تريزيجيه: مونديال روسيا وصية والدي والرحيل عن الأهلي صعب

الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 12:13 م
كتب: سيد محمد
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
تحدث محمود حسن تريزيجيه نجم قاسم باشا التركي عن حلم والده بالمساهمة في تأهل منتخب مصر إلى إلى كأس العالم 2018 بروسيا.

 

وقال تريزيجيه في حوار لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا":"كان حلماً كبيراً راودني منذ الصغر، فهذه أكبر ساحة منافسة في عالم كرة القدم، وأيُ لاعب يتمنى مجرد التواجد فيها. لقد سعيت بكل جهدي خلال السنوات القليلة الماضية لكي أنال هذه الفرصة، وما زاد من رغبتي هي وصيّة والدي قبل أن يتوفى، فقد تمنى عليّ أن أساهم في تأهل منتخب مصر مرة جديدة للنهائيات. كم كنت أتمنى أن يكون حاضراً لرؤية ما أنجزته بقميص المنتخب الوطني، ولكن ما يشعرني بالفخر أنني حققت أمنيته ومشاركتي ستكون إهداء لذكراه".

 

أضاف :"لم تعد المنافسة في أفريقيا سهلة أبداً، لقد بدأنا التصفيات بخسارة أمام تشاد (0-1) في الدور الثاني، ورغم فوزنا إياباً (4-0)، لكن كانت تلك الخسارة بمثابة إنذار لنا كلاعبين من أجل عدم الاستهانة بأي من المنتخبات التي سنواجهها لاحقا، من جانب آخر وضعتنا أمام تحدٍ كبير. في كل تجمع للمنتخب كان الحديث فيما بيننا أن لا يجب إهدار هذه الفرصة، فهذا وقتنا، وعلينا أن نكون متحدين ونضع كل تركيزنا في التدريبات والمباريات دون النظر سواء للإنتقادات أو حتى للترشيحات. في الحقيقة بدى لنا أن الوصول لكأس العالم بعيدٌ بعض الشيء، إلا أنه وبالصبر والعمل الجاد كنا نعلم أنه يمكننا تحقيق الحلم الذي طال انتظار للشعب المصري، كما أن الأمر لم يكن منوطاً فقط باللاعبين والجهاز الفني، فقد وجدنا منظومة متكاملة تعمل وتقف خلفنا، إتحاد الكرة ذلل الصعوبات أمامنا، الإعلام المصري ساندنا كثيراً والجماهير كانت تساندنا بكل قوة، وحتى في أنديتنا كان الجميع يضع في الحسبان أهمية المنتخب وضرورة مساندته من أجل مهمته الكبيرة، والحمد لله تكللت الجهود بالنجاح.

 

تابع :" أتفهم تلك الحالة التي عمّت الشارع الرياضي في مصر، بعد تعادل أوغندا وغانا قبلها بيوم، بدا المشهد وكأننا ذاهبون لمباراة "محسومة"، وأن بطاقة التأهل أصبحت مضمونة بيدنا، الجماهير كانت تحتفل منذ ساعات في الملعب. اللاعبون تفهموا هذا، ولكن لم نكن لننساق وراء هذه الحالة، كنا مدركين لصعوبة المواجهة، لم يكن أمام الكونجو ما تخشاه. وقد كانت بالفعل، انتهى الشوط الأول سلبيا، أخذت فرصتي بداية الشوط الثاني وتقدمنا بهدف محمد صلاح وكان من المهم أن نعزز التفوق لكي لا نفاجئ لاحقا. وحدث ما لا يمكن تصوره قبل دقيقتين من النهاية، عندما اهتزت شباكنا بالتعادل، أتت تلك اللحظات التي قد تفقد فيها العزيمة وتهزم نفسيا خصوصا في تلك الأجواء".

 

أكمل :" في الوضع الطبيعي لفريق في طريقه للفوز والتأهل كان ليصاب اللاعبون بالاحباط، ولكن لم أشهد مثل تلك الحالة، استنهضنا عزيمتنا، وصرخنا على بعضنا لكي نعود للعب ولا نستسلم أبداً. مارسنا هجوما ضاغطا خلال دقائق الوقت بدل الضائع، كانت تلك الفرصة الأخيرة، تمركزت في منطقة الجزاء وفي المرة الأولى وصلتني الكرة قبل أن أتصرف بالكرة قفز المدافع وسقطت أرضا، سرعان ما عادت بكرة عرضية من أحمد حجازي، في المرة الثانية قررت الانقاض على الكرة رغم ما قد يحصل لي من إصابة، وحدث ما توقعته تعرضت لاعاقة وكانت ركلة الجزاء التي حسمت الامور بعد هدف صلاح الثاني. شعرنا بأن الحلم أصبح حقيقة في تلك اللحظة، ومن ثم بات تأهلنا رسميا بصافرة الحكم النهائية. لقد كانت ليلة ومباراة للتاريخ، أنهينا العقدة التي طالت 28 عاما، واسعدنا الشعب المصري وكل العرب الذين وقفوا معنا في تلك المباراة".

 

أردف :" بدون أدنى شك هي مجموعة صعبة، مخطأ من يعتقد أنها ستكون واحدة من المجموعات السهلة، روسيا سيكون لها دافع الأرض والجمهور والتاريخ، أما أوروجواي فهي بطلة سابقة للبطولة وتملك نجوم كبار يمكن لهم تهديد أي فريق، ومباراتنا مع السعودية ستكون بمثابة الدربي. الآن كيف لنا أن نحقق التأهل الذي نعتبره هدفا أولا بالنسبة للمنتخب المصري، سيأتي هذا بالاستعداد الجيد للنهائيات، والوصول لروسيا بثقة وتركيز، واللعب في كل مباراة كما لو أنها مباراة كؤوس. يجب أن نثق بقدرتنا ونلعب مثلما تعودنا في اجتياز العديد من التحديات، وسنضع كمرجع لنا تلك المواجهة الودية أمام البرتغال بطلة أوروبا في المعسكر الأخير. يجب أن نذهب للنهائيات دون أن نخشى أحداً".

 

واصل :" لقد تأسست منذ الصغر على ضرورة العمل بجهد كبير في التدريبات ما سينعكس حتما على الأداء في المباريات. ومع قدوم المدير الفني كوبر لقيادة المنتخب، أخذت فرصتي الأولى وتمسكت بها ثم أظهرت رغبة كبيرة في العمل والتطور. وهو مدرب يحترم من يقوم بهذا العمل والجهد داخل أرض الملعب سواء في التدريبات أو المباريات، وضرورة الالتزام بالنواحي التكتيكية وتأدية الواجبات على أكمل وجه. ولذلك والحمد لله نلت ثقته وشاركت في كل مباريات التصفيات والعام الماضي خضت كل المباريات في نهائيات كأس أفريقيا 2017. أود هنا أن أشكره لثقته التي منحني إياها وأعده أن أبقى محافظاً على مستواي وأطوره أكثر في الاسابيع المقبلة".

 

استكمل :" كانت تجربة غنية بكل تأكيد، راكمت الكثير من الخبرات منذ التتويج ببطولة أفريقيا للشباب ومرورا بالتحضيرات القوية وصولا لخوض هذه المنافسة العالمية، حيث واجهنا إنجلترا، تشيلي والعراق، صحيح أننا كنا نمني النفس بالتأهل عن تلك المجموعة، ولكن ما يهم كيف نستفيد من تلك التجربة. بالنسبة لي كانت بمثابة إنطلاقة قوية، سجلت هدفا بمرمى إنجلترا، وبعد العودة تم تصعيدي للفريق الأول في النادي الأهلي. آمل أن أضع هذه الخبرات لخدمة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم 2018، بالفعل كان قراراً صعبا، فليس من السهولة أن تخرج من النادي الأهلي، ولكن أعتقد أنها خطوة يجب أن تحدث في هذا التوقيت. انتقلت لأندرلخت البلجيكي، ورغم عدم مشاركتي هناك صممت على المثابرة لكي أثبت نجاحي. انتقلت بالاعارة إلى موسكرون وأعتقد أنني أثبت قدرتي خلال الموسم الماضي. وأردت خوض تجربة أقوى وتحولت إلى قاسم باشا التركي، في البداية وجهت لي عدة انتقادات للذهاب هناك، لكن كان هدفي أن أثبت قدراتي في بطولة تنافسية، والحمد لله مع اقترابا من نهاية هذا الموسم أعتقد أن أرقامي تتحدث عن نفسها [28 مباراة أساسيا، 11 هدفا، 5 تمريرات حاسمة]. مع قاسم باشا أقدم موسما أفضل من سابقه، وأشكر كل من أرسل لي التهنئة على أدائي أسبوعيا، هذه ثمرة عمل وجهد كبيرين".