أفردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريراً مطولاً حول محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي والمنتخب الوطني، بعد موسمه الاستثنائي بقميص "الريدز".
وتحت عنوان: "صلاح يجلب الأمل للمصريين المنهكين"، ألقى التقرير الضوء، على أن "الفرعون المصري" تمكن من توحيد المصريين مرة أخرى احتفالاً به، وأضاف: "بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية في الدولة العربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، توصل المصريون أخيراً إلى شيء يوحدهم في الاحتفال، وهو النجم البالغ من العمر 25 عاماً".
"صوره أصبحت تزين اللوحات الإعلانية الضخمة في شوارع المدن المصرية، كما أصبح وجهة للفوانيس التي تعطى للأطفال في شهر رمضان"، هكذا وصف التقرير اقتحام "صلاح" السوق المصرية، حيث يستغل التجار شعبية أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وهدافه قبل نهايته بجولتين، مادياً.
وأشار التقرير إلى أحد مقاهي وسط البلد، الذي تضع "جرافيتي ضخم يحمل صورة "صلاح" إلى جانب عظماء مصريين آخرين على رأسهم أحمد زويل، وأم كلثوم، مسلطة الضوء على تصريحات أحد عمال المقهى الذي وصف "صلاح" بـ"الأسطورة الذي يحمل اسم مصر"، مشدداً على أن "الجرافيتي يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الذين يحرصون على التقاط الصور إلى جواره، فضلاً عن سياح الدول العربية الذي يأتون للتصوير معه".
واستطرد التقرير: "ألهمت حكاية صبي القرية الذي نشأ في دلتا النيل الفقيرة والذي ترك دراسته في وقت مبكر للسفر لأميال طويلة من أجل تحقيق حلمه، جيلا نشأ في إحدى أكثر الفترات اضطرابا في تاريخ مصر الحديث"، كما شدد التقرير على أن الإعلان التلفزيوني الذي قام ببطولته "صلاح" لحملة حكومية لمكافحة المخدرات، أدى إلى مضاعفة الاتصالات إلى الخط الساخن لمساعدة المدمنين، حسب المسؤولين.
وأضاف التقرير: "لم يكن نجاح صلاح الذي أنعش الكبرياء الوطني داخل نفوس المصريين داخل المستطيل الأخضر فقط، بل كان لسلوكه خارجه وتواضعه فضلاً عن مساعدته لأهل قريته ومساهمته في الأعمال الخيرية دوراً محورياً في ازدياد شعبيته"، مستطرداً: "المصريون يصلون الآن من أجل أن يبقى بطلهم الأول بعيداً عن الاصابات قبل المشاركة مع الفراعنة بالمونديال، والذي كان نجمهم الأول الذي قاد البلاد للتأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عقود".