تقرير| الأهلي و حكاية «إحنا خدامين الحكام»

السبت 05/مايو/2018 - 06:30 م
كتب: زكريا البدوي
الحكم السنغالي مالانج
الحكم السنغالي مالانج ديدهيو
" إحنا خدامين الحكام"، جملة قالها المايسترو صالح سليم، الأب الروحي للنادي الأهلي، ذات يوم تعبيرًا عن دعم النادي الأهلي للمنظومة الرياضية في مصر بكل أطيافها.


و يأتي هذا الموقف تماشيا مع الدور الذي يقوم به النادي الأهلي منذ تأسيسه في 1907، القاطرة التي تقود الرياضة بكافة أشكالها .. ولا نبالغ إذا ما قلنا أن النادي يمارس بعض الرياضات التي تستنزف موارده المادية لا لشئ إلا من أجل إمداد المنتخبات الوطنية بما يلزم من لاعبين على درجة عالية من الكفاءة قادرة على الدفاع عن ألوان علم مصر .


الأهلي هو الأخ الأكبر الذي يقبل دون إمتعاض أن ينتقص من حقوقه لإرضاء أشقائه الصغار، فهو لهم دائما بمثابة الأب على كافة الأصعدة، لذا لم يكن غريبًا أن يعلن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، دعمه الكامل للحكام المصريين في مباراة القمة أمام الزمالك ببيان رسمي .


إلا أن حسن أدب الأهلي في تعامله مع هذا الملف على وجه الخصوص، جاء ليمثل عبئًا على الفريق، فبات لزاما أن يتعرض للظلم دون أن يصرخ جراء الظلم الواقع عليه، ومع كل مباراة نجد الحكم يتغاضى عن هدف أو ركلة جزاء كفيلة بتغيير نتيجة اللقاء، وإذا ما تحدث أحد من الجهاز الفني عن حرمان الفريق من أبسط حقوقه بتطبيق العدالة نجد من يزايد ويعتبر أن الحديث عن ملف التحكيم شماعة للغطاء على الأخطاء الفنية والبدنية للفريق، فيما يغالي البعض الأخر ويعتبر الحديث عن التحكيم خرقا لمبادئ الأهلي .
ووصلت الأمور إلى ذروتها بالأمس، في مباراة الأهلي والترجي التونسي في مستهل مشوار الفريقين بدور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، بعدما قام "الكاف" بتعيين السنغالي مالانج ديدهيو، وللمفارقة هو نفس الحكم الذي أدار لقاء الفريقين في دور ربع النهائي من النسخة الماضية للبطولة في لقاء الذهاب ببرج العرب والذي انتهى أيضا بالتعادل، وكانت قراراته محل استهجان كافة المحللين والمتابعين .

ويأتي لقاء الأمس ليقوم مالانج ديدهيو و مساعديه بتكرار ما فعله في لقاء النسخة الماضية بحرمان الأهلي من هدف صحيح بداعي التسلل، والتغاضي عن ركلة جزاء صحيحة، كانت الأمور ستتغير معها 180 درجة على صعيد النتيجة .
فإذا كان تعيين الحكم السنغالي للقاءات الأهلي والترجي فرض عين، وقراراته غير قابلة للمراجعة فمن حق الأهلي أن يبدي إنزعاجة من هذه المصادفة المريبة .


وأذكر أن المايسترو صالح سليم عليه رحمة الله عندما قال " إحنا خدامين الحكام " هو نفسه الكابتن صالح الذي قرر الإعتذار عن المشاركة في بطولات الكاف تعبيرا عن رفضه لما فعله بطرس ماتبيلا الحكم الجنوب أفريقي الذي أدار السوبر الأفريقي 1994، وما ترتب على نتيجة هذا اللقاء من إيقاف الكابتن طارق سليم مدير الكرة بالأهلي، وإيقاف إبراهيم حسن لاعب الأهلي الأسبق لمدة عام .

وتمضي الأيام ويتورط ماتبيلا في قضية تلقي رشوة للتلاعب في نتائج المباريات ويتم الزج به في غيابات السجون .
والشاهد هنا أننا لسنا دوما خدامين الحكام على طول الخط، فالمطالبة بتحقيق العدالة فوق أرض الملعب حق مشروع، و ابداء رفض الظلم الوقع على الفريق وتحجيمه بفعل فاعل ليست بدعة، وإذا كان الأهلي يعاني على الصعيد الفني والبدني بكثرة الإصابات فمعاناته مع الحكام محليا وقاريا أمر لا ينكره إلا جاحد .