علي مسعود مدير تحرير جريدة الرياضي
الموضوع أكبر من مكالمة هاتفيه بين الحكم ابراهيم نور الدين ورئيس نادي سموحة فرج عامر.. الموضوع كبير.. كبير!!
اتهامات بالرشوة.. تحويل إلى المباحث الإدارية.. وحرب كلامية شرسة وبكائيات تفرض الحكم الأجنبي.. وتعمق أزمة الحكم المحلي في اللعبة الشعبية المجنونة التي أصابت الكثيرين بحالة دوار.
القصة متشابكة بين مصر والسعودية.. البلدان الأكبر عربياً والأكثر تأثيراً في الرياضة.. فقد قامت الدنيا ولم تقعد في الساعات الماضية على حكم نهائي الكأس.. سواء كأس مصر المقرر الثلاثاء المقبل بين الزمالك وسموحة، أو كأس خادم الحرمين الشريفين الذي يقام اليوم السبت بين اتحاد جدة والفيصلي.
في السعودية.. استيقظ الجميع على قرار صارخ من اتحاد كرة القدم بمباركة من رئيس هيئة الرياضة الرجل القوي المستشار تركي آل الشيخ باستبعاد فهد المرداسي من قيادة المباراة النهائية لكأس الملك وتحويله إلى المباحث الإدارية، واسناد إدارة المواجهة إلى الإنجليزي مارك كلاتينبرغ.
واشتعلت الدنيا عن اسباب الاستبعاد المفاجئ للحكم المرشح للمشاركة في كأس العالم، وجاءت التفسيرات وفق لصحيفة الرياضية السعودية بأن السبب يعود إلى تواصل الحكم مع أحد رؤساء طرفي المباراة النهائية، ووجود شبهات رشوة في مكالمات هاتفية سرية ومحادثات جرت بينه وبين رئيس النادي، وكشف الأخير كل المحادثات لتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة، وقدم الأدلة والثبوتات المسجلة في هاتفه، وطلبت الجهات المسؤولية من رئيس النادي مسايرة الحكم.. الذي طلب بدوره مبلغاً مالياً من رئيس النادي "رشوة".
في مصر.. اختلفت تفاصيل القصة لكنها تؤدي إلى نفس النفق.. سموحة يرفض أن يلعب المباراة النهائية أمام الزمالك بحكم محلي، بعد أن ثارت الشبهات حول المجاملات الفاضحة والعناد الذي يمارسه رئيس لجنة الحكام، وبات واضحاً أن الحكام تأثروا في أغلب مباريات الكأس بالبلطجة والصوت العالي الذي يمارسه البعض.. وليس هناك دليل دامغ أكبر مما فعله الحكم محمد عادل في الأهلي خلال مباراته مع الأسيوطي.
أعرف أن "الرشوة" بمفهومها الواسع هي كل ما يعطى لشخص ذي سُلطة أو مركز لكي يوافق على أمرٍ غير قانوني أو غير شرعي.. وليس شرطاً أن يكون ما يدفع مالاً بل قد يكون تسهيلاً ما أو نيلاً للرضا.
في كل الأحوال.. يبدو أن اتهامات الرشوة تلاحق بعض حكام كرة القدم في مصر والسعودية وكثير من دول العالم، لكن الفارق الوحيد الذي أعتقد أنكم مثلي تفكرون فيه هو الفارق الشاسع بيننا وبينهم في سرعة اتخاذ القرار والضرب بقوة في مواجهة المشبوهين!!
علي مسعود
مدير تحرير جريدة الرياضي