سيرحل المدرب الإسباني، أوناي إيمري، عن باريس سان جيرمان، بعد عامين فشل خلالهما في تحقيق الهدف الأكبر، الذي دفع إدارة النادي للتعاقد معه، وهو رفع كأس دوري الأبطال، للمرة الأولى في تاريخ الفريق الباريسي.
وبعد اجتماعه باللاعبين، وإبلاغهم بقرار كان في طي الكتمان، خرج إيمري اليوم أمام وسائل الإعلام، للكشف عن قرار الرحيل، الذي أكد أنه جاء بالاتفاق مع الرئيس، ناصر الخليفي، وأنه لصالح الكيان.
وقال إيمري "تحدثنا كصديقين، واتفقنا على أن هذا هو القرار الأفضل للجميع.. أرحل وأنا متأكد من أنني عملت بكل أمانة مع الفريق".
وفشل إيمري (46 عاما) في كسر عقدة ثمن نهائي "التشامبيونز ليج"، للعام الثاني على التوالي، وبالتخصص أمام الفرق الإسبانية.
وكانت المناسبة الأولى أمام برشلونة، في مباراة "الريمونتادا" الشهيرة على ملعب "الكامب نو"، بينما كانت الثانية على يد ريال مدريد، وهو الأمر الذي جعل إيمري، يفقد ثقة ودعم الإدارة والجماهير.
ولهذا، لم يكن حظ إيمري أفضل من سلفه، لوران بلان، الذي رغم هيمنته على الألقاب المحلية (11 لقبا من إجمالي 12)، إلا أن هذا لم يشفع له للبقاء مع الفريق، بعد فشله المستمر في الفوز بدوري الأبطال.
وتشير التقارير إلى أن إدارة سان جيرمان، تضع نصب أعينها التعاقد مع الألماني، توماس توخيل، المدير الفني السابق لبوروسيا دورتموند.
وخلال موسمين مع الـ"بي إس جي"، لم يستطع المدرب السابق لإشبيلية، أن يحظى بثقة الجماهير، لا سيما أن الفريق يمتلك ميزانية تفوق بكثير، ميزانية الأندية الأخرى في فرنسا.
وبخلاف بطولة الكأس، التي سيخوض الفريق مباراتها النهائية، يوم 8 مايو/أيار المقبل، تمكن إيمري من حصد كأس الرابطة، مرتين، ومثلهما في السوبر المحلي، ولقب في الدوري، هذا الموسم، وآخر في الكأس.
وكان اللقب المحلي الوحيد الذي خسره الفريق، تحت قيادة إيمري، هو الدوري، في الموسم الماضي، والذي ذهب لموناكو.
ورغم الطموحات الكبيرة التي كانت منعقدة على إيمري، خاصةً بعد النجاحات التي حققها مع إشبيلية، وتتويجه بلقب الدوري الأوروبي، ثلاث مرات متتالية، في إنجاز غير مسبوق بالقارة العجوز، إلا أن كل هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح.
كما تعاقد سان جيرمان، مع النجمين، نيمار وكيليان مبابي، الصيف الماضي، لكن الفريق فقد رغم ذلك هويته، وجمالية الأداء واللمسة الواحدة، التي كان يقدمها في حقبة بلان.
ولم تجد طريقة المدرب الإسباني الجديدة، في اللعب المباشر، القبول لدى الجميع في فرنسا، وهو ما وضعه في وجه العاصفة منذ البداية، لتزداد الأمور سوءا، بعد صدمتي توديع دوري الأبطال، مرتين متتاليتين، مبكرا من دور الـ16.
ويمكن تلخيص الفترة التي قضاها إيمري في فرنسا، من خلال الوضع داخل غرف خلع الملابس، وعدم قدرته على السيطرة على اللاعبين.
لتتضح الأمور أكثر بعد إعلانه الرحيل، وعدم وجود أي رسائل دعم له من اللاعبين، بعكس ما حدث من انتقادات سريعة ومباشرة، من أقارب بعض عناصر الفريق، عقب الخروج من التشامبيونز، هذا الموسم، على يد الميرينجي.