أتخذ حسام غالي، قائد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، القرار الأصعب في مسيرته مع الساحرة المستديرة، بالاعتزال بعد رحلة حافلة بالمغامرات الكروية.
ويعد «غالي» أحد أبرز مواهب الكرة المصرية
في العقدين الأخيرين، والذي أحبَ كرة القدم فأحبته بشكل جنوني، وكانت أداة طيعة بين
أقدامه، يوجهها حيث يشاء.
كان «غالي» بمثابة المايسترو الذي يقود
الأوركسترا لعزف أروع الألحان الكروية، بعدما غيّر مفهوم دور لاعب الوسط المدافع، يتمتع
بموهبة استثنائية في قراءة الملعب وإرسال التمريرات البينية لضرب دفاعات المنافسين،
ليجيد في دور صانع الألعاب والوسط المدافع، ولم يجد مدربوه غضاضة في تكليفه بشَغل مركز
قلب الدفاع و«الليبرو» في العديد من المباريات، ليؤدي غالي بنفس الكفاءة.
يعد حسام غالي آخر حبة في عنقود جيل العظماء،
بعد أن نجح باقتدار في الربط بين جيل التسعينات الذي فرض سيطرته على مقاليد الكرة المصرية
بإحكام، وجيل الألفية الجديدة، والتطلع لآفاق جديدة للتحليق في سماء العالمية، ليساهم
«غالي» مع منتخب مصر للشباب في تحقيق الإنجاز الأبرز في تاريخ الكرة المصرية، بحصد
برونزية كأس العالم في العام 2001.
نجح «غالي» رفقة زملائه في تحقيق لقب بطولة
دوري أبطال إفريقيا 2001، للمرة الأولى بمسماها الجديد، بعد فترة غياب دامت 14 عامًا،
تمنّعت خلالها البطولة عن دخول دولاب بطولات النادي الأهلي، ثم يأتي تتويج آخر ببطولة
السوبر الإفريقي 2002، وكان لـ«غالي» بصمته الواضحة في تحقيق البطولة التي يحققها الأهلي
للمرة الأولى في تاريخه.
تحقيق لقب دوري الأبطال والسوبر الإفريقي
في مطلع الألفية الجديدة جاء بعد فترة غياب عن منصات التتويج القارية بالتزامن مع رحيل
بعض نجوم الفريق الأول للنادي الأهلي للزمالك، وظن البعض أن الأهلي سيجد صعوبة في تعويض
رحيل هؤلاء النجوم، ومن ثم تغيب عنه البطولات بعض الوقت؛ إلا أن جيل «غالي» كان على
قدر المسئولية، وترسيخ حقيقة أن «الأهلي بِمَنْ حضر»، وأن إمبراطورية الأهلي لم ولن
تغيب عنها شمس البطولات.
لذا لم يكن غريبًا أن يشارك حسام غالي في
الفوز التاريخي للأهلي على حساب الزمالك بنتيجة 6-1، في الـ16 من مايو 2002، وفي حضور
النجوم الذين قرروا الرحيل عن الأهلي والانتقال للمنافس.
فوز تاريخي على حساب ريال مدريد
بعد تتويج النادي الأهلي بلقب نادي القرن
في إفريقيا، أقام الأهلي احتفالية باللقب التاريخي، بحضور ريال مدريد، نادي القرن في
أوروبا بكامل نجومه.. أبدع «غالي»، وقدم مباراة تاريخية، تلاعب خلالها بدفاعات الفريق
الملكي، وأهدى النيجيري «صنداي» تمريرة بعد مراوغة حارس المرمى؛ ليسجل «صنداي» الهدف
الذي سجل أروع انتصار كروي للنادي الأهلي على حساب ريال مدريد بهدف دون رد، في الرابع
من أغسطس 2001.
بعدها يبدأ حسام غالي رحلته في الاحتراف
الأوروبي عبر بوابة فينورد الهولندي، والذي انتقل من خلاله إلى صفوف توتنهام الإنجليزي،
في دلالة واضحة على أننا أمام موهبة كروية استثنائية، تتهافت على خدماته أعتى الفرق
العالمية.. فبعد «توتنهام» ينتقل «غالي» إلى صفوف «ديربي كاونتي» الإنجليزي، بعدها
يخوض «غالي» تجربة عربية في الدوري السعودي، باللعب لنادي النصر السعودي، ومن ثم العودة
إلى بيته النادي الأهلي متقلدًا شارة القيادة.
وكما كان لاعبًا رائعًا كان قائدًا أهلاويًا
غيورًا على النادي الأهلي، محققًا مع الفريق أروع الانتصارات الكروية محليًا وقاريًا،
وقاد الأهلي لتحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا 2012، على حساب الترجي التونسي، كان لقاء
الذهاب في برج العرب، انتهى بنتيجة التعادل 1-1؛ إلا أن أهلي البطولات نجح في تحقيق
فوز تاريخي في الإياب بنتيجة 2-1، على ملعب رادس، معقل أبناء «سويقة»، ووسط أنصارهم.
وبعد مشوار طويل.. تأتي لحظة قرار اعتزال
كرة القدم، بعد رحلة طيبة في الملاعب للقائد حسام غالي، نجح خلالها في المساهمة في
تحقيق أربعة ألقاب لبطولة الدوري الممتاز، ولقبين لبطولة كأس مصر، وثلاثة ألقاب لبطولة
السوبر المصري، ولقبين لبطولة دوري أبطال إفريقيا.
وعلى الصعيد الدولي كان الإنجاز بتحقيق
برونزية كأس العالم للشباب 2001، والتتويج رفقة الفراعنة ببطولة كأس الأمم الإفريقية
2010، وقيادته للمنتخب للتأهل لنهائيات كأس الأمم 2017، بعد غياب عن الساحة الإفريقية
دام 7 سنوات.