أسامة السويسي يكتب لـ "وان ثري": للأسف جاءت الطعنة من الداخل يا صلاح

الأربعاء 09/مايو/2018 - 11:11 م
كتب: أسامة السويسي
أسامة السويسي
أسامة السويسي

يعيش محمد صلاح أبن مصر البار وفخر العرب موسما استثنائيا مع فريقه ليفربول هذا العام، بعد رحلة طويلة في القارة العجوز عرفت تألقا لافتا مع بازل السويسري وفيورنتينا وروما الإيطاليين وخلالهما رحلة قصيرة في تشيلسي، لكن نجم صلاح توهج في سماء الكرة العالمية هذا الموسم، خصوصا بعد أن قاد منتخبنا الوطني للعودة للمشاركة في كأس العالم بعد غياب دام 28 عاما، ثم بدأ في صناعة المجد مع ليفربول في بلاد الإنجليز.


وبات صلاح خير سفير لبلده ليساهم في تغيير مفاهيم كثيرة وصور داكنة صنعها بعض المتشددون في الغرب عن المسلمين.


وأـصبح صلاح حديث العالم بتواضعه وتصرفاته المثالية داخل وخارج المستطيل الأخضر وتصدر مشهد سجوده لله عقب كل هدف يحرزه صفحات كبريات الصحف الإنجليزية وبات أطفال الإنجليزي يقلدون النجم المصري، وخصصت له جماهير ليفربول أغاني باسمه بعد أن حقق مرادهم في وجود النجم الذي يلتف حوله الجمهور وينصع الفارق ويحقق الانتصارات مع شخصية وكاريزما تجعله يدخل القلوب قبل العقول.


ومع مدربه الألماني القدير يورجن كلوب نجح صلاح في استخراج مخزون ما يملكه من قدرات فصار أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي كثاني عربي يحقق هذا اللقب بعد الجزائري رياض محرز، وأصبح المصري الذي يتربع على العرش الإنجليزي خصوصا وأن التقدير لم يكن من الرابطة الإنجليزية فقط لكنه جاء من رابطة الكتاب الإنجليزي وهو تقدير شديد الخصوصية للنجم المصري أن ينال ثقة النقاد الرياضيين الإنجليز.


وتصدر صلاح قائمة هدافي الدوري الإنجليزي والمنافسة على الحذاء الذهبي لهدافي القارة العجوز وقيادة فريقه للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وضعه في تصنيف خاص ورفيع مع الكبيرين الساحر ليونيل ميسي والدون كريستيانو رونالدو، وياله من فخر أن تجد ابن بلدك في خانة واحدة مع أكبر نجمين في عالم الساحرة المستديرة، بل والعديد من النجوم الكبار رشحوا صلاح للفوز بالحذاء الذهبي لأفضل لاعب في العام 2018.


كل هذه الأرقام والإنجازات جلعت من صلاح الرمز والقدوة والمثل الأعلي لكل الأجيال القادمة، وصارت رؤية فانلة صلاح واسمه ورقمه سواء بقميص المنتخب أو ليفربول مشهدا مألوفا في شوارع المحروسة مع كل الأعمار وكل الانتماءات خصوصا وأن صلاح كان محظوظا بكسب تعاطف الكل بلا استثناء لأنه لم يسبق أن لعب للقطبين فتلاشت عاطفة التعصب في دعمه وتشجيعه.


الحقيقة أنني كملايين المصريين أشعر بالفخر والسعادة لأن صلاح يحمل الجنسية المصرية ويمثلها في هذا المحفل الكبير واعلم كم التقدير الذي يناله، ولا اخفى سرا أنني ومع كل توهج للفتي المبدع أدعو الله أن يحفظه من كل شر، ويبعد عنه أولاد الحرام خصوصا هؤلاء الذين لا يعجبهم تألق العرب عالميا، لكنني لم أكن أتخيل أن تأتي الضربة من الداخل.


نعم فقد ابتعد صلاح عن مستواه في آخر أسبوعين بعد المشكلة التي لم يكن لها أي داعي من جبلاية البيزنيس، فاتحاد الكرة يفترض أن يكون الأكثر حرصا على صلاح من غيره، لكنه هو الذي تسبب في مشكلة بسبب الحقوق التسويقية واضطر صلاح للتدخل بنفسه في المشكلة بعد أن عجز وكيله عن حلها مع رجال الجبلاية.


والمدهش أن تجد الجبلاية هي من تعلن أن المشكلة قد تم حلها بتدخل رئيس الاتحاد هاني أبوريدة، وهو عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي ووهو يعلم قبل غيره معنى الحقوق التسويقية.


قد يرى البعض أن هناك مبالغة في ربط تراجع مستوى صلاح بمشكلة التسويق، لكن العالم ببواطن الأمور يدرك جيدا مدى التأثير الشديد خصوصا في وقت يفترض أن يكون كل تركيز اللاعب على مسيرته المهنية في ظروف صعبة وهامة ومنعطف بالغ الخطورة من الموسم لينشغل بمشكلة مع اتحاد بلده تتعلق بحقوق رعاية لا تقبل القسمة على أثنين.


والمؤسف أن تجد صلاح النجم الساجد يتعرض من بعض المصريين للنقد بسبب التزامه والتزام زوجته، في توقيت يحظى فيه بتقدير كبير في أوروبا والعالم بسبب هذا الالتزام.


رجاء خاص للحاقدين غير المفيدين.. اتركوا صلاح في حاله.. فالمشوار طويل أمامه ليساهم في رسم المزيد من الفرحة لمصر وللعرب عندما يصبح بعد سنوات من العطاء والمستوى الثابت أفضل لاعب على كوكب الأرض.