخرى مستقبلية من البطولة رغم ما يظهرانه كل أسبوع مع نادييهما الإسبانيين بأنهما ما زالا فى قمة مستواهما.

 

ورغم هذا ، يواجه كل من اللاعبين مشكلة حقيقية تتمثل فى أن منتخبيهما لا يمكن الوثوق فيهما بشكل تام. ومع هذا ، أثبت كلاهما قدرته على دفع زملائه إلى الأمام بأقصى قدر ممكن حيث قاد ميسى المنتخب الأرجنتينى إلى نهائى كأس العالم 2014 بالبرازيل بينما قاد رونالدو المنتخب البرتغالى إلى لقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا.

 

وبالنسبة لنيمار ، يبدو الوضع على النقيض تماما حيث فشل اللاعب حتى الآن فى إثبات قدرته على قيادة المنتخب البرازيلى بمفرده للفوز بلقب كبير.

 

ولكن القوة الفاعلية التى أظهرها الفريق تحت قيادة مديره الفنى الجديد تيتى تضع المنتخب البرازيلى بين أقوى المرشحين للفوز بلقب المونديال الروسي، ويسمح هذا السياق لنيمار بالتألق بحرية أكبر، وقد يكون هذا كافيا لرفعه فى النهاية حتى يتمكن من تجاوز منافسيه ميسى ورونالدو، وبعيدا عن النجوم الثلاثة البارزين ، يراود الأمل لاعبين آخرين بارزين فى إثارة الإعجاب بروسيا.

 

ويأتى فى مقدمة هؤلاء اللاعبين المهاجمون نجم الفراعنة وفريق ليفربول الإنجليزى محمد صلاح والأوروجويانى لويس سواريز والفرنسى أنطوان جريزمان والبولندى روبرت ليفاندوفسكى والإنجليزى هارى كين والأرجنتينى سيرخيو أجويرو، وصانعو اللعب البلجيكيان إيدن هازارد وكيفن دى بروين والإسبانى إيسكو والألمانى تونى كروس والكولومبى خاميس رودريجيز والبرازيلى فيليب كوتينيو حيث يحظى كل منهم بفرصة جيدة لإظهار موهبته فى استادات المونديال الروسي.

 

وإذا كان المنتخب الوطنى للفراعنة يطمح للوصول إلى دور الستة عشر ، فإن صلاح يجب أيضا أن يظهر سبب كونه نجما بالفعل، وقدم صلاح مهاجم ليفربول موسم أشبه بالأحلام ، ويأمل فى أن يقدم أفضل مستوياته مع منتخب الفراعنة فى المونديال الروسي.

 

وبعيدا بعض الشيء عن مرمى المنافس ، يطمح العديد من لاعبى خط الوسط إلى السطوع وشق طريقهم إلى قائمة أفضل النجوم فى المونديال الروسي.

 

ويبدو سواريز ، الذى يلعب إلى حد ما فى ظل ميسى بفريق برشلونة الإسبانى ، هو القائد بلا منازع فى منتخب أوروجواي، وبعد استبعاده من صفوف الفريق خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل بسبب عضه المدافع الإيطالى جورجيو كيلينى خلال مباراة الفريقين بالدور الأول ، يحرص سواريز 31 عاما على تصحيح وضعه من خلال المشاركة الثالثة له فى بطولات كأس العالم.

 

كما يبرز إدينسون كافانى مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسى كرفيق مثالى لسواريز فى خط الهجوم الخطير لمنتخب أوروجواي، ويخوض جريزمان المونديال للمرة الثانية مع منتخب فرنسا ، ويستعد لتحقيق طفرة مع الفريق خاصة وأنه الآن فى السن المثالية (27 عاما) .

 

ويلعب جريزمان فى فريق تنافسى للغاية هو أتلتيكو مدريد الإسبانى حيث خاض معه أكثر من 200 مباراة كما نضج جريزمان بالشكل الكافى لتحقيق أقصى استفادة من موهبته فى المراحل الحاسمة خلال المباراة.

 

ولا يرجح اختيار أى من ليفاندوفسكى أو كين كأفضل لاعب فى البطولة ولكن كلا منهما يمكنه أن يأمل بقوة فى الفوز بجائزة الحذاء الذهبى لهداف البطولة، ويتصدر ليفاندوفسكى قائمة أفضل هدافى المنتخب البولندى على مدار التاريخ وكما أحرز مجددا العديد من الأهداف لفريقه بايرن ميونخ الألمانى فى الموسم المنقضى على المستويين المحلى والأوروبي.

 

كما يخوض كين مهاجم توتنهام الإنجليزى فعاليات المونديال الروسى بعدما تصدر قائمة أفضل الهدافين فى أوروبا خلال عام 2017 كما توج هدافا فى الدورى الإنجليزى بالموسمين السابقين للموسم المنقضى وحل ثانيا خلف المصرى محمد صلاح نجم ليفربول فى قائمة هدافى المسابقة بالموسم المنقضي.

 

وهناك نوع آخر من اللاعبين هو أجويرو ، هذا المهاجم الفتاك ، الذى يرغب أيضا فى تصحيح الأوضاع مع منتخب التانجو، وبصفته رفيقا لميسى فى الهجوم ، وبعد موسم رائع مع مانشستر سيتى ، سيحاول أجويرو نسخ مستواه الرائع فى أوروبا على مدار العقد الماضى إلى مشاركته مع المنتخب الأرجنتينى فى المونديال الروسي.

 

ويأمل المنتخب البلجيكى فى أن يكون أخيرا على قدر التوقعات الهائلة التى تحيط به ، ويدرك هازارد أنه من غير المرجح أن يكون فى وضع جيد ليؤكد جدارته مثلما هو الآن، وتسعى الأندية الكبرى فى أوروبا جاهدة لضم هازارد 27 عاما لاعب خط الوسط المهاجم بفريق تشيلسى والذى يتمتع بخبرة هائلة كما أصبح أكثر نضجا مما كان عليه فى المونديال البرازيلى قبل أربع سنوات.

 

وإلى جوار هازارد ، تستطع جوهرة بلجيكية أخرى بهذا الجيل الذهبى للمنتخب البلجيكى حيث يطمح دى بروين إلى تحقيق شهرة ونجومية عالمية مثلما حقق قدرا هائلا من النجومية مع فريق مانشستر سيتى الذى فاز معه بلقب الدورى الإنجليزى فى الموسم المنقضي.

 

ويتشابه الأمر مع إيسكو نجم ريال مدريد والمنتخب الإسبانى حيث يتميز بأنه لاعب صاحب موهبة طبيعية كما سيدخله المونديال الروسى وهو فى أفضل حالاته، ويبدو إيسكو /25 عاما/ على استعداد لاستلام الراية من المخضرم أندريس إنييستا فى المنتخب الإسبانى حيث يرجح أن إنييستا سيعتزل اللعب الدولى فى الفترة المقبلة بعد المونديال الروسي.

 

ويتمتع إيسكو لاعب ريال مدريد بثقة تامة من جولين لوبيتيجى المدير الفنى للمنتخب الإسبانى الذى يعتبره بوضوح أكثر أهمية بالنسبة للمنتخب مما هو بالنسبة لناديه.

 

ويعرف الألمانى تونى كروس زميل إيسكو فى الريال بالفعل كيف يكون شعور بطل العالم حيث توج باللقب مع منتخب بلاده عام 2014 بالبرازيل لكنه سيكون مستعدا للعب دور أكثر أهمية مع ألمانيا هذه المرة بعد أن اعتزل نجوم آخرون بالفريق مثل باستيان شفاينشتيجر وفيليب لام.

 

ويتمتع كروس، أحد أفضل لاعبى خط الوسط فى العالم ، بالعديد من المهارات والمواهب مثل التمرير الجيد والسرعة والرؤية الواضحة للملعب والتحكم فى الكرة فهو لاعب مخضرم رغم أنه لا يزال فى الثامنة والعشرين من عمره.

 

وارتقى الكولومبى خاميس رودريجيز لمرتبة النجوم فى بطولة كأس العالم الماضية ويأمل أن يكون مؤثرا بنفس الشكل فى المونديال الروسي، واستعاد روريجيز مستواه العالى من خلال مسيرته مع بايرن ميونخ فى الموسم المنقضى ، ويأمل فى أن يقدم بالمونديال الروسى نفس المستويات العالية التى قدمها فى مونديال 2014 علما بأنه توج هدافا للمونديال البرازيلى برصيد ستة أهداف.

 

ويحظى كوتينيو نجم برشلونة الإسبانى بدعم المنتخب البرازيلى ، والذى قد يساعده على إظهار مهاراته من خلال هيكل الفريق وأسلوب اللعب الذى قدمه المدرب تيتي، وقد يكون كوتينيو لاعب خط الوسط برشلونة فى وضع أفضل ليصبح نجما حقيقيا ويظهر لماذا كلف برشلونة ما لا يقل عن 120 مليون يورو لضمه من ليفربول.

 

ويأمل ميسى ورونالدو فى تعزيز مكانتهما كأفضل لاعبين فى العالم. ولكنهما يجب أن يتمتعا بالحذر ، لأن هناك قائمة طويلة من لاعبى كرة القدم الموهوبين الذين يقفون خلفهم ، وكلهم يتوقون إلى أخذ مكانهم بين النخبة.