لم يعد هناك شيئاً في الدوري الإنجليزي
يستحق المتابعة في الفترة القادمة بعد أن تم حسم كل شيء تقريباً، مانشستر سيتي بطلاً
لهذا الموسم، وتوتنهام صاحب المركز الرابع حسم بنسبة كبيرة بطاقته في دوري الأبطال،
ومحمد صلاح يبتعد عن هاري كين بصدارة الهدافين بفارق 4 أهداف.
والحديث الشاغل بين المتتبعين في الوقت
الراهن هو من سيحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة التي تحصل عليها نجولو كانتي في
الموسم الماضي، وهناك العديد من المرشحين للفوز بالجائزة، لكن على أرض الواقع فإن المنافسة
تقتصر على صلاح وكيفين دي بروين فقط.
هناك عوامل ترجح كل منهما على الآخر، لكن
بالتأكيد فإن صلاح الأٌقرب لها من النجم البلجيكي، وذلك يعود لعدة أسباب:-
الفوز بلقب البريميرليج ليس مبرراً:
في السنوات الثلاث الماضية، حصل عليها اللاعب
الذي يتوج فريقه بلقب الدوري الإنجليزي، البداية كانت مع إدين هازارد عندما توج تشيلسي
باللقب مع كونتي، ثم فعلها رياض محرز في موسم معجزة ليستر سيتي، بينما حسمها نجولو
كانتي بعد أن قاد البلوز للقب في الموسم الماضي.
ورغم ذلك، لا يعني أن دي بروين هو الأٌقرب
والأحق بالجائزة، ففي السنوات الماضية لم يكن هناك منافساً حقيقاً للاعبين الذين حصلوا
على الجائزة، وبالتالي كان فوزهم بها عادلاً ومنطقياً، فحتى عندما حصل عليها رياض محرز
كان زميله جيمي فاردي هو من ينافسه وليس لاعب من فريق آخر، أما الموسم الماضي فقد قدم
كانتي أداء مبهر بجميع المقاييس، ولم يستطيع هاري كين مجاراته بأهدافه التي كان معظمها
عبر لمسة أو لمستين، على عكس ما يفعله النجم المصري في الموسم الحالي، وسنتطرق لذلك
في نقاط أخرى.
محمد صلاح ليس مجرد هداف:
هناك فارق بين هداف الفريق وبطل الفريق،
فلا يمكن اعتبار صلاح هداف الريدز فقط، بل هو الملهم والذي يعطي الأمل للجماهير ولزملائه
وحتى للصحافة بأن الريدز قادر على هزم أي فريق والتتويج بأي لقب، وبدأت شخصية البطل
تظهر عند صلاح منذ شهر نوفمبر الماضي.
كذلك يمتاز صلاح بصناعة الأهداف أيضاً،
فعدا عن امتلاكه 30 هدف في البطولة حتى الآن، تمكن أيضاً من صناعة 9 أهداف كخامس أفضل
صانع أهداف في البطولة، كما أن معظم أهدافه أحرزها بطريقة مثيرة وتأتي بعد مجهود فردي،
أي أنه لا يتمركز داخل منطقة الجزاء وينتظر الكرة، مما يوضح أنه لاعب قادر على صناعة
الفارق حتى لو كان فريقه لا يعيش بأوقات طيبة.
الهالة الإعلامية:
دي بروين حظي بمديح المحللين ووسائل الإعلام
منذ بداية الموسم وحتى الآن، لكن لا يوجد مقارنة مع الهالة الإعلامية التي خلقها محمد
صلاح في الدوري الإنجليزي، فالمسألة لا تقتصر على الجماهير العربية فقط، بل خطف الفرعون
المصري قلوب جماهير ليفربول وأجبر المحللين والنجوم السابقين على الثناء عليه والحديث
عن موهبته الفذة، حتى أن البعض ذهب ليقارنه بليونيل ميسي، ومثل هذه الجوائز تتأثر كثيراً
بحديث الصحافة، وكان آخر من فعله شيء مشابه هو لويس سواريز، وحصل على الجائزة حينها
في موسمه الأخير مع ليفربول.
صلاح ثابت المستوى وأنقذ فريقه:
مع بيب جوارديولا، جميع اللاعبين يتألقون،
الفريق مرعب، قوي، لاعبين بمستوى متوسط ظهروا كأنهم نجوم سوبر مثل فيرناندينيو، لذلك
من الطبيعي أن يقدم دي بروين هذا الأداء المميز، فهو محاط بأفضل لاعبي البطولة، وخلفه
مدرب يساعده على الظهور بأفضل شكل ممكن بفضل الاستراتيجية التي يلعب بها كون النجم
البلجيكي بشغل مركز في خط الوسط.
بينما لا يحظى صلاح بهذه الميزات، فرغم
قوة ليفربول إلا أن الفريق كان مهلهلاً في العديد من المباريات، وكان النجم المصري
هو المنقذ في الغالب، كذلك لا يلعب ليفربول بأسلوب هجومي طوال الوقت كما يفعل مانشستر
سيتي، بالإضافة إلى كل هذا، كان صلاح ثابت المستوى منذ بداية الموسم وحتى الآن، في
حين انخفض مستوى دي بروين في بعض الفترات،
خصوصاً بالأسابيع الأخيرة.