متواضع، خلوق ، إنساني، نموذجي، منضبط ، مثابر ، كلّها خصال يتمتع بها الملك المصري محمد صلاح ، المثال في الأخلاق والاحتراف.
تعرّف عليه العالم بأسره عندما هزم تشيلسي مورينيو وكان يلعب حينها في بازل السويسري. قهر جوزيه مورينيو مرة ثانية. نفذ صبر الأخير، فوقّع معه وضمّه إلى كتيبة “البلوز”.
لم ينجح في التأقلم في قلعة «الستامفورد
بريدج»ومورينيو لم يعوّل عليه، ما أدّى إلى نفيه إلى فيورنتينا في إيطاليا. هناك، سجل
هدفًا أسطوريًا ضد اليوفي وفرض نفسه أحد نجوم الكرة الايطالية، ليخطف خدماته نادي روما
الايطالي في الموسم التالي. موسمان مميزان مع ذئاب روما ومكان ثابت في التشكيلة الأساسية.
زادت نجومية صلاح وبات جاهزًا للعودة إلى أكثر الدوريات تنافسية في العالم من بوابة
ليفربول مقابل 37 مليون جنيه استرليني.
في الأنفيلد ، كان كوتينيو حديث الناس،
هل يبقى أو ينتقل إلى برشلونة؟ مسلسل استحوذ على اهتمام الصحافة العالمية في الصيف
الماضي وانتهى في سوق الانتقالات الشتوية الذي شهد حصول برشلونة على خدمات الساحر البرازيلي
مقابل مبلغ قياسي. لكن صلاح خطف الأضواء من زميله كوتينيو وخفف كثيرًا من حسرة جماهير
“الردز” لفقدان نجمهم المفضل. فصلاح انطلق كالصاروخ وراح يسجل في المباراة تلو الأخرى،
ويقدم لمحات استثنائية وتمريرات عبقرية.
ذهب كوتينيو. الجميع توقع انحدار مستوى
ليفربول في النصف الثاني من الموسم، لكن صلاح غالطهم الرأي، إذ قاد ليفربول إلى الوصول
إلى نصف نهائي دوري الأبطال بعد إطاحته ببورتو البرتغالي بسهولة تامة، واكتساحه أفضل
فريق في العالم ربما وبطل الدوري الانكليزي مانشستر سيتي.
يحسب للفرعون المصري أنه قاد ليفربول للتغلب
ثلاث مرات هذا الموسم على الفريق الذي أرعب العالم بقيادة الفيلسوف بيب جوارديولا.
تصدر ترتيب الهدافين في الدوري وهو على
وشك تحقيق رقم قياسي تاريخي في عدد الأهداف. ظفر بجائزة أفضل لاعب في انكلترا. بات
قريبًا من الوصول إلى نهائي المسابقة الأم. لو سئلت اليوم من يستحق الفوز بالكرة الذهبية،
سأجيب دون تردّد “محمد صلاح”.
في بلده، يتنفسّون كرة القدم، لكن رغم انتصاراتهم
القارية العديدة، فشلوا طويلا في التأهل إلى كأس العالم ، كثيرون مثلي، لم يشاهدوا
أبدًا مصر في المونديال. 28 سنة من الانتظار ، محمد صلاح أخذ الأمور على عاتقه وقطع
وعدًا للشعب المصري بالذهاب إلى روسيا 2018.
آمنوا بقدراته، دعموه، ساندوه، كلهم كانوا
وراءه. وهو لم يخذلهم. سدّد ركلة جزاء أوقفت قلوب المصريين ونجح بتسجيلها، لتجتاح الجماهير
المصرية الشوارع وتنتشر صور الفرعون المصري في كل حيّ وفي وجدان كل مصري يفتخر أن محمد
صلاح ابن بلده.
محمد صلاح هو أفضل لاعب عربي على مر العصور
وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة في التاريخ، واللاعب الوحيد القادر حاليا على إيقاف احتكار
ميسي و رونالدو لجائزة الأفضل في العالم.
رسالة محمد صلاح لا تقتصر على نجاح احترافي
لامع، بل تتعدّاها إلى رسالة سلام وتعايش وروح جماعيّة وانفتاح وغيرها من القيم التي
تدافع عنها رياضة كرة القدم.